مروان العمد يكتب: ديمقراطية إسرائيلية وارهاب فلسطيني

{title}
نبأ الأردن -
الحديث في هذا اليوم سيغطي الفترة من عام 1967 ولغاية يوم عملية طوفان الاقصى ، وذلك حتى نعرف لماذا حصلت هذه العملية . وسيشمل الحديث العديد من الجوانب والاحداث السياسية والعسكرية . وما حصل خلالها من صراعات ومجازر واذلال وتهجير وتضيق على الفلسطينيين في حياتهم وتدنيس مقدساتهم من قبل الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة . وحتى اعطي الموضوع حقه عن هذه الفترة ، فأنه لا يكفي مقال واحد لها مهما اختصرت احداثه ، ولذا فسوف اتحدث عنه في عدة مقالات . والبداية ستكون من سقوط الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني تهجير مئات الالوف من الشعب الفلسطيني ، حيث وجد هذا الشعب ان لا سبيل له لتحرير وطنه الا بالمقاومة . ولذا فقد تشكلت الكثير من المنظمات المسلحة ، والتي انطوى معظمها تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ، والتي كانت قد اعلن عن تشكيلها في القدس عام 1964 بهدف تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ، والتي انتخب احمد الشقيري رئيساً لها . وتم تأسيس هيئة تشريعية لها ، ومجلس مركزي ولجنة تنفيذية ، وجيش تحرير فلسطيني . وفي عام 1967 اصبح ياسر عرفات رئيساً لهذه المنظمة . وفي عام 1970 صدر القرار الاممي رقم 2649 عن هيئة الامم المتحدة الذي ايد الكفاح المسلح وحق تقرير المصير بكافة الوسائل ، وشرعية نضال الشعوب الخاضعة للاستعمار . وقد مارست المنظمات الفلسطينية حقها في هذا المجال ، الا انه لم يتم استبعاد الحل السلمي ، وخاصة بعد اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وذلك في عام 1974 . وبنفس العام اعترفت قمة الرباط العربية بذلك . وفي الرابع من ديسمبر اصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا يؤكد وبشكل واضح على شرعية المقاومة الفلسطينية ، وشرعية الكفاح المسلح الفلسطيني . مما اعطى منظمة التحرير الفلسطينية الصبغة العسكرية بالاضافة للسياسية ، ونتيجة لذلك اعلنت منظمة التحرير استقلال فلسطين ( الضفة الغربية وقطاع غزة ) وعاصمتها القدس بتاريخ 15 / 11 / 1988 . وذلك خلال المؤتمر التاسع عشر للمجلس الوطني الفلسطيني الذي كان منعقدا في الجزائر . وفي كانون الاول عام 1988 اعلنت المنظمة اعترافها بإسرائيل وتنديدها بالارهاب . واستعدادها للسير بالمسار السلمي .
وفي نهاية شهر اكتوبر لعام 1991 وبرعاية كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي انعقد مؤتمر للسلام في مدينة مدريد في اسبانيا ، ولرفض إسرائيل حضور وفد باسم فلسطين فقد وفر الوفد الاردني المظلة للوفد الفلسطيني بحيث يكون جزء منه .
