هل مهد زلزال سوريا المدمر طريق عودتها للحضن العربي؟

{title}
نبأ الأردن -

*الرنتاوي : هذا ما سيكون "الزلزال السياسي" ..





*السرحان : حكومات عربية ارتدت "العباءة الإنسانية" كفرصة لكسر قانون قيصر





نبأ الأردن - هلا محمد النقرش - قال سياسيون إن عودة سوريا الى الحضن العربي، أصبحت مسألة حتمية، وأت خطواتها الأولى بدأت منذ أشهر، مؤكدين أتكارثة الزلزال جاءت لتسريع وتيرتها حيث ارتدت الكثير من الحكومات العربية العباءة الإنسانية لكسر  العقوبات المفروضة على سوريا.





وأوضح سياسيون لموقع نبأ الأردن الإخباري أن لهجة النظام العربي الرسمي تجاه النظام السياسي في سوريا تغيرت وأخذت منحنى إيجابي، معتبرين أن زيارة وفود من الإتحاد البرلماني العربي إلى سوريا تعتبر مؤشراً قوياً لعودة سوريا إلى الحضن العربي.
وهنا برز السؤال : هل أحيا البرلمانيون العرب آمال عودة سوريا إلى الحضن العربي؟





الكاتب والمحلل السياسي عُريب الرنتاوي يقول إن هذا الحراك بدأ قبل الزلزال بفترة طويلة، حيث رأينا دول عربية تتبنى مقاربات جديدة حيال دمشق و الأزمة السورية، والأردن مثلاً، وفي أول قمة أمريكية أردنية بعد مجيء بايدن للإدارة الأمريكية، تقدم لمقاربة  جديدة قائمة على فرضية أن حالة الانسداد في الأزمة السورية تحدد انفجار داخلي في سوريا و تحدد انهيارات في دول جوار سوريا بدءاً بلبنان الذي تعد أزمته الطاحنة إحدى نتائج الانسداد في الأزمة السورية.





وأضاف الرنتاوي لموقع نبأ الأردن الإخباري أنه جرى اتصالات أردنية رفيعة المستوى و تبادل الزيارات على مستوى الوزراء حيث أجريت مكالمة هاتفية بين الملك عبدالله الثاني بن الحسين وبشار الأسد، ورأينا الإمارات تفتح سفارتها و تقيم علاقات دبلوماسية عالية مع سوريا، ورأينا الأسد في أبو ظبي و عبدالله بن زايد في دمشق، كما رأينا البحرين تفعل شيئآ مماثلًا، ورأينا الجزائر تطوف في العواصم العربية من موقع رئاسة القمة بهدف إعادة سوريا إلى الجامعة العربية وهو مسعى لن يتم النجاح به تمامآ، ولكنه حقق تقدماً ملموساً في هذا المجال.





وتابع حديثه بالقول، إنه بالنسبة للعراق ولبنان وأطراف عربية أخرى، كلها بدأت تقيم علاقة مع دمشق و تنفتح على دمشق قبل الزلزال، وأما بعد الزلزال، وفي ضوء النتائج الكارثية له كان من الصعب إستمرار المواقف على حالها، فالدول التي أعادت علاقاتها مع دمشق نشطت هذا المسار، ووزير الخارجية الإماراتي زار للمرة الثانية العاصمة السورية، الأسد قصد إلى عُمان، وزير الخارجية الأردنية التقى نظيرة السوري و بشار الأسد، مضيفًا أن سامح شكري فعل شيئا مماثلًا في هذا المجال، على أن التطور الأكثر أهمية هو المواقف و التصريحات السعودية في هذا المجال، فالسعودية كانت متحفظة على استئناف علاقاتها مع سوريا.





ويقول الريتاوي أيضاً، "رأينا الطيران السعودي يهبط في مطار دمشق محملاً بالمساعدات الإنسانية، كما رأينا في مؤتمر ميونخ للأمن وزير الخارجية السعودي يتحدث عن مقاربة جديدة حيال سوريا ، كما أن هناك إتصالات أمنية متواصلة كانت بدأت قبل الزلزال، واستمرت بعده"، موضحًا أن التقديرات الآن أن الخطوة السياسية الكبيرة التي قد تشهدها دمشق ربما قد تكون في زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى العاصمة السورية، فالقناعة لدى كل هذه الأطراف أن الأزمة السورية طالت واستطالت و إنه لا أفق سياسي لحل هذه الأزمة وأن لا "أفق عسكري" أيضاً لحلها، وأن "بقاء الحال من المحال" سواء في سوريا أو في الدول المجاورة لسوريا.





