النائب علي الطراونة يكتب : الأردن وفلسطين توأمة وعهد وثيق

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن - قدر الله ان يتم أمره بوضع توأمين ملتصقين على وجه هذه البسيطة ، رضعا بصدق وطهر وسلامة المقاصد من قبل الطرفين ، ارتبطا ببعضهما البعض دون ارتباط قانوني ولم تفك أواصر هذا الارتباط ابدا على الرغم من انفكاك الارتباط نظريا وقانونيا ، فبالالتصاق اختلط الدم بالدم ، والنسب بالنسب ، والتراب بالدم الاردني الفلسطيني ما شكل مزيج استعصى على جميع المعوذات والطلاسم من فك هذا التمازج ، واستكبر ايضا على جميع القوانين والمخططات والاتفاقيات التي ارادت به تمزيقا وتخريبا ، وبرز هذا التلاصق على جميع المستويات في الدولة الأردنية ، فترى الجندي الاردني ملازما اخاه البطل الفلسطيني بخندق واحد وهدف واحد في معارك حفظها اصحاب الارض ودونوها بمقابر بين بيوتهم للابطال التوأمين في معارك الشيخ جراح واللطرون وباب الواد ومعارك القدس وصولا الى الكرامة العربية وليست الكرامة عنا ببعيد ، ليعودوا في اخر القتال الى الالتفاف الى طبق واحد تعده ام فلسطينية او اردنية ، وبرز ايضا حرصا ملكيا على تقديم كل يحتاجه الإخوة الفلسطينيين من دعم ومؤازرة على مدى عشرات الاعوام ولم يزل الا ان اصبح جلاله الملك المعظم هو الناطق الرسمي باسم القضية الفلسطينية لما يتمتع به من حرص واهتمام غير متناهي بها وحسن استثمار لمقدرة جلالته على التواصل مع الاطراف ذات العلاقة على المستوى الدولي ، فالاردن هو من اصطحب الإخوة الفلسطينيين الى مؤتمر مدريد تحت المضلة الاردنية على الرغم من فك الارتباط بين التوأمين ، والاردن ابقى القضية الفلسطينية في راس سلم اولوياته وما يزال مهما سيكلف الاردن والاردنيين ذلك ، في وقت تهرول دول اخرى الى الارتماء في احضان هذا الكيان الغاصب للتمتع بلذة محرمة ثمنها نسيان القضية والتنازل عن القدس والمقدسات .
ولم يكن الشعب الاردني العظيم اقل تقديما مما قدمته القيادة الهاشمية والقوات المسلحة البطلة ، فقد انصهر هذان الشعبان العظيمان بوعاء واحد ليشكل كينونة جديدة تكون فلسطينية وتغضب وترتعد عندما يتعلق الخطب بفلسطين وتعود اردنية ترتعد ايضا وتغضب عندما يتعلق الخطب بالاردن ، خليط شق على العارفين واصحاب الالباب سر اعماقة ومعرفة تكوينه لتبقى هذه العلاقة سرا يحير اصحاب الالباب الى ان تقوم الساعة .
هنيئا للاردنيين فلسطينيتهم وهنيئا للفلسطينيين اردنيتهم وهنيئا للاردن وفلسطين هذه التوأمة التي لم ولن تنفصل بعون الله ، وهنيئا للقدس والمقدسات هذا الشعب العظيم وهذه المقاومة البطلة عاشت فلسطين حرة عربية وعاشت القدس عاصمة أبدية لها وعاشت التوأمة الاردنية الفلسطينية لتشكل شعب واحد عظيم .
النائب الدكتور علي الطراونة
15/5/2021


تابعوا نبأ الأردن على