د.أكرم خليف القرالة يكتب: " محمد بن سلمان : عين على السعودية و أخرى على العالمية"

{title}
نبأ الأردن -

في توجه استباقي نحو الريادة والسيادة والعالمية بدأنا نلمس النفوذ القوي والمتزايد للمملكة العربية السعودية في المنطقة والعالم , وبدأنا نشعر بالتغييرات الجذرية على شكل الدولة السعودية من خلال التوجه العام للمملكة منذ حوالي ثماني سنوات تزامنا مع تولي سمو الأمير محمد بن سلمان سلطاته الملكية , بدءا من طرح برنامج حكومي يسعى لتوطين الصناعات العسكرية في المملكة وبرنامجا تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستسة إلى قرارات الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي ومكافحة الفساد , والبدء بإنشاء مشروع نيوم المدينة الذكية " أرض الفرص والأحلام" والتي ستكون عاصمة تجارية للعالم تمثل روح العصر المرتبط بالذكاء الإصطناعي والتي ستُحكم بقوانين تجارية خاصة بها مستغلا القدرات الفائقة للدولة وموقعها الإستراتيجي " متوسط القارات الثلاثة" والذي يعتبر نقطة عبور لجزء كبير من التجارة العالمية .كما عزز الناقل الوطني للمملكة " طيران الرياض " بقيامه بعقد صفقة تاريخية بين السعودية وشركة بوينغ لشراء 78 طائرة جديدة من طراز بوينغ 787 دريملاينر مما يُمثل مكسبا كبيرا للمملكة والتي ستسهم إيراداتها في زيادة الدخل غير النفطي للدولة ما يحقق أهداف رؤية 2030 في هذا الجانب .





وفي توجه انفتاحي مختلف سجل سمو الأمير محمد بن سلمان ثلاث أهداف استراتيجية للمملكة ( هاتريك سياسي ) :





الهدف الأول : منطلقا من المرتكزات الثلاثة للمملكة : العمق العربي والإسلامي , القوة الإستثمارية الضخمة , والأهمية الإستراتيجية والجغرافية للمملكة أطلق سمو الأمير محمد بن سلمان رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والتي تهدف إلى جعل الإقتصاد السعودي يرتكز على الإستثمار وعدم اعتماده على النفط كدخل أساسي وحيد للمملكة , إذ وعد بإنهاء علاقة ارتهان المملكة بالنفط والتي وصفها "بالإدمان" . وبناء إقتصاد مستدام ومتنوع , واغتنام فرصة قوة المملكة بقدراتها الإستثمارية الضخمة , كما يتطلع لجعل صندوق الإستثمارات العامة أكبر صندوق سيادي في العالم , ويسعى لتحفيز الشركات الكبرى لتكون عابرة للحدود ولاعبا أساسيا في الأسواق العالمية وتحفيز الشركات الصناعية لتصنيع نصف احتياجات القوات المسلحة محليا على أقل تقدير , كما ضمن محاور الرؤية القيام بإصلاحات داخلية فورية تضمن توفير العمل للمواطن السعودي بكرامة وبجودة عالية .





الهدف الثاني : منطلقا من مرتكزات الأمن القومي ومتطلبات البعد الجيوسياسي السعودي أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان الصحوة السياسية للمملكة وفرض قوتها الخارجية كلاعب رأس حربة ورئيس في المنطقة والعالم ,و نزع عباءة الهيمنة الأمريكية إذ قام بتطويع القدرات السيادية للمملكة عبر تفاهمات سياسية مع القوى اللاعبة وبمضاعفة قدرات السعودية وأخذ أدوار سياسية أكثر تقدما من خلال إرساء قواعد لعبة جديدة في المنطقة والعالم عبر التفاهم الصيني الروسي السعودي والإيراني .





الهدف الثالث : من خلال فعالية الرؤى الإستراتيجية في تنفيذ القرارات السيادية للمملكة العربية السعودية والتي تمثلت في تقارب وجهات النظر لكل من المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية كأكبر الأطراف المتصارعة في المنطقة وما ينعكس على الإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي لهما وللعالم أجمع لدورهما القيادي في أسواق النفط العالمية . و بعد مفاوضات قادتها الصين _ تنطوي على تغييرات إقليمية _ الرياض وطهران تتفقان على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد انقطاع دام سبع سنوات منذ العام 2016 .


تابعوا نبأ الأردن على