ويرى الرنتاوي أن السياسة تتفرق إلى عمق الإغاثة الإنسانية ويتحول الزلزال إلى "زلزال سياسي" بمعنى من المعاني من خلال عودة سوريا إلى إستعادة علاقاتها مع معظم الدول العربية، فنلاحظ أن الكويت والمغرب لا تحرك كثيراً أي ساكن و تلتزمان الصمت، ورأينا قطر ما زالت على مواقفها القديمة من الأزمة السورية، معتقداً أن جميع العواصم العربية الأخرى بدأت تنتهج مقاربة جديدة حتى أن تونس أعادت فتح سفارتها في دمشق بعد الزلزال، فهذه التطورات تنبه بأن مرحلة القطع والقطيعة مع دمشق قد انتهت على وقع الزلزال المدمر الذي أصاب سوريا.





ومن جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية بجامعة آل البيت الأستاذ الدكتور صايل السرحان، إن عودة سوريا الى الحضن العربي أصبحت مسالة حتمية وبدأت أولى خطواتها منذ أشهر، موضحاً أن لهجة النظام العربي الرسمي تجاه النظام السياسي في سوريا تغيرت واخذت منحنى إيجابي.





وأشار السرحان إلى أن كارثة الزلزال جاءت لتسريع وتيرتها وارتدت الكثير من الحكومات العربية العباءة الإنسانية" فرصة للولوج "من خلالها لكسر قانون قيصر الأمريكي المتعلق بالعقوبات المفروضة على سوريا ، مقدراً أن سبب ذلك يعود إلى عوامل دولية وإقليمية ومحلية. 





وبيّن أنه على الصعيد الدولي منذ سنة بدأ واضحاً أن هناك تراخٍ أمريكي في التعامل مع الملف السوري وتخلي عن فكرة تغيير النظام، وعدم اهتمام واضح بدعم المعارضة سياسياً ودبلوماسياً حيث شبه توقف ملف مؤتمرات التفاوض بين المعارضة والنظام وخفت الحديث عن الاصرار الأمريكي على تطبيق قوانين دولية تتعلق بشكل النظام السياسي في سوريا وحجم ثقل المعارضة فيه، وعسكريا توقف التهديد العسكري الأمريكي لدمشق .





وذكر السرحان أنه لم يتم زيادة حجم القوات الأمريكية المتموضعة في مناطق محدودة في سوريا والحديث الأمريكي المتكرر مؤخرا أن وجودهم وجهدهم العسكري في سوريا يهدف إلى تعقب جيوب داعش فقط، وعزز ذلك مؤخرا الاستدارة الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية باعتبارها الأكثر أهمية للمصالح الأمريكية، إضافة إلى تعارض المصالح الأمريكية التركية فيما يخص الاكراد وأهمية تركيا كعضو في حلف الناتو بالنسبة لواشنطن.





ونوه إلى الاستدارة الاردوغانية الى دمشق قبل الزلزال والحاجة الملحة لتركيا لتسريع الخطى باتجاه دمشق الآن لأسباب اقتصادية وأمنية، وتوج ذلك التراخي الأمريكي برفع العقوبات وتجميد العمل بقانون قيصر لستة شهور وسيتم تجديدها الوضع الذي جعل العرب يلتقطون هذه الأشارة ويسارعون بالتهافت على دمشق ..وكانت الإمارات العربية المتحدة سباقة في هذا المجال فبعد فتح السفارة جاءت الزيارات رفيعة المستوى.





واستطرد السرحان بالقول، ثم جاء الاردن الذي وجد في الحلحلة الأمريكية فرصة مواتية لتعميق وتوطيد العلاقة مع دمشق فكان أن تبنت الحكومة مسألة تدفق المساعدات وزيارة وزير الخارجية لنقل تعازي الملك للحكومة والشعب السوري، وتلتها مبادرات شعبية وشبه حكومية وبتشجيع حكومي وهي خطوة في الاتجاه الصحيح للدبلوماسية الأردني.





وتابع أن زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى مسقط لدور عُماني قادم يمهد لاتصالات وتواصل رسمي عربي مع القيادة السوري وعلى مستوى رفيع حيث العلاقة العملية السورية بقيت متميزة خلال الأزمة السورية فهي الانسب للعب دور دبلوماسي يسبق التطبيع الرسمي العربي مع دمشق، مضيفًا أن المملكة العربية السعودية بعثت بإشارات واضحة يفهم منها أن عودة العلاقة مع سوريا لن تستغرق وقتا طويلا.





ويعتقد السرحان أن المتغيرات الدولية والاقليمية وتجاذباتها والمتغيرات المحلية في دول الاقليم سواء اقتصادية أو أمنية تتعلق بالاستقرار السياسي، تصب في مصلحة دمشق ولعل زيارة الوفد البرلماني العربي لسوريا هي مقدمة لعودة سوريا الى محيطها العربي، وسيتبع ذلك شغل مقعدها في الجامعة العربية ثم إعادة فتح السفارات مع الكثير من الدول العربية .


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير