خبراء في منظمة النهضة العربية (أرض) يبحثون التطورات الأخيرة في فلسطين.. ويدعون لوحدة وطنية فلسطينية
نبأ الأردن-في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية، وانعكاسها على المنطقة العربية ككل، ومع تصاعد تطرف الخطاب الإسرائيلي، في ظل ممارسات استعمارية عنيفة خاصة في الضفة الغربية، والتي تفاقم التهديد الوجودي للشعب الفلسطيني. يجري حالياً نقل المشروع الصهيوني إلى مستوى غير مسبوق، من خلال مجموعة من المبادرات الأحادية التي أسفرت عن تصعيد دراماتيكي للعنف الموجه إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية بصورة رئيسية حتى الآن، فتلك التطورات لها عواقب وخيمة على الفلسطينيين في أراضي 48 وقطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وكذا دول الجوار وما يتعداها.
وللوصول إلى فهم أكبر لهذه التطورات عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وضمن برنامج القضية الفلسطينية، جلسة حوارية بعنوان "التطورات في فلسطين، السياقات، والاتجاهات، والآثار الإقليمية"، الأحد 5 آذار/ مارس 2023، بحضور العديد من المفكرين والباحثين والمحللين والإعلاميين ومؤسسات المجتمع المدني، فيما أدارتها منسقة مركز النهضة الفكري، أ. د مريم أبو سمرة.
ورأى رئيس مؤسسة كارينغي للسلام الدولي، ووزير الخارجية السابق في الأردن، د. مروان المعشر، أنه "رغم سخونة الوضع، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي بات توجهها واضحاً حيث إنها لا تنوي الانسحاب من الأراضي المحتلة ولا تنوي إقامة دولة فلسطينية"، مضيفاً أن هناك غالبية فلسطينية في الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال تتجاوز أعدادهم 7.4 مليون نسمة مقابل 6.8 إسرائيلي ".
وأكد المعشر على أن دولة الاحتلال هي كما كانت منذ الأزل دولة فصل عنصري وإذ أكسبها التعريف القانوني هذا اللقب حديثاً، منبهاً إلى ضرورة استخدام هذا الاعتراف في محافل القانون الدولي لتدعيم المطالب الفلسطينية العادلة. مع بيان أن الجيل الفلسطيني الجديد حسم كيف يتعامل مع الاحتلال من خلال انتفاضة فلسطينية ثالثة وهي اليوم بدون قادة.
بدوره، بين مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في عمان، معين الطاهر، أن أفق التسوية أصبح مغلق تماماً، فحل الدولتين وحل الدولة الواحدة، ليس مطروحاً ونحن في مأزق. وأوضح أنه منذ سنة 2014 توقفت المفاوضات والمباحثات الرسمية الفلسطينية الإسرائيلية، مؤكداً أن خارطة الطريق الحالية حولت شعار الأرض مقابل السلام إلى الأمن مقابل السلام.
وقال: "التوسع الاستيطاني هو نتيجة لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، واليوم هناك أكثر من 12 ألف وحدة استيطانية في الضفة، والمستوطنون يزيدون عن 25% من السكان، قبل عام 1948 كان عدد الإسرائيليين أقل من هذه النسبة في فلسطين التاريخية". منبها في سياق آخر أن تصاعد المقاومة الفلسطينية يعود إلى أن جيل ما بعد أوسلوا يحمل وعي وضمير جماعي للشعب الفلسطيني وهمه الحقوق الفلسطينية.
من جهته؛ اعتبر الخبير والكاتب المصري، وعضو مجلس الأمناء في منظمة النهضة (أرض)، أ. د حسن نافعة، أن "ما نحن فيه الآن ليس مفاجئة، وإنما هو نتيجة ممارسات وتصورات فلسطينية وعربية خاطئة، وعلينا مستقبلاً مراجعة الأخطاء التي وقعت فيها كل الأطراف سواء الفلسطيني أو العربي أو النظام الدولي".
وبين نافعة أن المخاطر في الوقت الراهن تستهدف دول الجوار الأردن ومصر وحتى لبنان بشكل أساسي، متسائلاً في ذات السياق هل نحن مستعدون أن نصحح هذه الأخطاء وتجاوز الخلاف الفلسطيني؟ خاصة في ظل الجيل الجديد الذي يرى أن الخلاف بين الفصائل يضر بالقضية الفلسطينية. مشدداً على أن الانشقاق والانقسام الفلسطيني لا يجوز أن يستمر وهو مرفوض، ومطلوب أن يكون هناك حركة وطنية تدير المقاومة الشعبية بكافة أشكالها، وأن تكون هناك جهة واحدة تمثل الشعب الفلسطيني.
من ناحيتها؛ قالت المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية (أرض)، سمر محارب، "رغم كل تعنت الاحتلال وتقييد حركة الفلسطينيين، نجتمع اليوم لفهم سياقات واتجاهات القضية الفلسطينية لإدراكنا لأهميتها على الساحة العربية، وخاصة مع وجود احتلال ما يزال يخترق ويهدد ويعنف بشكل تصاعدي ومباشر حقوق الفلسطينيين".
فيما دارت نقاشات وحوارات مستفيضة بين المتحدثين، تمخض عنها التأكيد على ضرورة مراجعة جذرية وداخلية للتعامل مع القضية الفلسطينية، أردنياً وعربياً، وتجاوز الانقسامات الفلسطينية، وصولاً لإعادة ترسيخ أولوية القانون الدولي، وتعزيز الحماية الدولية للسكان المدنيين الفلسطينيين.