فريق بحثي يكتشف ممرا جديدا للهجرات البشرية من أفريقيا عبر بلاد الشام

{title}
نبأ الأردن -
اكتشف فريق بحثي من جامعتي الأردنية واليرموك وجمهورية الصين الشعبية واستراليا والمملكة المتحدة ممرا جديدا للهجرات البشرية خارج أفريقيا من خلال بلاد الشام.

ودرس الباحثون أدلة جديدة من مناطق وادي الحسا، قريقرة ومنطقة وادي غرندل في وادي عربة جنوب الصحراء الأردنية، تضمنت تتبع أثر الخطوات الأصلية في المكان، وتحليل التربة وأعمار الصخور؛ من خلال ضربها بأشعة خاصة كشفت أنواع الصخور الموجودة كحجر الصوان وأعمارها، بالإضافة لطبيعة التربة الموجودة هناك.

وقالت عضو الفريق الباحثة في الجامعة الأردنية الدكتورة بيتي السقرات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الفريق المكون من الدكتور محمود عباس من جامعة شانتو في جمهورية الصين الشعبية، ومن الجامعة الأردنية الدكتورة بيتي سالم السقرات والدكتور مؤيد الحسينات والدكتور محمد القضاة من جامعة اليرموك، أعد دراسة فريدة عن المنطقة؛ استطاع من خلالها تحديد أعمار رسوبيات بحيرات قديمة في مناطق مختلفة من وسط وجنوبي المملكة.

وشملت الدراسة المناطق الممتدة جنوب وادي عربة باستخدام تقنية التألق الضوئي للمعادن المشكلة لهذه الرسوبيات، والتي من خلالها يتم التعرف على عمر الدفن للرسوبيات التي تشكلت بفعل وجود بحيرات في تلك الفترة الزمنية.

وأضافت الدكتورة السقرات أن النتائج الميدانية والمخبرية أظهرت تشكّل هذه البحيرات في فترات زمنية متقاربة متزامنة مع ما يعتقد في الوسط العلمي ببداية الهجرات البشرية المبكرة خارج أفريقيا.

كما توصل الفريق أثناء العمل الميداني، إلى أدوات حجرية تعود للعصر الحجري المتوسط في منطقة وادي غرندل على حواف البحيرة هناك، وحدد أعمار الرسوبيات الحاملة لهذه الأدوات الحجرية إلى ما قبل 84 ألف سنة مضت، ما دل على وجود بشر قطنوا المنطقة في تلك الفترة.

وحول أهمية هذه الدراسة، أوضحت أنها أثبتت وبالأدلة، وجود ممر من منطقة بلاد الشام للهجرات البشرية خارج أفريقيا من خلال حوض النيل إلى شبه جزيرة سيناء عبر جنوب الأردن فالجزيرة العربية خلال تلك الفترة المبكرة، والذي كان الاعتقاد الشائع بأن تلك الهجرة قد تكللت بالفشل؛ بسبب عدم وجود أدلة كافية تدعم هذا الممر.

وأشارت إلى أن وجود هذه البحيرات يدل على مناخ رطب في تلك الفترة، ما يؤكد تأثر المنطقة بعوامل التغير المناخي التي أصبحت حديث العالم أجمع، مدللة على ذلك بمعدلات سقوط الأمطار في تلك المرحلة الزمنية، والتي ساعدت على تشكل البحيرات الكبيرة والعميقة، التي تعد سببا كافيا لتمركز البشر فيها ومرورهم عبرها خلال هجراتهم، بالإضافة إلى وجود أحافير تعود لحيوانات بحرية في تلك المنطقة.

وأكدت أن منطقة بلاد الشام تعد حلقة وصل بين القارات؛ حيث كانت الممر القاري الوحيد للخروج من أفريقيا إلى جنوب شرق آسيا.

وأوضحت أن هذه الدراسة التي استغرقت حوالي 4 سنوات، قدمت أدلة جديدة من الأردن، وسلطت الضوء على أهمية دراسة التغيرات المناخية وأنماط العيش البشرية مع هذه التغيرات ما يتيح لنا توقع مستقبل المنطقة المناخي.

يشار إلى أن مجلة (سينس أدفانس science Advances العالمي) وافقت على نشر الدراسة


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير