بُنيَ عام 1913 .. بلدية إربد صنّفت "حارة الجودة" كبيت تُراثي وأصحابه يَعيشونَ في "دوامة" (صور)

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن – إربد – كتب صهيب البدور – بعد أن قررت بلدية إربد تصنيف البيت المعروف والعتيق في المحافظة المعروف باسم "حوش أو حارة الجودة"، بأنه بيت تراثي، فقد كشف عامر الجودة، أحد أبناء بيت عبدالله الجودة، أن العائلة تعيش في دوامة ومعاناة بعد هذا التصنيف.





وقال عامر الجودة لموقع نبأ الأردن الإخباري، إن هذا المنزل الذي ورثناه أبًا عن جد، مُصنف كبيت تُراثي من قِبل بلدية إربد تحتَ مُسمى (حوش أو حارة الجودة)، ويعود بناؤه إلى العهد العثماني، تحديدًا عام 1913م"، مُضيفًا أنه ومنذُ أن تم تصنيفه كبيت تُراثي تفاجأنا بأنَّ بلدية إربد تمنعنا من إزالة البناء أو هدمه أو بيعه والتصرف فيه بحكم أنَّ هذا البيت يحمل قيمة تُراثية، وإن أردنا بيع البيت يجب على المُشتري أن يوقع على إقرار عدلي يُفيد بمنع الإزالة أو الهدم.





وأوضح الجودة، أن البلدية إربد في 2019م، بعهد رئيسها السابق، شكلت لجنة لشراء البيت، ليُصبح مُلكًا للبلدية، إلا أنهُ منذُ ذلك الحين لم يَصدر أي قرار بالتملك.





مؤكدًا أنهُ منذُ ذلك الوقت قامَ بمراجعة بلدية إربد لمراتٍ عديدة، ومقابلة رئيسها الحالي، الدكتور نبيل الكوفي، وطلبَ منه بحكم أنَّ البلدية صَنفت البيت بأنهُ يحمل قيمة تُراثية ويُمنع التصرف فيه، أن تقوم البلدية بتملك البيت وتعويض أصحابه ماديًا، أو على الأقل تعويضهم بقطعة أرض أخرى، علمًا بأن مساحة البيت 1200م ويقع على قطعة أرض تجارية، وأخبره رئيس البلدية في هذا السياق "نحنُ لا نستطيع أن نستملك.. وليس لدينا القدرة على الاستملاك.. ولسنا بحاجة إلى البيت".





وبين الجودة أنَّ البلدية طلبت منه مراجعة وزارة السياحة والآثار، ليكتشف أنَّ الوزارة لم تُصنف منزلهم كبيت تُراثي، وإنما قرار التصنيف صادر فقط من بلدية إربد، وقال في هذا السياق، "تلقيت وعود من وزارة السياحة والآثار، بتشكيل لجنة لتقييم المنزل وإصدار قرار بتصنيفه كبيت تُراثي.. وذلك بناءً على عدة مُخاطبات رسمية أرسلتها بلدية إربد، لوزارة السياحة والأثار؛ من أجل تصنيف البيت وتملكه.. إلا أنهُ لم يتم تشكيل أي لجنة لتصنيف المنزل حتى هذهِ اللحضة".





وفي مُقابلة أجرتها نبــأ الأردن مع مُساعد شؤون التخطيط لدى بلدية إربد الكبرى، المُهندس مُنذر العطار، قال أنَّ "حارة الجودة" يَحمل قيمة تُراثية، وفقًا لدراسات مخطط تطوير وسط مدينة إربد، وتم تحديد ستت مباني ذات قيمة تُراثية، وكان بيت الجودة من ضمن هذهِ المباني، مُضيفًا أنه حسب قانون المحافظة على التُراث العمراني، يجب على وزارة السياحة والآثار القيام بتصنيف هذهِ المباني.





وأكد العطار، أنَّ بلدية إربد الكبرى خاطبة وزارة السياحة والآثار للكشف على المباني التي تم تحديدها بأنها تحمل قيمة تُراثية، مُبينًا أنهُ يوجد تواصل مُستمر مع الوزارة وسيتم تشكيل لجان للكشف عن هذهِ المباني من أجل تصنيفها وتملكها، أو المُحافظة عليها، أو إشغالها حسب القيمة التُراثية التي تحملها.





وأضاف العطار، أنَّ البلدية وفقًا لمشروع تطوير وسط المدينة، هي معنية فقط بتحديد الأماكن التي تحمل فيمة تُراثية، وتقديمها لوزارة السياحة والآثار؛ لكي تُشكل لجان خاصة من خلالها تقوم بتصنيف هذهِ المباني حسب قيمتها التُراثية.





