باسم الحموري يكتب: الاحتجاجات كقوة ضغط لتحقيق المطالب

كلنا نعرف بأن حرية الرأي والتعبير هو حقٌ للمواطن يكفله الدستور، ويندرج الاحتجاج "بتقديري" تحت هذا الحق ، فالاحتجاج هو فعلٌ يقوم به المواطنون أوالعاملون في المؤسسات المختلفة، للضغط على الحكومة أو على صاحب المؤسسة من أجل تحقيق بعض المطالب ، حيث يمكن هنا اعتبارالاحتجاج نوعاً من أنواع المشاركة السياسية التي تسمح للمُحتجين أو المتظاهرين التعبير عن أرائهم بكل حرية ، شريطة أن لا يُرافِق ذلك التسبُّبَ بالإساءة وبأي شكلٍ من الأشكال، كإغلاق الطرُق ، والإعتداء على الأشخاص أو الممتلكات أو المؤسسات أو الأجهزة الأمنية ، وذلك لضمان تحقق هدف الاحتجاج ، وإيصال رسالة المحتجين بفاعلية.
وللأجهزة الأمنية دور هام في حفظ أمن المحتجين ، وحماية حقوق وممتلكات المواطنين وضمان السلامة العامة للجميع ، مع مراعاة عدم إستخدام القوة المُفرطة لفض الاحتجاجات والمظاهرات في حال انحرف المحتجون عن مسار الأهداف التي خرجوا من أجلها.
ويلعب الإعلام - كما هو معروف - دوراً كبيراً في تغطية أي حَدَثٍ يقع بالدولة ، وبخاصة…الاحتجاجات والإعتصامات ، إلا أن هذه التغطية تتباين وفق توجهات وأهداف الأفراد القائمين عليها ، فهناك من يقوم بصب الزيت على النارلتزداد اشتعالاً ، وهناك من يكون واقعياً وحيادياً في نقل الحدث ، وهناك أيضاً من يحاول التهدئة بصورة عامة ، وكل ذلك يحدث في ظل غياب إعلام حقيقي يتحرى الشفافية وانتشار لوسائل التواصل الإجتماعي المتعددة ، والتي أصبحت مصدراً ومرتعاً خصباً لإثارةْ الأحداث والنعرات وتأجيجها.
ولا شك بأن الاحتجاجات السلمية هي من أنجع الوسائل لإيصال الرسائل ومطالبات الأفراد للجهة المقصودة ، إلا أن تحولها إلى احتجاجات غير سلمية يؤدي لظهور ممارسات نتائجها وخيمة ولا تُحمد عقباها.. حيث يُسهم في ظهور هذه الممارسات الجهل المنتشر بين فئات معينة من الأفراد والذي يدفع بهم للانقياد وراء الدعوات الهدامة والإشاعات المُغرضة ، وجود تقصير من الجهة المنظمة للاحتجاج في إدارته، وجود تقصير من بعض أفراد الأجهزة الأمنية في احتواء الموقف والتعامل مع المحتجين، سوء التواصل أو التفاهم حول موضوع الاحتجاج ما بين الأطراف ، المُحتجَة والمُحتج لديها ، وغير ذلك من العوامل.
في النهاية… يتطلب تحقيق أهداف الاحتجاجات والوصول للمطالب المرجوة والعادلة للقائمين عليها ، وعياً كافياً من قبل جميع الأطراف ، يُسهم في تلافي الوقوع في الصدامات، أوالتسبب بالخسائر في الممتلكات والأراوح.
العميد المتقاعد / باسم الحموري