سلسلة رمضانية لشخصيات أردنية ح ٢:عبد الحليم النمر العربيات .. عرف السجن واعتذر عن رئاسة الحكومة
نبأ الأردن - كنب وائل منسي - هو زعيم وطني من الراسخين في الذاكرة الوطنية.
تم تكليفه بتشكيل الحكومة فاعتذر ليترك المجال لزميله سليمان النابلسي الذي كان رئيسا للحزب.
عبد الحليم النمر الحمود العربيات رحمه الله إسم لامع وشخصية وطنية أردنية فذة ومفكر ووطني ومناضل
وهو من القادة الذين لعبوا دورا هاما في الحياة السياسية الأردنية والحزبية، وبرز في مرحلة تاريخية هامة.
وقد تقلد العديد من المناصب الوزارية وسجن أكثر من مرة، وانتمى شابا يافعا إلى الصفوف الأحزاب الوطنية الأردنية، قائدا ومناضلا مخلصا.
ولد عبد الحليم النمر في السلط عام ١٩١٦ وتوفي عام ١٩٦٤درس في مدارس السلط ثم تابع دراسته الجامعية في الجامعة السورية في كلية الحقوق، وتخرج منها عام ١٩٣٩ وعمل محاميا في عمان
في عام ١٩٣٧ تسلم سكرتارية مؤتمر الطلبة العرب في عمان
في عام ١٩٤٦ وشارك في تأسيس الحزب العربي الاردني، مع سليمان النابلسي ومجموعة من الشخصيات والذي أصدر صحيفة الميثاق.
أنتخب كنائب في أول مجلس نيابيي أردني بعد تأسيس المملكة.
ثم فاز بانتخابات ١٩٥١ بعد الوحدة مع الضفة الغربية، وترأس المجلس كما ترأس اجتماع المجلس في إجتماعه الذي عقد في القدس عام ١٩٥٢
تقلد منصب وزير المالية في حكومه توفيق ابو الهدى١٩٥١ ثم منصب وزير المعارف في حكومة ابو الهدى ١٩٥٢. ساهم في عام ١٩٥٤ مِع عدد من الوطنيين المخلصين في تأسيس الحزب الوطني الإشتراكي برئاسة سليمان النابلسي.
بعد فوز حزبه في الإنتخابات بالأغلبية وحصوله على أعلى الأصوات كلفه المغفور له الملك الحسين بتشكيل الحكومة فاعتذر، إحترامًا وتقديرًا لصديق العمر ورفيق الدرب رئيس الحزب سليمان النابلسي الذي خسر في تلك الإنتخابات وشكل النابلسي الحكومة من مجموعة من الأحزاب المتقاربة فكريا ( كأول وآخر حكومة برلمانية في تاريخ الاْردن)التي دخلت المجلس وتسلم عبد الحليم النمر فيها وزارة الداخلية والدفاع.
رفض النمر والحزب مشروع أيزنهاور الذي نادى بملئ الفراغ في الشرق الأوسط في وجه الإتحاد السوفياتي، كما رفض مشروع جونسون لتوطين اللاجئين.
ويمكن القول أن من أبرز المبادئ والشعارات التي تبناها ورفعها الحزب شعار الوحدة العربية ورفض الأحلاف الأجنبية ( حلف بغداد) كما دعى إلى إقامة علاقات مع الدول الاشتراكية والإتحاد السوفياتي.
وأقام حزب عبد الحليم النمر الوطني الاشتراكي جبهة وطنية مع كل من حزب البعث والحزب الشيوعي وحركة القوميين العرب.
وتسارعت الأحداث وتصاعدت قوه المعارضة وحصل خلاف بين القصر وحكومه النابلسي التي دعت الى التقارب مع مصر وسوريا وإقامة علاقات مع الاتحاد السوفياتي وإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية، وقام الملك الحسين بحل الحكومة وطلب إلى عبد الحليم النمر تشكيل حكومة جديدة بدون النابلسي وعبدالله الريماوي فاعتذر عبد الحليم النمر عن تشكيلها، وتم حل البرلمان.
في عام ١٩٦٣ عين النمر عضوا في مجلس الاعيان وظل فيه حتى وفاته عام ١٩٦٤ رحمه الله وطيب الله ثراه.
أبناء عبد الحليم النمر استلموا مواقع المسؤولية وكانوا رجالا، المرحومين أ. مروان ونمر وأنمار وجرير.
وسيظل اسم إبن السلط راسخا بعمق في الذاكرة الوطنية الأردنية عبر الأجيال القادمة.
من لديه تعديل أو إضافة فمرحب به.
بتصرف