شراكة أردنية عراقية بمبدأ رابح رابح والصفدي حمل رسالتين إلى بغداد
نبأ الأردن - مهّد مجلس النواب بحنكةٍ أرضيّة تشريعية تمكّن الحكومة من قطف الثمار بعد زيارات مكوكية أجراها في خمسة أيام مع التيارات ورؤساء الكتل وقادة العمل السياسي العراقي .
ثلاثة مشاريع اقتصادية مشتركة تعطّل بعضها لأشهر وغاب الحديث عنها بعد استقالة حكومة رئيس الوزراء العراقي الأسبق مصطفى الكاظمي، عادت لتكون الموضوع الأبرز في العلاقة بين البلدين بعد مؤتمر بغداد الذي عقد في البحر الميت الشهر الماضي بحضور زعماء وقادة دول عربية إضافة إلى فرنسا، ويناقشها النواب على طاولة كل تيار عراقي على حدة.
ملاحظات عدة تلقاها الوفد النيابي الأردني على لسان القادة العراقيين، حول تأخر تنفيذ بعض المشاريع، وتبريرات وتاكيدات أخرى، تخلص جميعها إلى أن العراق يبدي تعاونه وجديته لتنفيذ تلك المشاريع التي تصب في مصلحة البلدين وشعبيه.
مصدرٌ نيابي أن رئيس المجلس أحمد الصفدي حمل معه رسالتين إلى رؤساء الكتل والقادة العراقيين على رأسهم رئيس الدولة ورئيس الوزراء ورئيس إقليم كردستان الأولى سياسية تؤكد موقف الأردن بأن أمن واستقرار العراق من أمن واستقرار الأردن وأن الأردن بقيادة الملك معني بعودة عراق قوي إلى حاضنته العربية ومؤثر في محيطه.
فيما جاءت الرسالة حاملةً الهم الاقتصادي، بالبناء على نتائج مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون الثاني وأن البلدين قادران على إزالة الشوائب العالقة وما يجمعهما أكثر مما يفرق.
الصفدي، وفق معلومة نيابية، سلّم النائبين عمر العياصرة وخير أبو صعيليك مهام الحديث في الملفين الأهم السياسي والاقتصادي.
النائب عمر العياصرة يقول لمسنا مدى أهمية أمان الأردن باعتباره ركيزة لأمن واستقرار العراق ويبدو أن موقف الأردن في مكافحة الارهاب ومحاربة داعش له دور أساس في ذلك.
ويلفت العياصرة في معرض حديثه إلى أن الزيارة كانت حميمية، وتلقينا حفاوة وترحيب خاصة من القوى التي تُشكِّل الحكومة أكثر مما كان عليه خلال الزيارة السابقة، قاصدا الزيارة التي قام بها الوفد النيابي برئاسة الرئيس الأسبق المحامي عبد المنعم العودات في أيلول من عام 2021.
ويتابع العياصرة أن القوى السياسية في العراق تريد إنجاح الحكومة وترى في الأردن أنه يمتلك مقومات دعم الحكومة بعلاقاته مع المكونات المختلفة إضافة إلى تواصله الدائم مع المجتمع الدولي.
وحول المشاريع الاقتصادية المشتركة، يقول العياصرة الرغبة موجودة ونشعر بها لتمرير تلك المشروعات، لكن قرار التنفيذ لا يزال مترددا.
وفيما يخص العملية السياسية في العراق يؤكد العياصرة أن هناك نضجاً يمكن الشعور به بالاصرار على السلم الأهلي، مشيراً إلى أن الموقف متأرجح تجاه غياب التيار الصدري، فمنهم من يوّد الاستمرار دونه وآخرون يدركون مدى أهمية عودته لممارسة الحياة السياسية.
أعتقد استطعنا إدراك الملاحظات التي يسجله القادة والتيارات العراقية على الأردن، من ناحية الاقتصاد والاستثمار وما يواجهه المستثمرون العراقيون في الأردن وسنأخذها كما هي إلى السلطة التنفيذية، وفق العياصرة.
ويشدد العياصرة على أهمية الإئتلاف المكون للحكومة في علاقة العراق مع الأردن مبيناً “الإئتلاف يؤثر على مساحة التعاون وبعض القوى والتيارات لديها ملاحظات وأخرى تتوافق مع الموافق الأردنية ووصولها إلى سدة الحكومة يعني توسيع تلك المساحة”.
وينوه العياصرة باهتمام العراقيين بموقف الأردن وجلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
ويؤكد “العراقيون أثنوا كبيرا على مواقف الملك، حيث وجدنا القضية الفلسطينية حاضرة في ذهنهم”.
ويبين العياصرة أنه جرى دعوة جميع التيارات والقادة العراقيين الذين التقاهم الوفد النيابي لزيارة الأردن، وأنها تحتاج الآن، لرسمنتها عبر الأطر البروتوكولية مبيناً “أن تلك الدعوات الشفوية لاقت ترحيبا منهم” .
النائب خير أبو صعيليك يقول مساء الأحد، أن الزيارات النيابية إلى العراق مستمرة منذ 4 سنوات، إلا أن هذه الزيارة جاءت مختلفة من حيث الشكل والمضمون.
ويوضح أبو صعيليك في حديثه إلى أن النواب وسعوا من زياراتهم التي يقومون به خلال وجودهم في العراق لتشمل أكبر عدد من الكتل وأكثر تنوعاً من سابقات زياراته.
ويلفت أبو صعيليك إلى أهمية الملفات الاقتصادية الثلاث التي تجمع الأردن والعراق، وهي ملف أنبوب النفط الواصل من البصرة عبر الزرقاء إلى العقبة، وملفة المنطقة الاقتصادية المشتركة، ومشروع الربط الكهربائي.
ويبين أن الدولة الأردنية وقعت الاتفاقيات الاطارية ومذكرات التفاهم حول تلك المشاريع إلا أن تاخيراً ما حصل من الجانب العراقي، ويضرب النائب أبو صعيليك مثال المنطقة المشتركة والتي خصص لها الأردن قطع أراض لإنشائها إلا أن الجانب العراقي تأخر لسنة حتى اتخذ ذات القرار.
ويشير أبو صعيليك إلى أن الأردن أعرب عن جديته بتسليم المهام والتعاون الكامل بين البلدين بخصوص هذه المشايع في ظل الجراح العميقة التي أحدثتها جائحة كورونا.
ويلفت إلى أن العراقيين من نواب وقادة أبدوا حسن النية وعللوا التأخير الحاصل بسبب المدة التي أخذها تشكيل إئتلاف لقيادة الحكومة التي أعقبت حكومة الكاظمي، مبيناً أنهم أكدوا جاهزيتهم للدخول بشراكة حقيقية وتكاملية بين البلدين.
ويضيف أبو صعيليك أن بعض الملاحظات التي قدمها القادة والتيارات والنواب العراقيين في مجال الاستثمار، مؤكداً أنها ستؤخذ بعين الاعتبار، لكنه شدد في ذات الوقت ضرورة كشف وتعرية بعض الملاحظات غير الدقيقة التي شاعت مثل تزويد النفط العراقي للأردن بالمجان مؤكداً أن ذلك غير صحيح فالأردن يشتري النفط بالأسعار العالمية منقوص منه مبلغ 16 دولار مرتبطة بعمليات النقل.
ويعرب عن أهمية الشراكة للجانب العراقي، حيث إن المنطقة الاقتصادية المشتركة تمكّن العراق من تصدير بضائعه إلى الولايات المتحدة، كون الأردن يوقع اتفاقيات تصدير لم يوقعها العراق بعد.
وحول الزيارة برمتها قال إن النواب تعاملوا بذكاء مع الموقف من الناحية الفنية والسياسية بلقائهم مع كافة التيارات متابعاً باعتقادي الآن يتطلب زيادة الإعلان حول تلك المشاريع من قبل البلدين لكسب التأييد الشعبي لها والتعريف بأهميتها للبلدين.
ويؤكد أن الشراكة بين العراق والأردن تقوم على مبدأ “رابح رابح”، والأرض الآن ممهدة أفضل من أي وقت مضى لصياغة مشروع تكاملي يقوم على المنفعة المتبادلة ويحقق الأفضل لشعبي البلدين.
وينوه أبو صعيليك بأهمية موضوعي الإعمار والخدمات لدى الإئتلاف المشكل للحكومة، وقال سمعنا ذلك سواء من رئيس الحكومة أو القياديين المالكي والخزعلي والعامري، مشيرا إلى أن الأردن مستعد لتقديم المساعدة في ذلك
وحول ما هو مطلوب من الحكومة يقول أبو صعيليك، إن هناك اجتماعات للجنة الوزارية المشتركة الشهر القادم في بغداد، وعليهم البناء على ما توصل إليه نواب البلدين.
نحن مهدنا الطريق وكسبنا تأييدا تشريعيا في العراق وعلى الحكومتين إنجاز الخطوات التنفيذية للمشاريع والالتزام بالأطر الزمنية،مضيفا أبو صعيليك “على حكومتنا إرسال وفود إلى المحافظات العراقية التي تطرح فيها المشاريع بشكل مستقل عن الحكومة المركزية للبقاء على إتصال بأهم المشاريع التي يمكن المساهمة والمساعدة فيها.