فريق بحثي يكتشف ممرا جديدا للهجرات البشرية من أفريقيا عبر بلاد الشام
وشملت الدراسة المناطق الممتدة جنوب وادي عربة باستخدام تقنية التألق الضوئي للمعادن المشكلة لهذه الرسوبيات، والتي من خلالها يتم التعرف على عمر الدفن للرسوبيات التي تشكلت بفعل وجود بحيرات في تلك الفترة الزمنية.
وأضافت الدكتورة السقرات أن النتائج الميدانية والمخبرية أظهرت تشكّل هذه البحيرات في فترات زمنية متقاربة متزامنة مع ما يعتقد في الوسط العلمي ببداية الهجرات البشرية المبكرة خارج أفريقيا.
كما توصل الفريق أثناء العمل الميداني، إلى أدوات حجرية تعود للعصر الحجري المتوسط في منطقة وادي غرندل على حواف البحيرة هناك، وحدد أعمار الرسوبيات الحاملة لهذه الأدوات الحجرية إلى ما قبل 84 ألف سنة مضت، ما دل على وجود بشر قطنوا المنطقة في تلك الفترة.
وحول أهمية هذه الدراسة، أوضحت أنها أثبتت وبالأدلة، وجود ممر من منطقة بلاد الشام للهجرات البشرية خارج أفريقيا من خلال حوض النيل إلى شبه جزيرة سيناء عبر جنوب الأردن فالجزيرة العربية خلال تلك الفترة المبكرة، والذي كان الاعتقاد الشائع بأن تلك الهجرة قد تكللت بالفشل؛ بسبب عدم وجود أدلة كافية تدعم هذا الممر.
وأشارت إلى أن وجود هذه البحيرات يدل على مناخ رطب في تلك الفترة، ما يؤكد تأثر المنطقة بعوامل التغير المناخي التي أصبحت حديث العالم أجمع، مدللة على ذلك بمعدلات سقوط الأمطار في تلك المرحلة الزمنية، والتي ساعدت على تشكل البحيرات الكبيرة والعميقة، التي تعد سببا كافيا لتمركز البشر فيها ومرورهم عبرها خلال هجراتهم، بالإضافة إلى وجود أحافير تعود لحيوانات بحرية في تلك المنطقة.
وأكدت أن منطقة بلاد الشام تعد حلقة وصل بين القارات؛ حيث كانت الممر القاري الوحيد للخروج من أفريقيا إلى جنوب شرق آسيا.
وأوضحت أن هذه الدراسة التي استغرقت حوالي 4 سنوات، قدمت أدلة جديدة من الأردن، وسلطت الضوء على أهمية دراسة التغيرات المناخية وأنماط العيش البشرية مع هذه التغيرات ما يتيح لنا توقع مستقبل المنطقة المناخي.
يشار إلى أن مجلة (سينس أدفانس science Advances العالمي) وافقت على نشر الدراسة