أسعد العزوني يكتب : مفارقات يوم القدس العجيبة
تميّز يوم القدس الذي يصادف يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك،بالتناقضات المخزية في معظمها سوى صمود وجرأة المرابطين المقدسيين في المسجد الأقصى ،الذين عبّروا عن ولائهم وإنتمائهم لقدسهم وأقصاهم وفلسطين ،في حين سقط كثيرون في هذا الإمتحان سقوطا مروعا،وسوف ترفضهم حتى مزابل التاريخ عندما يهلكون بسبب نجاستهم ولا أستثني أحدا.
المفارقة الأولى هي قيام رئيس مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية ،بدعوة السفراء والممثلين العرب والمسلمين لدى مستدمرته ،ومنهم السفير الأردني بطبيعة الحال،وكان بإمكان وزير خارجيتنا إنقاذنا من هذا الموقف ،بالإيعاز لسفيره أن يعود إلى الأردن تحت أي ذريعة،خاصة وأن معركة القدس والأقصى هي معركتنا بسبب الوصاية الهاشمية، وكانت صدمتنا الثانية في تلك المناسبة هي مشاركة القائم بالأعمال التركي ،رغم أن الرئيس أردوغان أشبعنا مراجل حول القدس.
المفارقة الثانية هي ممارسة عادة الصراخ وتنشيط الحناجر تحت بند دعم القدس ،والخروج بالمئات لممارسة هذه العادة السنوية ،التي ربما يظن البعض أن الله يسقط عنهم فريضة الجهاد ،ويتبعها إن لم تختلط فيها المفارقة الثالثة وهي أن المقدسيين المرابطين في الأقصى تصدوا بصدورهم العارية لقوات الإحتلال وقطعان مستدمريه ،وأبلوا بلاء حسنا،ولن ننسى لقطة ذلك الشاب إبن أبيه التي قفز فيها بكل جرأة فوق رؤوس الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح،وكيف تفرقوا مذعورين كالأرانب،بينما نجد على مدار العالمين العربي والإسلامي وزراء الحربية والدفاع والجنرالات المزدانة صدورهم بالنياشين ،وكأنهم سبقوا مونتغيمري وشو إن لاي والجنرال جياب في عدد المعارك والحروب التي خاضوها وانتصروا فيها،ولا نريد التحدث عن مخازن ومعسكرات الجيوش العربية والإسلامية التي تعج بكافة أنواع الأسلحة الغربية والشرقية بطبيعة الحال،لكنهم لن يجرؤا على قتل نملة لها علاقة بمستدمرة الخزر ،في حين شكّلوا تحالفات عسكرية لتدمير بلاد عربية، فدمروا سوريا بإفتعال حرب أهلية فيها ،لم يبق معتوه من الخارج إلا وسهلوا له الطريق للدخول إلى سوريا للمشاركة في تدميرها.
المفارقة الرابعة والتي أذهلت الجميع ،أنّ محور المقاومة قد خيّم عليه الصمت المطبق،وكأن إحدى المغارات أوالكهوف في جزر الواق واق هي التي تتعرض للعدوان،ولم نسمع ركزا من أحد سوى من أمراء غزة ،وليتهم آثروا الصمت كغيرهم ،لأن ما سمعناه منهم أربكنا قبل أن يخزينا ،ومما قالوه أن القدس والأقصى خط أحمر،وأن على العدو ان يتوقع الرد من قبلهم ،ولكنهم كعادتهم لم يكشفوا متى سيردون وأين ،وربما يبحثون في خطوط الإستواء عن نقطة ضعف يمارسون فيها ثغاءهم.
أما المفارقة الخامسة والمخزية على مقاس أصحابها ،فهي أن أباطرة سلطة أوسلو في رام الله قد مارسوا ما يفعله الضب ،ولم نسمع لهم كلمة أو نرى أحدا منهم يتحرك لنصرة أهل القدس ،وكأن تصاريح ال"VIP" الممنوحة لهم من قبل مشغليهم في مستدمرة الخزر ،إنما تنحصر فقط في غاية زيارة المطاعم ومحلات التسوق، ولم نسمع سوى الصراخ عبر الأثير وشاشات التلفاز بتصريحات العاجز للمطالبة بالضغط على مستدمرة إسرائيل،دون علم منهم أن المفتاح بيدهم ،وليس مطلوبا منهم سوى إطلاق العنان لشباب المخيمات والقرى فقط ،ليقوموا بواجبهم ويحسّنوا الواقع البائس.