مروان العمد يكتب: العودة لحديث الفضفضة / الحلقة السادسة عشر

{title}
نبأ الأردن -

1— قلبي على وطني
في ظل الظروف التي يعيشها الاردن حالياً . وفي ظل انغلاق الافق . وسيطرة حالة عدم اليقين . وصمت الحكومة المطبق وكانها تعيش في عالم آخر . وعدم حكمة من يتحدث ويدير الحدث في الشارع . يصبح الصمت كنز من ذهب ، ولكنه وللاسف ذهب مسكوب على شكل سكين تُغرس في القلب فتدميه وتقتله . بحيث يتساوى هنا الذهب بقطعة حديدية قد اكلها الصدأ . ويصبح الذين قلبهم على الوطن ، مثل بالع الموس على الحدين . فلا هو قادر ان يتحدث ويقول ما عنده ، ولا هو قادر على الصمت لاته يقتله .
منذ سنين وانا احذر واقول ان هناك من يجرنا الى ربيع عربي ، كنا قد نجونا منه باعجوبة ، ولو الى حين . ولكن للاسف فقد اصبحنا حكومة وشعباً كمن يحملون المعاول لهدم المعبد على رؤوسنا . مثلنا في ذلك مثل ذلك الدب الذي القى الحجر على رأس صاحبه النائم ، بعد ان حطت عليه ذبابة خشي ان توقظه من نومه ، وبهدف تخليصه من طنينها ، فشج رأس صاحبه وقتله ، وطارت الذبابة لتحط على رأس شخص آخر .
كم انا حزين عليك يا وطني لما نفعله بك . فنحن نعمل على قتلك بحجة حبنا لك .
2 — فيديوهات الكذب
لم اكن انوي في هذه المرحلة ان اكتب عن الوضع الداخلي الملتهب ، الا ان موضوعاً واحداً فرض نفسه علي ، و جعلني اتعجب لحالنا ، حيث اصبحنا سلاحاً في يد من يريد قتلنا ، وذلك من خلال الفيديوهات الكاذبة ، و المدبلجة ، و القديمة والتي يعاد إحياؤها ، و تلك المستوردة من احداث حصلت خارج الاردن . وتداولنا لهذه الفيديوهات ، وقيامنا بنشرها وتصديقها ، دون النظر في مدى صحتها او منطقيتها . ويتساوى في ذلك من يعلم ومن لايعلم . مادام ان هذه الأكاذيب تلاقي هوى في نفوسنا ، وتمكننا من أستخدمها سلاحاً في وجه من نخالف وجهات نظره او مواقفه . ومن هذه الفيديوهات الكاذبة الفيديو الذي يتم تداوله منذ حوالي السنتين ، والمنشور على شكل نشرة اخبارية من موقع اخباري عراقي موالي لايران ، ومعارض للاردن ، ومعارض لحكومة مصطفى الكاظمي السابقة ، ومعارض لاي تعاون اردني عراقي . ويتضمن هذا الشريط ان حكومة الكاظمي وافقت على ان تبيعنا النفط بسعر تفضيلي يبلغ ستة عشر دولاراً للبرميل الواحد فقط .
وقد تعامل البعض مع هذا الفيديو باعتباره عنوان الحقيقة . في حين ان الاتفاقية مع العراق تنص على ان يبيعنا عشرة آلاف برميل نفط يومياً ، وبسعر برميل نفط برنت ناقص ستة عشر دولارا . اي انه اذا كان سعر برميل نفط برنت 90 دولارا ، فأنه يتم بيعنا برميل النفط العراقي بمبلغ 76 دولاراً . وعلى ان يتحمل الاردن اجور النقل وفرق الجودة ما بين نفط برنت والنفط العراقي ، بالاضافة الى قيمة الفاقد . بحيث يصبح الفرق الحقيقي عن نفط برنت حوالي ستة دولارات فقط . مما لايجعل له تأثير يذكر على القيمة الاجمالية لفاتورة النفط . علماً ان هذه الكمية من النفط تغطي فقط عشرة في المائة من احتياجاتنا اليومية . وانها لا تصلنا بانتظام بحجة الاوضاع الامنية ، فيم نستورد بقية حاجتنا من دول اخرى وبالسعر الدارج .
ومن خلال تتبعي لما تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي ، وما تردد على السنه بعض المعتصمين احتجاجاً على ارتفاع اسعار المشتقات النفطية خلال الايام الماضية ، فقد وجدت ان البعض يعتقد ان جميع النفط يردنا بهذا السعر ومن نفس المصدر . مما زاد في اثارة الشارع الاردني . ولعل هذا هو هدف الفيديو الاخباري المزيف . بالاضافة الى اثارة الشارع العراقي ضد مصطفى الكاظمي لافشال مشروع مد انبوب لنقل النفط العراقي من ميناء البصرة الى ميناء العقبة ، بسبب رغبة ايران بأن تبقى مسيطرة على النفط العراقي وطرق تصديره ، بالاضافة الى تصفية حساباتها مع الاردن ، لعدم سماحة للشيعة الايرانيين بزيارة المزارات الدينية ، ولوقف الاردن الى جوار الدول العربية الخليجية في خلافها مع ايران . لتحذيره من الخطر الشيعي .