وبعد الجلسات الافتتاحية له ، اخذت اجتماعاته تعقد في مدينة واشنطن ، ولكن وفي نفس الوقت كانت تعقد اجتماعات سرية في مدينة اوسلو بالنرويج بين وفد إسرائيلي و وفد فلسطيني . حيث فوجئ العالم باعلان اتفاق اطلق عليه اتفاق اوسلو واحد ، والذي تم التوقيع عليه في واشنطن بتاريخ 13 سبتمبر عام 1993 بحضور الرئيس الامريكي بيل كلينتون . و وقعه عن الجانب الإسرائيلي وزير خارجيتها شمعون بيريز ، وعن الجانب الفلسطيني ياسر عرفات امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، وتضمن الاتفاق اعتراف كل منهما بالآخر ، واقامة سلطة حكم ذاتي انتقالي باسم السلطة الوطنية الفلسطينية ، وان يتم انتخاب مجلس تشريعي يمثل الضفة الغربية وقطاع غزة ، على ان لا تتجاوز هذه الفترة الانتقالية عن خمس سنوات ، يتم خلالها الوصول الى تسوية دائمة . على ان تغطي المباحثات خلال هذه المدة القضايا المتبقية بما فيها القدس واللاجئين والمستوطنات والترتيبات الامنية والحدود وعلاقات التعاون مع الجيران . وقد تبع هذه الاتفاقية مباحثات في مدينة طابا وتم فيها عقد عدد من الاتفاقيات والمعاهدات والبروتوكولات ، و نتج عنها اتفاق عرف باسم اتفاق طابا . والذي الحق باتفاق اوسلو واحد ،واطلق عليه اسم اوسلو اثنين . والذي قسمت فيه الضفة الغربية وقطاع غزة الى ثلاث مناطق وهي المنطقة ( أ ) وتسطير فيها السلطة على الامور الامنية والمدنية ، وتشمل الاماكن الحضرية في الضفة والقطاع . والمنطقة ( ب ) وتشمل المناطق الريفية ، وتسيطر فيها السلطة على الامور المدنية فقط ، وتبقى الامور الامنية تحت سيطرة إسرائيل . والمنطقة ( ج ) وتبقى الامور الامنية والمدنية فيها تحت سيطرة إسرائيل والتي تشمل 60% من اراضي الضفة الغربية ، وتشمل المستوطنات الأسرائيلية ، ومناطق وادي الاردن ( باستثناء منطقة اريحا والتي الحقت بالبند أ ) ، والطرق الالتفافية التي تربط المستوطنات ببعضها . وقد تم التوقيع على اتفاق اسلو 2 في واشنطن بتاريخ 28 سبتمبر عام 1995 من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحاق رابين ، و رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات ، وبشهادة الرئيس بيل كلينتون ، وممثلين عن روسيا ومصر والاردن والنرويج والاتحاد الاوروبي . على ان تستكمل المباحاثات على المواضيع الخلافية ومنها القدس في ما بعد حسب قراري الامم المتحدة 242 و 338 ، الا ان إسرائيل بقيت تماطل في إجراءها ، الى ان تم تجميدها اثر اندلاع انتفاضة الاقصى عام 2000 . ولم تعد مطروحة نهائياً بعد عملية السور الواقي ، الذي اجتاحت فيه الدبابات الإسرائيلية كامل الضفة الغربية ، و حصول مجزرة الحرم الابراهيمي ومجموعة من العمليات الانتحارية ، و اعقب ذلك اغتيال اسحاق رابين .
علما انه كان قد تم تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية في المنطقة ( أ ) عام ١٩٩٤ بعد اسلوا واحد ، وبعد ان سمح للعديد من الفلسطينيين المقيمين في الخارج بالعودة ، وتم تشكيل حكومة فلسطينية ومجلس تشريعي تسيطر عليهما حركة فتح ، وقوة امنية لحفظ الامن الداخلي ، تم تزويدهم ببعض الاسلحة الخفيفة . ولم تجري انتخابات تشريعية ثانية الا في عام ٢٠٠٦ حيث سيطرت حركة حماس عليها . ورشحت اسماعيل هنية ليكون رئيساً للوزراء ، الا ان خلافات شديدة وقعت ما بين حماس وفتح ، ووقعت بينهما اشتباكات مسلحة انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة ، وهروب قيادات فتح الى الضفة الغربية ، اصدر بعدها رئيس السلطة محمود عباس والذي حل محل ياسر عرفات بعد وفاته ، قرارا بحل حكومة هنيه ، وشكل حكومة براسة سلام فياض . الا انه في الواقع اصبحت هناك سلطتان وحكومتان ، واحدة في رام الله ، والثانية في غزة . ولكن التي بقيت معترف بها دولياً هي المتواجدة في رام الله . وفي عام 2012 صوتت الامم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطين كدولة مراقبة غير عضو في الامم المتحدة .
اما بالنسبة للعملية السلمية فقد بقيت مجمدة نتيجة تعنت الجانب الإسرائيلي ، واقتصر دور السلطة الفلسطينية على التمثيل الدولي ، والتنسيق الامني . الى ان جاءت ادارة ترامب واطلقت رصاصة الرحمة على الحل السلمي باعلان صفقة القرن ، ونقل السفارة الامريكية للقدس واعتبارها عاصمة إسرائيل التاريخية والابدية ، ومنح إسرائيل معظم اراضي الضفة الغربية ، ولتي لم يكتفي بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ، بل اعلن عزمه على ضم الضفة الغربية كاملة لدولة إسرائيل الديمقراطية ، ورفضه قيام الدولة الفلسطينية .
يتبع

تابعوا نبأ الأردن على