سمير عبد الصمد يكتب: اللغة العربية
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف في الثامن عشر من كانون الأول من كل عام.
يُسافرُ الحرفُ في أسماعِنا نغما
ويستثيرُ صداه الرائعُ الهمما
اللهُ، يا لغةَ الضادِ التي ملأت
أرواحَنا، وسَمَتْ في ذاتِنا حكما
يكفيكِ أنكِ ميثاقٌ يوحِّدُنا
وأنك البيتُ، مرفوعًا ومحتكِما
وأنَّ منك كتابَ اللهِ، أحرفُهُ
وحيُ القداسةِ يجلو نورُها الظُلَما
وأنكِ الفضةُ المصقولةُ، احتضنتْ
بدائعَ القولِ: منثورًا ومنتظِما
وأنّ راياتِكِ البيضاءَ خافقةٌ
في الخافقين، يهزُّ نقاؤها الأمما
صُنتِ الشريعةَ، ألفاظًا ومُعتقَدا
فأشرقَ الكونُ من إلهامِها قِيما
……..
(بانت سعادُ) وما زالتْ مُعطَّرَةً
بالرائعاتِ، تطوفُ البيتَ والحَرما
بـبُردةٍ من رسولِ اللهِ طاهرةٍ
ينالُ كعبٌ بها الأمجادَ والنِعَما
(إن الرسولَ لَنورٌ يُستضاءُ به)
هدايةُ اللهِ مَن تُقسَمْ له غَنِما
…….
قيسٌ يؤانِسُنا في سِحرِ مُؤنِسةٍ
فيضرمُ الشوقَ في وجدانِنا ضَرَما
ليلى الرقيقةُ ليلُ السُّهدِ يذكرُها
تحكي حكايةَ مَنْ مِن عِشقِهِ ظُلِما
هما الشتيتانِ في أحضانِ باديةٍ
هما الشقيانِ حالَ البينُ بينهما
…….
يمضي بنا المتنبي نحوَ صومعةٍ
نرى بمحرابِها الآمالَ والألما
(واحرَّ قلباهُ) من همٍ يُكابدُه
قد أسهرَ الخلقَ من غُلوائِه سقما
(وشعرُه مالِئُ الدنيا وشاغِلُها)
هزَّت قصائدُه مَن يشتكي الصمما
تهدمتْ وانتهتْ من بعدِه دولٌ
لكنْ، أبو الطيبِ الصداحُ ما انهدما
……
شيخُ المعرةِ يُثرينا بفلسفةٍ
حولَ الوجودِ، فكان الحائرَ الفهِما
(رهينُ حبسينِ، لم يجنِ على أحدٍ)
عاش الحياةَ على علاتِها سأما
لا الشدوُ يُطربُهُ، لا الشجوُ يُتعبُهُ
كلاهما في حنايا نفسِه انكتما
قد أرهقَ الشكُّ دنياه، وأرهقَه
كلُّ الوجودِ لديه يُشبهُ العدما
……..
نُبوغُ شوقي تجلّى في عرائسِه
كانت مدائحُه في المصطفى قِمما
(يا أفصحَ الناطقينَ الضادَ قاطبةً)
على الزمانِ تظلُّ الصادقَ العلَما
(يا أحمدَ الخيرِ) يا نبراسَ أمتِنا
ما زال رٰكنُك للأخلاقِ مُعتَصما
(محمدٌ صفوةُ الباري ورحمتُه)
إن هلَّ ذكرُكَ يرنو الكونُ مُحتشِما
……
يزهو نزارٌ بتاجٍ صاغَهُ عُمرٌ
حتى تلألأ بـرَّاقًا ومُنسجِما
في كلِّ بيتٍٍ سرى عشقٌ إلى وطنٍ
أو ياسمينةُ حبٍ تسبقُ الحُلُما
أو عطرُ حسناءَ، أو أسرارُ غانيةٍ
أو وردةٌ لوّنتْ جديلةً وفما
تلك القدودُ بشدوِ الساهرِ انفعلتْ
لما التقى الحرفُ في إحساسِه النغما
…..
نشدُّ باللغةِ الفصحى إرادتَنا
شرقًا وغربًا وإقبالًا ومختَتَما
ففي حروفِكِ خلَّدْنا حضارتَنا
وفي دروبِكِ سار العلمُ والعلما
ومن بيانِك أرضُ اللهِ ناطقةٌ
الفكرُ يُتعِبُ في إبداعِهِ القلما
إنا المحبونَ، هذا الحبُّ في دمِنا
نَحمي كيانَكِ، لا مَنَّا ولا كرَما

























