(فيديو) من فيلم "الحارة" الى "بنات عبدالرحمن" .. "صدمة وغضب" وتساؤلات عن الإساءة للمجتمع و"الأمن"!

نبأ الأردن - لم يمضِ يومان على عرض فيلم "الحارة" الذي لاقى ردود فعل غاضبة عكستها بعض المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي لما تضمنه من شتائم وُصِفت بأنها نابية ولا تعكس حقيقة كل المجتمع الأردني المحافظ عموماً، حتى ظهر فيلم "بنات عبدالرحمن" الذي زاد من التساؤلات حول حقيقة العمل الفني وإن كان يعكس بحق ثقافة المجتمع، أي مجتمع كان.
فيلم "الحارة" يتحدث عن "حياة الليل" أو "السهر"، وما يجري فيه، حسب الفيلم، لا سيما تسليط الضوء على "قضية البلطجة" وتشابكها مع هذا العالم، وفي التفاصيل، فإن الشتائم، أو ما يعرف شعبياً "التطعيم"، كان السمة الظاهرة لتلك الالفاظ والشتائم.
أما فيلم "بنات عبدالرحمن"، فقد غاص وتعمق أكثر في تفاصيل بعضٍ من الحياة الشعبية، وحسب المؤلف والسيناريو، فإن الاحداث تدور في منطقة أو جبل "الأشرفية" في عمان الشرقية.
ويروي الفيلم قصة 4 شقيقات لرجل عجوز توفيت زوجته وتولى هو المسؤولية في وقت مبكر من حياة بناته، وهو ما يبدو أنه أثر سلباً، الى جانب الفقر، على تربية البنات، فمنهم من سافرت الى دبي مع عشيقها و"تساكنت" معه، ومنهم من تزوجت في عمرٍ مبكر من رجل "متشدد دينياً"، ومنهم من تزوجت من رجل غني لكن شكوكها به وبخيانته لها دفعتها لتعاقر الخمر وتتعاطى المخدرات، وهي الفتاة التي كانت أكثر انجرافاً في الشتائم الخارجة عن المألوف والسلوك غير السوي، وأما الأخيرة فكانت من بطلق عليها شعبياً "العانس" التي دفعت ثمن إعانة الوالد العجوز والبقاء في منزل العائلة.
العجوز، وبعد تراكم مشاكل بناته، اختفى، فيما بحثت عنه الفتيات في كل مكان الى أن قادتهم الأحداث ليلجأوا الى قبر أمهم بحثاً عن "الفضفضة"، وهناك وجدوا الأب جالساً قرب قبر زوجته وكأنه الآخر يبحث "منها" عن حل!
البنات ينفجرن في لحظة غضب، و"العانس" تنفجر في آخر الفليم بكل أهل الحارة وهم يراقبون منزل العائلة وما يدور فيه من أحداث، بل وتدخلهم "السافر" بالعائلة، ولكونها، أي العانس، خياطة الحارة وتعرف كل أسرارها، فكشفت على الملأ خبايا رجال الحي ونسائه، فمنهم كان المتحرش بطفلة، ومنهن من كانت تكشف و"تبوح" باسرار العائلة على جانب "ماكينة الخياطة".
وفي مشهد غريب، سلط الفيلم الضوء على سلوك يُعنى بالشرطة على وجه الخصوص، ففيما وصلن الى مركز الشرطة للابلاغ عن اختفاء الوالد العجوز، منع الشرطي الأخت "الجامحة" من الدخول بالسيجارة من باب منع التدخين داخل المركز حسب القوانين، لكن كانت المفاجأة أن الضابط يدخن، فيما مساعده أشعل لها السيجارة داخل المركز، فهل هذا مقطع يسيء للأمن العام، أم أنه سلوك موجود ووجب معالجته؟!
وبعد، هل ما ورد في الفيلم هو حقيقة المجتمع الأردني كله أم بعضه سواء من "المايوه" الذي ترتديه إحدى الشقيقات في "دبي"، إلى شتائم الفتاة الجامحة ومعاقرتها للخمر وتدخين الحشيش وتعاطي المخدرات، وهل الفن يتعاطى مع المشاكل لحلها، أم فقط لمجرد نشرها، وهل الهدف تجاري بحت بغض النظر عن المحتوى حتى لو كان مسيئاً، أم أن الهدف أن نضع المشكلة على الطاولة لحلها فعلاً؟
هذه أسئلة تبقى إجاباتها في عهدة القائمين على العمل، فيما مقاطع من "الفيلمين" تتناقل عبر جروبات السوشال ميديا وسط حالة "عدم رضى"، بل وغضب!