لافتًا إلى أنَّ قانون التنظيم يحظر إزالة الأبنية التُراثية، ويجب المُحافظة عليها، ووفقًا لمشروع تطوير وسط المدينة، تم تصنيف "حارة الجودة"، ضمن المباني التي تحمل قيمة تُراثية كتصنيف أولي، وبالتالي يجب على البلدية منع مُلاك هذا البيت والبيوت الأخرى المُصنفة من هدمها أو إزالتها، حتى يصدر قرار اللجان التابعة لوزارة السياحة والآثار، بتصنيف هذهِ البيوت بشكلٍ نهائي.





وأضاف العطار، أنَّ قرار اللجان قد يُفيد بتصنيف "حارة الجودة" كمبنى يحمل قيمة تُراثية ويجب تملكه، مشيرًا أنهُ ليسَ بالضرورة أن تقوم الوزارة بتملك البيت، وإنما قد تُصنفه كمبنى يحمل قيمة تُراثية ويجب المُحافظة عليه، ويُستخدم كمطعم أو فندق أو أي فعالية أخرى تُحددها وزارة السياحة والآثار، وبالتالي يتم تشغيله من خلال مالكه أو عن طريق مُستثمر.





وشدد العطار على أشارة إلى أنَّ الوزارة قد لا تُصنف هذا البيت كمبنى تُراثي، وبالتالي يُصبح لمُلاك البيت حرية التصرف بالبناء، موضحًا أنَّ هذا مُستبعد كون أنَّ البيت يحمل قيمة تُراثية.





وأضاف الجودة لبنـأ الأردن، أنَّ "حارة الجودة" تتكون من ثمانية بيوت قديمة من ضمنها طابقين علويين ويتوسطها "الحوش"، وتقعُ في وسط المدينة، تحديدًا على تلِ إربد، وهي بناءٌ عثماني على الطراز الشامي. لافتًا إلى أنهم مازال يحتفظونَ بوثيقة تسجيل المنزل الأصلية إبان عهد الأمارة.





ويُذكر أنَّ بيت الجودة، يُعتبرُ من أهم المعالم التُراثية وأقدمها وأكبرِها في محافظة إربد، وفقًا لوثيقة تعود إلى عهد "إمارة شرق الأردن"؛ والتي تُعد من أقدم الوثائق التاريخية في إربد، تؤكد على وجود منازل تُراثية قديمة سجلت إبان عهد الإمارة ضمن مكان يعرف "بسند الصرف" وقتها، حيثُ كُتبَ على الوثيقة اسم المالك للبيت المعروف بـ"حوش الجودة" ومساحته ووصف موقعه بشكل دقيق من خلال الإشارة إلى أسماء أصحاب الأملاك المجاورة له ومن ضمنها منزل محمد البندقجي ومصطفى ورشيد الحمود وبيت النابلسي الذي خضع مؤخرًا للاستملاك.





وبحسب الوثيقة التي يزيد عمرها عن مائة عام، يمتد طول بيت الجودة لثلاثين مترًا وبارتفاع سبعة أمتار على مساحة شاسعة من وسط المدينة بالقرب من سورها التاريخي، ويمثل اليوم أحد أهم معالم المدينة التراثية ضمن محيط تل إربد القديم.





ويُشير كتاب "اربد المدينة تاريخ وحضارة"، لدكتور التراث علي الصويركي، إلى أنَّ البيت المعروف "بحارة الجودة" يعود بناؤه إلى عام 1913، حيث تعود ملكيته إلى عبدالله الجودة الذي كان يعمل آنذاك في دائرة الأراضي في العهد العثماني.





وبحسب المرجع التاريخي للصويركي، فأن الدار كانت بمثابة دار للحكومة، وقد سكنها غالبية الحكام الإداريين والعسكريين وضيوف المقاطعة من الرجالات الرسميين، كما أقام بها ولفترات محددة جلالة المغفور له الملك المؤسس- عبدالله بن الحسين، وحابس المجالي، وعزالدين شرف، وإبراهيم خورشيد.





ويقع البيت في الجهة الشرقية من تلِ إربد القديم، ومُحاط بشارعين من الجهة الشرقية "شارع فوعرا" والجنوبية "شارع البارحة".





البيت بات يُمثل اليوم أحد أهم المعالم التاريخية في إربد، الذي يدل على أصالة المدينة وعراقتها حيث يمزج ـ البيت ـ بين حداثة المدينة وماضيها من خلال الأبنية الجديدة التي تُحيط به، وطرازه المعماري القديم الذي يظهر من خلال تصميمه الخارجي، المُتميز ببناء الشبابيك الحديدية والأقواس إلى جانب استخدام الحجر والبلاط القديم في بنائه.


































































تابعوا نبأ الأردن على