عين على القدس يعرض للانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسيين العام الماضي
نبأ الأردن -
سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على الاعتداءات والانتهاكات التي انتهجتها دولة الاحتلال ضد القدس والمقدسيين خلال العام الماضي ، في سعيها لتهويد المدينة المقدسة وفرض واقع جغرافي وديموغرافي جديد عليها.
ووفقاً لتقرير البرنامج المصور في القدس، امتاز العام المنصرم بأنه الأكثر عنفاً وقسوة على الفلسطينيين بشكل عام، وعلى سكان المدينة المقدسة وقطاع غزة بشكل خاص، حيث يعد المقدسيون عام 2023 عاما صعبا لما شهدوه من تضييق من قبل سلطات الاحتلال بشكل غير مسبوق.
المختص بالشأن المقدسي، فخري أبو دياب، قال إن العام الماضي كان محفوفاً بالمخاطر والتعديات على القدس، بسبب تولي زمام الأمور في دولة الاحتلال من قبل حكومة يمينية متطرفة، جعلت من مدينة القدس بؤرة للاستهداف، حيث قامت بتنفيذ 283 أمراً بالهدم بحق منازل ومنشآت مقدسية، منها 68 منزلاً أجبر الاحتلال سكانها على هدمها، مشيراً إلى أن الاحتلال قام بإصدار 982 أمر هدم خلال هذا العام، كما قام بترخيص بناء 18680 وحدة استيطانية في القدس ومحيطها.
وأوضح التقرير أن عام 2023 شهد زيادة مفرطة في عمليات القتل والاعتداء والاعتقال والتنكيل بالمقدسيين، وفقاً لما أجمعت عليه منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية وحتى الإسرائيلية، وبشكل خاص بعد السابع من تشرين الأول، حيث تصاعدت الاعتداءات والاعتقالات بشكل كبير ووصلت لأرقام مخيفة، وشملت الكبار والصغار" بحسب ما أفاد مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية،زياد الحموري، والذي أضاف أن سلطات الاحتلال انتهجت هذا التصعيد مستغلة قوانين الطوارئ، حيث قامت بإهانات للشباب والفتيات وكبار السن، اشتملت على مصادرة الهواتف المحمولة والتفتيش، للضغط عليهم لترك المدينة.
وأضاف التقرير أن عام 2023 شهد سابقة تمثلت بإغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام معظم المصلين منذ 7 تشرين الأول وحتى الآن، في إجراء يتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، بما في ذلك حق حرية العبادة، إلى جانب زيادة اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى وتماديهم في انتهاك حرمة المسجد من خلال أدائهم لطقوس تلموذية داخل باحاته بحماية الشرطة.
بدوره، قال مدير العلاقات العامة في دائرة أوقاف القدس، محمد الأشهب، إن المسجد الأقصى المبارك شهد في العام 2023 اقتحامات من قبل ما يزيد عن 48 ألف متطرف يهودي، يتقدمهم مجموعة من الوزراء وأعضاء الكنيست في الحكومة الإسرائيلية، حيث قاموا بأداء الطقوس الدينية والصلوات التلموذية، داخل باحاته، وخصوصاً في فترة الأعياد اليهودية، وبالتزامن مع تحويل المسجد إلى "ثكنة عسكرية" بهدف حماية المقتحمين، حيث شهدت باحات المسجد انتشاراً كثيفاً للشرطة الإسرائيلية وأفراد القوات الخاصة، الذين قاموا أيضاً بمنع وعرقلة دخول المصلين إلى المسجد والصلاة في محيطه.
من جهتها، قالت الباحثة السياسية والأكاديمية، تمارا حداد، إن العام 2023 شهد ظروفاً "استثنائية" بالغة الخطورة على المدينة المقدسة، حيث تجاوزت دولة الاحتلال الخطوط الحمراء في عملية أسرلة وتهويد القدس، تمثلت بمحاولة توحيد القدس الشرقية والغربية، ووضعهما في سياق "العاصمة الموحدة" لدولة الاحتلال، مشيرة إلى أن ذلك يعد انتهاكاً قانونياً.
وأضافت حداد أن الانتهاكات الإسرائيلية في العام المنصرم تمثلت أيضاً في العدد الكبير من الشهداء المقدسيين الذين تم قتلهم على أيدي قوات الاحتلال، إضافة لأسر 2600 مقدسي، 600 منهم تم اعتقالهم إدارياً، بشكل مخالف للقوانين الدولية بحسب المادة 78 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع اعتقال أي شخص ضمن ملفات سرية،اضافة الى إبعاد أكثر من 400 مقدسي ومقدسية عن المدينة المقدسة، بسبب رباطهم وصلاتهم في المسجد الأقصى المبارك. فيما تم بناء 79 بؤرة استيطانية بالقرب من البلدة القديمة، بهدف حصارها، لفصلها عن الضفة الغربية.
وأوضحت أن القدس تعد قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن سلطات الاحتلال تسعى لحسم الصراع وإنهائه، بإبعاد الهوية الفلسطينية، وحتى الوصاية الهاشمية على المقدسات، من خلال تقييد عمل الأوقاف الإسلامية، بما يخالف الاتفاقيات الدولية، لافتة إلى أن الاحتلال يسعى إلى تغيير الواقع الزماني والمكاني في المسجد الأقصى.
وأشارت إلى أن الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية بقيادة نتنياهو تسعى لتغيير البعد السياسي للصراع وتحويل الحرب من جغرافية ديموغرافية إلى دينية، مضيفة إلى أنهم يريدون تحويل حكومتهم من علمانية إلى حكومة دولة التوراة، من منطلق إيمانهم بأن المنطقة المقدسة فقط للواقع اليهودي.
وأكدت الدكتورة حداد أن صمود المقدسيين والوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، هما ما يقف حتى الآن في وجه مخططات الاحتلال في تهويد المدينة المقدسة والاستيلاء عليها.