رائد أبو عبيد يكتب: الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبلهم
ثلاثة شهداء وخمسة جرحى وقبلهم العميد الشهيد عبد الرزاق الدلابيح وسبقهم كوكبة عظيمة من الشهداء الذين ارتقوا حصيلة الإرهاب الأعمى والبغيض، حصيلة ثقيلة تركت إلى جانب الألم والحزن الشديدين غلياناً شعبياً على اصحاب الافكار المتطرفة ودعاتهم، الذين حاولوا ركوب موجة الاعتراضات الاخيرة على بعض القرارات الاقتصادية للحكومة، والذي آثر الأردنيون ان ينحّوه جانبا لصالح التعبير عن تماسكهم في مواجهة الإرهاب وتفويت الفرصة على من يريد بالبلاد سوءا، يدرك الأردنيون ان الخراب الممنهج الذي يضرب الوطن العربي لن يوفّر الأردن، هي المرة السادسة التي يضرب بها الإرهاب في الأردن، فبعد أحداث (خلية اربد) وقلعة الكرك واقتحام مكتب مخابرات (عين الباشا) على البوابة الشمالية للعاصمة عمان وتفجير (الرقبان) على الحدود الشمالية وأحداث السلط (نقب الدبور)، جاءت أحداث اليوم في الحسينية لتضع الأردن والأردنيين في مواجهة مفتوحة مع اصحاب الافكار الظلامية.
ان هذه الأرواح الطاهرة التي خرجت لبارئها أكدت على عظمة رجل الأمن والجندي والمواطن بالوقوف صفاً واحداً من أجل الحرية ضد قوى الشر والظلام والارهاب، لأجل الأرض والعرض، وتجسيداً السيادة، ودحر واجتثاث جذور الارهاب، وقطع تواصله الداخلي والخارجي وتجفيف منابعه ومصادر تمويله وتسليحه، وعدم اعطاء فرصة الهروب من المصير المحتوم والذي يستحقه هؤلاء المأجورين فأما القتل وأما القاء القبض عليهم ومحاكمتهم.
هؤلاء القتلة المأجورين بإرهابهم الاسود وبفكرهم المنحرف الخارج عن قيم الانسانية جمعاء والمنصهر في دائرة القوي الشريرة التي تناهض وتحارب الحياة، يحاولون عبثاً ان يوصلوا رسالة للناس وهي رسالة قتل عمياء، صماء، حاقدة، تعبر عن مشاعر حقد، وكراهية، تعمل علي اهدار الدماء وازهاق الارواح وحتي قتل الامل، والتعدي علي الحرمات، وقتل الناس الآمنين داخل المساجد، والكنائس، والبيوت، وحتى حضانات الاطفال، ولكن خسئوا وخابت اعمالهم، سنبقى ننظر الى الامام نملؤ قلوبنا بالحب والتفاؤل بغد افضل.
اسر الشهداء بايمانهم وعزيمتهم وارادتهم وما يتم سرده من قصص ومواقف من امهات الشهداء وزوجاتهم وحتى اطفالهم، انما يؤكد ان شهداء الاردن، شهداء الواجب من عسكريين ومدنيين قد اكدوا بوصيتهم على ضرورة الحفاظ على الاردن وأمنها كما الحفاظ على كرامتها وسيادتها.
شهداء الاردن الذين أمنوا بوطنهم وحرية ارضهم وحكمة قيادتهم الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يؤكدون لنا بان الوطن غال وعزيز، والروح ترخص امامه ولاجله، هذه القناعة الراسخة والايمان المطلق والعزيمة القوية والتي تبلورت بفعل تاريخ ممتد وتجارب عظيمة وموروث ثقافي ووطني كبير وممتد شكل لدى الرأي العام الأردني قناعاته وتوجهاته وايمانه بضرورة القضاء على الارهاب، ودعم القوات المسلحة وجهاز المخابرات والأمن العام وكافة اجهزة الدولة الأردنية.
الأردن في يوم الشهداء ستبقى الصامدة مستمرة ومتواصلة ولن ينال منها الجبناء وأهل الشر وكافة المرتزقة والمأجورين، وسيبقى هذا الوطن عزيزاً شامخاً معطاءاً.
ختاماً: اذا اردنا ان ننهي المعركة ضد الإرهاب ونهزمه الى حيث لا رجعة يجب ان ننتصر على مصالحنا اولاً ونضع الوطن فوق كل اعتبار وننسى الخلافات وكل ما يعرقل تقدمنا وان لا نخضع لاي صوت سوى صوت الوطن والشعب.

























