قتيل وإصابات خلال تدافع الجماهير في بطولة الخليج بالبصرة
نبأ الأردن - أعلن الاتحاد العماني لكرة القدم، الخميس، قرارا يقضي بعودة الجماهير العمانية الموجودة في مطار البصرة إلى عمان بعد حادثة التدافع التي أودت بحياة شخص وأدت لإصابة العشرات أمام ملعب المباراة النهائية بكأس الخليج في البصرة بين العراق وعمان.
وقال بيان الاتحاد الرياضي العماني عبر حسابه الرسمي على تويتر: " بعد التشاور مع الجهات المختصة في سلطنة عمان، وحفاظا على سلامة الجماهير العمانية، ودعما للأشقاء في جمهورية العراق لإنجاح اللقاء الختامي، فقد تقرر عودة الجمهور العماني المتواجد في مطار البصرة إلى سلطنة عمان."
وناشد الاتحاد العماني الجماهير المتواجدة في محيط الاستاد بعدم القدوم إلى الملعب، وذلك لامتلاء المدرجات المخصصة للجماهير.
وقُتل شخص فيما أصيب "العشرات" بجروح، نتيجة تدافع بين مشجعين تجمعوا منذ الصباح الباكر أمام ملعب المباراة النهائية لكأس الخليج التي تجمع بين العراق وعُمان.
ويتطلع الكثير من العراقيين إلى هذه المباراة النهائية لكأس الخليج الخامس والعشرين لكرة القدم، وهي بطولة يستقبلها العراق على أرضه للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاماً، مرّ خلالها بالعديد من الحروب والنزاعات.
وبعيد ساعات من الحادثة، عاد الهدوء إلى محيط ملعب البصرة الدولي "جذع النخلة"، كما أفاد المتحدّث باسم وزارة الداخلية سعد معن لوكالة فرانس برس.
ولا يزال مقرراً إجراء المباراة في موعدها عند الساعة السابعة مساء (16,00 بتوقيت غرينتش)، وفق بيان للاتحاد العراقي لكرة القدم.
وقال معن إن الجماهير "تستجيب للنداءات وتشرع بالانسحاب من محيط ملعب جذع النخلة في محافظة البصرة"، فيما نشرت وكالة الأنباء الرسمية مقطع فيديو يظهر انسحاب المشجعين من المكان.
في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية العراقي عن "إغلاق بوابات ملعب جذع النخلة بعد امتلائه بالجماهير"، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، مضيفاً أنه "لن يسمح لأي أحد بالدخول بعد إغلاق بوابات الملعب".
وأدّى حادث التدافع الذي وقع صباحاً إلى "مقتل شخص وإصابة العشرات بجروح طفيفة"، وفق مصدر طبي، بعدما تجمّع آلاف المشجعين الذين لا يحملون بطاقات في محاولة منهم للدخول إلى الملعب.
وأكّد مصدر في وزارة الداخلية هذه الحصيلة. وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إن "سبب التدافع قدوم أعداد كبيرة من المشجعين خصوصا الأشخاص الذين لا يمتلكون بطاقة".
وأضاف أن المشجعين "تجمهروا منذ الصباح وحاولوا الدخول"، ما أدى إلى الاكتظاظ أمام أبواب الملعب الذي يتسع لـ65 ألف شخص وأنشئ في العام 2013، وحصول تدافع.
وأفاد مصور في وكالة فرانس برس متواجد داخل الملعب عن سماع أصوات سيارات إسعاف جاءت لتقلّ جرحى هذا الحادث، مضيفاً أن بوابات الدخول إلى الملعب كانت مغلقة عند وقوع التدافع.
وفي أعقاب الحادث، توجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى البصرة، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وذكر البيان أن السوداني عقد "اجتماعاً عاجلاً مع عدد من الوزراء ومحافظ البصرة للوقوف على التحضيرات الخاصة بنهائي خليجي 25".
وفي رسالة، دعا السوادني أهالي البصرة إلى "تقديم العون والمؤازرة لكل إخوتكم في الجهات المعنية لإظهار نهائي بطولة خليجي 25 بأجمل وجه".
في الأثناء، دعت قيادة الجيش العراقي العراقيين في بيان إلى "الالتزام بالتعليمات والتوجيهات الخاصة بنهائي بطولة الخليج في نسختها الخامسة والعشرين"، وذلك "من أجل اتمام هذا العرس الكروي بشكل حضاري يليق بتاريخ العراق".
وأظهرت مشاهد التقطها مصوّرو وكالة فرانس برس تجمّع الآلاف من الأشخاص في محيط الملعب منذ ساعات الصباح الأولى.
وتكتسي هذه المباراة أهمية كبيرة عند العراقيين، إذ في حال فوز العراق فيها، سيكون ذلك اللقب الرابع في تاريخه والأول منذ ما يقارب 35 عاماً.
وتضمّ البطولة 8 دول، هي العراق والكويت وعمان والسعودية والبحرين وقطر واليمن والإمارات.
لكن مشاكل في التنظيم ظهرت منذ افتتاح البطولة قبل أسبوعين، حيث لم يتمكن صحافيون وآلاف المشجعين من حاملي البطاقات، من الدخول إلى الملعب، بدون أسباب واضحة.
كذلك، شهدت الافتتاحية مغادرة وفد الكويت، ما دفع العراق للاعتذار بسبب بعض المشاكل التنظيمية.
وأعرب حينها الاتحاد العراقي لكرة القدم عن "أسفه الشديد لمشاهد التدافع الجماهيريّ التي حدثت أمام الملعبِ وداخل المقصورةِ الرئيسية"، مؤكداً أن "الاتحاد العراقي وكذلك القائمين على تنظيمِ البطولة، سيضعان في الاعتبار ضرورةَ تلافي ما حدثَ لضمان ظهور العمليةِ التنظيميّةِ في أفضل صورةٍ ابتداءً من مبارياتِ اليوم الثاني للبطولة".
ومنذ أسبوعين، بدأت البصرة باستقبال الآلاف من المشجعين العرب الذين توافدوا إلى هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب العراق، وتعدّ مركز أغنى محافظة عراقية بالنفط، لكنها تعاني من تردّي في بنيتها التحتية.
ويشهد العراق أحياناً حوادث مماثلة، كان آخرها حادث التدافع الذي حصل في كربلاء أثناء ذكرى عاشوراء في العام 2019، والتي يشارك فيها ملايين المسلمين الشيعة من العراق ومن دول مجاورة، وقتل فيه 31 شخصاً.
كذلك، تعدّ المأساة التي وقعت في آب/أغسطس 2005، لدى تدافع زوار كانوا يقطعون جسر الأئمة لأداء مراسم زيارة دينية في بغداد، بعد انتشار شائعة بتسلل انتحاري بينهم من الحوادث الأكثر مأسوية في تاريخ العراق، إذ قتل خلالها ما لا يقل عن ألف شخص وإصيب عشرات بجروح.