مغني راب بريطاني يهتف "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي" في مهرجان غلاستونبري

{title}
نبأ الأردن -
شهد مهرجان غلاستونبري Glastonbury الشهير لحظة استثنائية مساء السبت، حين هتف مغني الراب البريطاني بوب فيلان على خشبة المسرح قائلًا: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي" "death to the IDF"، في تعبير علني عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وسط دعم جماهيري واسع.
ووفقًا لما أفاد به موقع "التلغراف" The Telegraph، جاء الهتاف قبيل صعود فرقة "نيكاب" Kneecap الأيرلندية، المعروفة بمواقفها المؤيدة لفلسطين، ما أضفى بُعدًا سياسيًا وإنسانيًا على أحد أبرز المهرجانات الموسيقية في أوروبا.
وبحسب شهود عيان، رُفعت الأعلام الفلسطينية بكثافة بين الجمهور وعلى أطراف المسرح، بينما ردّد الآلاف هتاف "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، تعبيرًا عن الغضب من العدوان المستمر على المدنيين في غزة والضفة الغربية.
كما ظهرت عبارة "الحرية لفلسطين" على الشاشة الضخمة خلال عرض الفنانة نيلوفر يانيا، واعتلت المسرح لافتات داعمة للقضية، ما عزز الحضور الرمزي والسياسي لفلسطين في قلب الحدث الفني.

وفي خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) قرارها بعدم بث عرض فرقة "نيكاب" الأيرلندية مباشرة على الهواء، مبررة ذلك بالتزامها بإرشادات الحياد التحريري. وأكدت الهيئة أنها ستوفر لاحقًا نسخة معدّلة من العرض عبر منصاتها الرقمية. ومع ذلك، وعلى الرغم من جهود الـ BBC لتجنب الجدل السياسي عبر هذا القرار، استغل فنان الراب البريطاني بوب فيلان Bob Vylan فرصة ظهوره على المسرح لنقل رسائل سياسية قوية، مما جعل جهود الهيئة تبدو بلا جدوى.
وقوبل القرار بانتقادات من نشطاء وفنانين يرون أن "الحياد الإعلامي" لا يجب أن يكون على حساب القضايا الإنسانية الكبرى، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بشعب يتعرض لانتهاكات يومية موثّقة بحقوقه الأساسية.
يُذكر أن فرقة نيكاب تعرّضت لضغوط متزايدة ومحاولات لإلغاء مشاركتها في المهرجان، إثر اتهامات وُجهت إلى أحد أعضائها، ليام أوغ أوهانايده، بزعم رفعه علم "حزب الله" خلال حفل غنائي سابق. ورغم ذلك، نفت الفرقة ارتكاب أي مخالفات قانونية، مؤكدة في بيان سابق أن "الاتهامات ذات طابع سياسي بحت"، وأنها ستدافع عن نفسها بقوة أمام القضاء في جلسة مقررة بتاريخ 20 أغسطس.
وفي رسالة نُشرت عبر حسابها الرسمي، شددت الفرقة على أن ما تتعرض له هو "محاولة لإسكات أصوات تتضامن مع فلسطين"، مضيفة: "ندافع عن الفن الحر، وعن الحق في قول الحقيقة".
وأكدت إميلي إيفيس، مديرة المهرجان، أن غلاستونبري "منصة حرة لجميع الفنانين، من مختلف الخلفيات والآراء"، مشيرة إلى أن المهرجان كان دائمًا صوتًا للتعبير الثقافي والسياسي.
يذكر أن فرقة بوب فيلان، المعروفة بمزجها بين الغرايم والبانك روك والهيب هوب، لطالما استخدمت موسيقاها كأداة للمقاومة والتعبير عن قضايا مجتمعية. من الصحة النفسية والتمييز العنصري، إلى العدالة الاجتماعية والآن، فلسطين.
وفي الوقت الذي يُمنع فيه ملايين الفلسطينيين من التعبير عن معاناتهم في وسائل الإعلام الغربية، جاءت هتافات غلاستونبري لتقول: العالم يسمع، والفن لا يصمت.



تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير