شخصيات مسيحية أردنية: اقتصار الميلاد المجيد على الصلوات رسالة لنشر السلام والمحبّة بالعالم
نبأ الأردن -
أكدت شخصيات دينية وسياسية مسيحية، أن قرار مجلس رؤساء الكنائس في الأردن إلغاء جميع أشكال الاحتفال بعيد الميلاد المجيد لهذا العام، ومنها (البازارات الميلادية، واستعراضات الكشافة الموسيقية، وجولات توزيع الهدايا للأطفال، وأشكال التزيين الميلادية)، جاء رسالة لنشر السلام والمحبة من الأردن وفلسطين في أرجاء العالم، احتراما للضحايا الأبرياء ودماء الشهداء الزكية في غزة وعموم فلسطين، ليقتصر عيد الميلاد المجيد على الصلوات والطقوس الكنسية.
وقالوا إن الاحتفال بميلاد يسوع المسيح هو رمز ديني لنشر المحبة والسلام في كل أنحاء العالم رغم الآلام والأوجاع والفقد والحرمان والإحباط التي نشعر به.
واستنكروا لوكالة الأنباء الاردنية (بترا) ما يرتكبه العدوان الإسرائيلي الغاشم من أعمال بربرية ضد الإنسانية مخالفة كل الأعراف الاخلاقية والدولية، مؤكدين وقوفهم خلف قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني.
وأشادوا بالجهود الأردنية الدؤوبة غير المنقطعة لإخراس صوت الحرب، محيين المواقف الحرة العربية والدولية التي لم تنخرط في معايير إنسانية وسياسية مزدوجة.
وأشادوا بالتوجيهات الملكية السامية، بقيام القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، مساء اليوم الأحد، بتنفيذ إنزال جوي إغاثي لمساعدة المحاصرين داخل كنيسة القديس برفيريوس، الواقعة بحي الزيتون شمالي قطاع غزة، وذلك عشية عيد الميلاد المجيد.
ودعوا إلى تقدمة الكنائس ريعها لصالح قطاع غزة وأهله، وضرورة التبرع من خلال القنوات الرسمية التي وفرتها بعض الكنائس.
وقال رئيس وأمين عام كنيسة جماعات الله الأردنية، وعضو هيئة إدارية مجمع الكنائس الانجيلي الأردني القس ديفيد الريحاني، في مثل هذا اليوم المبارك، مناسبة عيد الميلاد المجيد، من كل عام يحتفل الأردنيون معا بهذه المناسبة السعيدة وتجتمع الاطفال في الحدائق العامة لإضاءة شجرة الميلاد، وتشارك الفرق الموسيقية الرسمية بعزف الموسيقى الوطنية ويتزين الأطفال بزي العيد، وترفع الأناشيد الوطنية والترانيم التي تعبر عن بهجتها بالعيد ويتبادل الجميع عبارات التهنئة فرحها بيوم الميلاد المجيد، أما اليوم فعيد الميلاد المجيد بدون بهجة ولا سلام.
وتسائل الريحاني قائلًا: "كيف نحتفل ومشاعرنا مغمورة حزنا بما يجري من عدوان غاشم على الأهل في غزة؟"، مشيرًا إلى ما قاله جلالة الملك عبد الله الثاني، عبر صفحته الرسمية، على منصة منصة "إكس" بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وأوضح أن ما قاله سيد البلاد يعبر عن شعورنا جميعا؛ فنحن في الأردن نقف مع إخواننا في الأراضي المقدسة وعلينا جميعا، أن نرسل رسالة واضحة إلى العالم، كنائس ومجتمعات وحكومات، بالاستماع إلى مرجعيتنا الوحيدة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين صاحب الوصاية الهاشمية، على المقدسات المسيحية والإسلامية، وهو صوت الحكمة وصوت الحق والعدل للوصول للسلام الحقيقي في عموم فلسطين.
كان جلالته كتب في منصة "إكس" أمس الأحد، "في الوقت الذي يحتفي العالم بعيد الميلاد المجيد تغيب البهجة ويغيب السلام عن الأهل المسيحيين في الأراضي المقدسة، التي لا يمكن أن تنعم بالسلام في ظل عدوان غاشم على الأهل في غزة والتضييق على المصلين في القدس وبيت لحم".
وأكد الريحاني دعم المسيحيين في الأردن، لمواقف جلالة الملك في كل ما يتعلق بالأوضاع الراهنة والمستقبلية في المنطقة التي تتعرض لخطر الانفجار، كنتيجة مباشرة للعدوان المستمر على شعبنا الفلسطيني، بشكل عام، وعلى أهلنا في قطاع غزة .
وقال الريحاني، "إن الأردن دفع الثمن الغالي نتيجة الحروب التي اندلعت في الدول الشقيقة المجاورة، والآن غزة تنزف، وقيادتنا الهاشمية تبذل كل جهد لدعم الأهل في غزة، وتعمل رغم كل التحديات لحماية ورعاية وخدمة الأردنيين وكل من يلجأ ويقيم على أرض الوطن الغالي، مضيفًا: "كلنا رجاء أن يقف العدوان على أهلنا في غزه ويتحقق السلام في منطقتنا، متمنين أن نحتفل جميعًا في يوم الميلاد المجيد، وكل أهلنا ينعمون بالسلام."
وقال عضو مجلس الأعيان جميل النمري، إن العيد هذا العام جاء مختلفا تماما ومقتصرا على بعض الشعائر الدينية تضامنا مع الأهل في غزة ورفضا للعدوان الاسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة من مسلمين ومسيحيين.
وأضاف أن قيام القوات المسلحة الأردنية، بتنفيذ إنزال جوي عشية عيد الميلاد، جاء استشعارا بمعاناة الفلسطينيين، ولمساعدة المحاصرين داخل كنيسة القديس برفيريوس بغزة، ومثلت هذه المساعدات الإنسانية الأردن في هذه المناسبة، مقابل إطلاق الصواريخ وإنزال المتفجرات من طائرات قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، لإيقاع أكبر عدد من القتلى والجرحى والدمار.
وأشار النمري إلى أن جميع الأردنيين، مسيحيين ومسلمين يعيشون بعمق هذه الكارثة، بألم وحزن وغضب وقد عبّر عن ذلك الأردن في مواقفه السياسية، ومن خلال جميع المنابر الدولية والأممية المطالبة بالوقف الفوري للحرب على غزة، لافتًا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تفرق بين مسجد أو كنيسة فقد نالت دور العبادة ما نالته من تدمير واستهداف وقتل.
وأضاف "أن هذا الصباح كانت في كنائس الأردن صلوات لأجل أهلنا في غزة، مؤكدا أن التحام القيادة الأردنية مع المواقف الشعبية، مثلت أعظم المواقف الإنسانية والأخلاقية من أجل أهلنا في فلسطين وخاصة غزة.
القنصل الفخري الأردني لدى هنغاريا المهندس زيد نفاع، بدوره، أكد أن الإنزال الجوي الأردني السابع جاء رسالة تضامنية مع المسيحيين في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المستعر، والحرب التي ألقت بظلالها على أجواء أعياد الميلاد، قائلًا "إن جلالة الملك أكد خلال لقائه قيادات دينية مقدسية وأردنية في قصر الحسينية، الأربعاء الماضي، أن الأردن يسعى بكل الطرق لإيصال مساعدات إلى من لجأ إلى الكنيسة، وسيستمر بدعم الأشقاء في غزة، كما سيقف الأردن إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني ودعم صمودهم على أرضهم بمختلف الطرق والوسائل، وبما يخفف عنهم جرّاء ما يتعرضون له من ظروف إنسانية صعبة."
ودعا وزير النقل الاسبق المهندس مالك حداد إلى تحويل جميع تكاليف أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية إلى دعم الأهل في قطاع غزة من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.
وأكد أن إلغاء مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد، ليس موقفًا غريبًا في الأردن؛ فقد تم إلغاء أعياد سابقة للمسيحيين تضامنا مع أحداث محلية وعربية، مبينا أننا في الأردن وفلسطين كلنا إخوة مسيحيين ومسلمين، ومصابنا واحد، ولا سيما في ظل ما يتعرض له الأشقاء هناك من تنكيل وتدمير وإبادة جماعية بحق الإنسانية على يد دولة الاحتلال ومعاونيها.
كما اكد الدكتور فهمي ابوالليل أن إلغاء الاحتفالات بأعياد الميلاد، ومظاهرها، تؤكد أننا جسد واحد مع أشقائنا الفلسطينيين، مضيفًا: "لا يمكن أن يكون هناك احتفالات وغزة جريحة، داعيًا المجتمع الدولي للتدخل للوقف الفوري للعدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة."
وكان مجلس رؤساء الكنائس، أعلن إلغاء جميع فعاليات وأنشطة مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد لهذا العام ومنها، البازارات الميلادية، واستعراضات الكشافة الموسيقية، وجولات توزيع الهدايا للأطفال وأشكال التزيين الميلادية، تضمامنا مع غزة وعموم فلسطين.