الا انه ومع ذلك ، وبعيداً عن الارقام التي لا اعلمها ، تبقى المشتقات النفطية في الاردن تسعر بأعلى من قيمة استيرادها بكثير . بسبب الضريبة العالية التي تضعها الحكومة عليها . وذلك بحجة تغطية النفقات العامة للميزانية . حيث يتم تحميل فاتورة النفط القسم الاكبر منها ، وبالتالي تحميلها للمواطن . بدلاً من توزيعها على مصادر متعددة . والتوفير في النفقات وظبط الميزانية ، مما ارهق كاهل المواطن الاردني .
3 — انتحال الشخصيات والمواقف .
كنت قد ذكرت سابقاً بأنني تعرضت لعملية انتحال لشخصيتي ، وفتح حساب على تويتر باسمي ، و موسوماً بصورتي ومهنتي السابقة . ونشر تغريدات عليه تخالف مواقفي ومبادئي وافكاري . ومن الواضح ان من يقف وراء هذا العمل شخص او اشخاص يدّعون انهم يمثلون المعارضة الاردنية ، في حين انني أربأ بالمعارضة الاردنية الحقيقية ان تفعل ذلك . وان من فعل ذلك ليس الا شخص خائن للوطن ، او عميل لجهة معادية ومتآمرة على الاردن ، وعلى كل من لديه ولاء وانتماء لهذا الوطن وللنظام الهاشمي . وان من فعل ذلك يعرف مواقفي وآرائي السياسية الحقيقية ، وارد ان يسيئ الى صورتي ، ويظهرني بأنني قد انقلبت على نفسي وعلى وطني ، وعلى اجهزتنا الامنية ، و النظام الاردني كما هي امانيهم . وذلك نتيجة افلاسهم ، وقناعاتهم ان بضاعتهم اصبحت كاسدة في الاردن . فاخذوا باتباع اسوب القرصنة لاسماء شخصيات وطنية ليقولوا على لسانها ما يريدون ان يقولونه ، لعل ذلك ينطلي على البعض . ومن خلال تتبعي تاريخ فتح هذا الحساب في 24 / 7 / 2022 ، وما نشرته من مقالات قبل وبعد هذا التاريخ ، ولغاية اكتشاف هذا لحساب المزور في 24 / 11 / 2022 ، فقد وجدت ان فتح هذا الحساب كان متزامناً مع نشري مقالات عن ؤد الفتنة بشكل نهائي ، ثم سلسلة مقالات بعنوان فضفضة ، والتي بلغت خمسة عشر حلقة . تناولت فيها الاحداث الجارية في المنطقة ، ومنها الاردن . ومخاوفي من المخططات والمؤامرات التي تحاك عليها من قبل دول اقليمية ودولية لخدمة الكيان الصهيوني . كما تضمنت مواقف جلالة الملك واقواله وخطاباته ، التي ساهمت في افشال اهم هذه المؤامرات . وتضمنت الحديث عن الاطماع في البترول والغاز العربي . وكان حديثي صريحا ومباشرا لم يخلو من النقد لبعض المواقف والإجراءات والقرارات والتعيينات الداخلية . ولعل حديثي هذا اصاب بعضهم بالصميم ، فقاموا بفتح هذا الحساب لتشويه سمعتي . بالاضافة الى احتمال وجود دافع آخر شخصي اتحفظ عن التعرض له الآن . الا ان مسعاهم جميعهم قد خاب ، وهذا ما اكدته ردود فعل وتعليقات المئات ان لم يكن الالاف من المواطنين الاردنيين الذين طوقوا عنقي بجميل تعليقاتهم وردودهم على ما نشرته حينها عن هذه الحادثة .
وكنت قد نويت التوقف عن كتابة مقالت تحت هذا العنوان ، بالرغم من انني لم اكن قد انهيت فضفضتي . اما الآن فأنني سوف اعود اليها ، و من حيث انتهيت في الحلقات الاخيرة اثر زيارة بايدن للسعودية ، ومحاولاته لدفعها لزيادة انتاجها النفطي ، خدمة لدول الاتحاد الاوروبي ، ونصرة لاوكرانيا ، وخدمة للمسعى الامريكي بالحاق الهزيمة بالدب الروسي . لعلي بذلك ارد الصاع صاعين لمن حاول التشكيك في مصداقيتي ومواقفي .


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير