النائب العياصرة: الأردن يرى أن هناك مشروعا خطرا يتدفق على المنطقة ومقاربة صهيونية ليست سهلة

{title}
نبأ الأردن -
قال النائب عمر العياصرة، إن من لديه ضحالة، وغر في السياسة يرى أن الأردن يتخذ مواقفه تجاه ما يجري من أحداث في قطاع غزة إما لاحتواء الشارع أو عاطفيا.

واكد العياصرة هذه الادعاءات بقوله إن "أي حدث في فلسطين هو شأن داخلي أردني، وهذه القاعدة التي ننطلق منها كأردنيين والدولة في تقييم مواقفها، وأكثر من يتعامل مع هذه المسألة هو جلالة الملك عبدالله الثاني”، مبينا أنه "لا يوجد كلام نتحدث به غير ذلك، ولن نتحدث بالهباء المنثور في علم السياسة”.

وشدد على أن الأردن مرتبط ارتباطا كبيرا بالقضية الفلسطينية، فيتأثر بإطلاق الرصاص في نابلس وجنين ومحاولات التهجير وقصف وحصار غزة، "بعيدا عن؛ الجانب الإنساني، والعروبة، وأن الفلسطينيين أشقاء، فكل هذه المصطلحات صحيحة والأردن يعيشها وقائم على هذه المعادلة”.

وبين وضوح موقف الأردن من الأحداث الجارية في قطاع غزة، "لا يريد احتواء شارع ولا يتحدث عاطفيا. ويرى أن هناك مشروعا خطرا يتدفق على المنطقة ومقاربة صهيونية ليست سهلة، بمعنى أن الأردن يربط العدوان بالسياسة التي تتحدث عن التهجير الذي قد ينعكس على الضفة الغربية، إذًا فإن أمن الأردن الوطني والحيوي والاستراتيجي هو الذي يتعرض للضغط نتيجة لهذه الأزمة”.

لماذا يتخذ الأردن هذا الموقف؟

ونوه بأنه وعند السؤال "لماذا يتخذ الأردن هذا الموقف؟ وما مدى مصداقيته؟” يجب معرفة أن الأردن يشعر بالقلق من المشاريع الصهيونية والسيناريوهات المفترضة والهجمات التي يجريها الصهيوني في الضفة الغربية.

وأشار إلى إرسال الأردن جزءا من مخزونه الاستراتيجي من القمح إلى الأشقاء في الضفة الغربية.

وتحدث عن رفع مستوى الخطاب والتصريحات فيما يتعلق بما يحدث في غزة، والاشتباك الدبلوماسي الذي مارسه الأردن تجاه إسرائيل، وإيقاف بعض الاتفاقات، والتلويح بمعاهدة السلام.

وبين أن "كل هذا السلوك الذي قام به الأردن يساوي الضغط على مصالحنا وعلاقاتنا بمعنى أننا قد نتضرر من خلاله”، لكن العياصرة قال: "حينما نضعه في ميزان خطر ما يجري والسيناريوهات وحكومة اليمين الإسرائيلية والتهجير والقتل في غزة، لذلك عرّف الأردن موقفه بوضوح واتخذ مثل هذا الموقف، وكل من يقول غير ذلك إما أن هنالك خصومة بينه وبين الدولة الأردنية أو أنه أصبح جزءا من ديدنه التعامل مع المواقف الأردنية بهذه الطريقة”.

وقال إن إحدى مصالح الأردن الحيوية التي عرّفها "وقف العدوان”، ثم ربط هذا العدوان والتطور بأن الفلسطينيين لا يأخذون حقوقهم بمعنى حل جذري بالعودة إلى "حل الدولتين”.

وأضاف أن الأردن يفكر بطريقة صحيحة، و”يصارع الإسرائيليين على الرواية أمام الولايات المتحدة الأمريكية التي وفرت غطاء لإسرائيل لتقوم بهذا العدوان”، لافتا إلى أن الأردن "مجس مقبول عند أمريكا”، ففي حال غضب الأردن وتغييره من لغته الدبلوماسية فإن الولايات المتحدة تشعر بأنه إنذار وتحذير أردني مقبول ويؤثر على السياسة الأمريكية.

الأردن أرسل بناته

وعن مقارنات يتحدث بها البعض بخصوص ما فعله الأردن لمساعدة غزة مقارنة مع دول أخرى، قال العياصرة إن "الأردن أرسل بناته” من القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي إلى المستشفى الميداني الخاص/2 في غزة، وهذا يدل على سلوك أردني طبيعي واشتباك حقيقي مع هذا الملف.

ونبّه من سذاجة في تسخيف الموقف الأردني، قائلا: "تجاوزنا ذلك، لأن الأردن يعرض مصالحه للضغط، فأوقفنا اتفاقية ونقارب على أن ننازع أمريكا، لكن هنالك فهم أردني واضح أن ما يجري في غزة يضر بمصالحنا”.

"الدولة الأردنية تختلف سياسيا مع المقاومة الفلسطينية وحماس وخط الإسلام السياسي وإصبع إيران الموجود في المعادلة”، وفق العياصرة، لكن الأردن وضع كل ذلك على الرف وقال بوضوح: "نريد أن تتوقف الحرب، وأن يبقى الفلسطيني قوي، وألا ينفذ اليمين الإسرائيلي ما يريده في غزة لأنه سيسقطه على الضفة الغربية وسيتضرر الجميع، ونريد للفلسطينيين أن يأخذوا حقوقهم”.

"قلنا التهجير هو إعلان حرب وعودة إلى مرحلة اللا سلام”، بحسب العياصرة، الذي أوضح أن اشتباك الأردن مع ملف الأمن القومي الأردني ليس ترفا واحتواء للشارع، مؤكدا وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين بكل ما أوتي من قوة على اعتبار أن الشأن الفلسطيني ملف داخلي أردني.

وزاد أن "الموقف الأردني مجرد حقيقي سياسي واقعي منطقي سنتحمل كلفته، لكن بالمقابل على أن تتوقف هذه الحرب (..) ويشكل الحد الذي يجب أن تصل له الدولة الأردنية. نحن جزء من المعركة”.

"الأردن يمارس كل ما يمكن أن يمارسه من قدراته وطاقاته وإمكاناته، ويضغط على مصالحه وعلاقاته”، على ما ذكره العياصرة الذي علق "حلفاؤنا الرئيسيون حتى بعض الدول العربية قد لا يرضون عن ما صرح به الأردن، لكننا مشتبكون، وذهبنا مع مصر لأبعد مدى في قصة التهجير واستفدنا من تساندنا وتعاضدنا”.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير