مفاجأة.. الوجبات الخفيفة ليلا تحسن جودة النوم
نبأ الأردن-لطالما نبّهت الدراسات من خطر تناول وجبات أو أطعمة في وقت متأخر من الليل لما يسببه ذلك من زيادة خطر الإصابة بالسمنة، تردي جودة النوم أو سوء الهضم. ولهذا لا توصي مؤسسات بحثية وطبية عديدة بتناول الحبوب، البطاطس المقلية، الحلوى أو غيرها من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات قبل النوم لأنها تضر بوزن الجسم وبجودة النوم.
لكن المفاجأة التي تم الكشف عنها مؤخرا هي أن هناك بعض الوجبات الخفيفة التي قد تفيد بشكل أكبر من غيرها، إذ اتضح أن تلك الوجبات قد تساعد بالفعل على تحسين جودة النوم.
ورغم تضارب الدراسات البحثية المتعلقة بهذا الموضوع، إلا أن تلك النتائج التي كشفت مؤخرا عن احتمال وجود فائدة لبعض الوجبات الخفيفة ليلاً بخصوص دورها في تحسين جودة النوم بشكل عام قد حظيت باهتمام واسع من جانب الباحثين والأطباء
وعلقت على ذلك خبيرة التغذية المعتمدة في الولايات المتحدة، جوليا زومبانو، بقولها إن الميل لتناول وجبات خفيفة في وقت متأخر من الليل ليس عادة سيئة بالضرورة، موضحة أن الشيء الأكثر أهمية هو اختيار الأطعمة التي تهدئ الجسم وتهيئه للدخول في النوم.
الوجبات الخفيفة وقت النوم قد تكون المفتاح لنوم جيد ليلا
كان دكتور سكوت بيير، طبيب الأعصاب المتخصص في العلاج بتقويم العمود الفقري والمقيم في إلينوي، قد أثار حالة من الجدل مؤخرا بعد كشفه عبر قناته على تيك توك أنه ينصح كل من يستيقظون ليلا ويجدون صعوبة للدخول في النوم مجددا بأن يتناولوا ثمة شيء قبل خلودهم للنوم.
وقال إنه ينصح هؤلاء بضرورة أن يتناولوا ثمة وجبة خفيفة من أطعمة غنية بالدهون أو أطعمة غنية بالبروتين قبل أن يتوجهوا للنوم ومن ثم يأكلون مرة أخرى أول شيء في الصباح.
وأوضح دكتور بيير أن هرموني التوتر (الكورتيزول والأدرنالين) قد يكونا السبب وراء النوم بهذا الشكل المتقطع، علما بأن الكورتيزول يقوم في الظروف الطبيعية بتنظيم عملية استجابة الجسم لمسببات التوتر، مستوى السكر في الدم، ضغط الدم وغيرها من العمليات البيولوجية.
وتابع دكتور بيير بقوله إن مستويات الكورتيزول تتزايد ليلا، وتصل ذروتها صباحا، لكن التعرض للتوتر مدة طويلة قد يؤثر في بعض الأحيان على عملية إفراز الكورتيزول، ما يتسبب في إفراز الجسم للأدرنالين كبديل، علما بأن الأدرنالين هرمون يحفز الجهاز العصبي المركزي.
وبناء على ذلك، قال دكتور بيير إن تناول الأكل في وقت متأخر من الليل وأول شيء في الصباح لمدة أسبوعين قد يزيل الضغط عن المطالبة بتنظيم السكر في الدم، مما يؤدي لتجربة نوم أفضل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن البروتين والألياف الغذائية مفيدين بشكل خاص في تلك الجزئية.
ما رأي الباحثون في ذلك؟
قال دكتور جوزيف موراي، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مايو كلينك، إن الأطعمة الغنية بالدهون قد يصعب هضمها وقد تُسَبِّب حرقة بالمعدة، وهو ما يجعلها تؤثر على جودة النوم، فضلا عن أن تناول الأكل في وقت متأخر من الليل قد يتسبب في زيادة إفرازات حمض المعدة، وهو ما قد يسهم في حدوث مشكلة ارتجاع المريء، التي تجعلك غير قادرة على النوم، وهو ما يفرض على الجميع تناول آخر وجبة قبل موعد النوم بثلاث ساعات.
ماذا تقول الدراسات الأخرى عن هذا الموضوع؟
في المقابل، توصل باحثون من المكتبة الوطنية للطب إلى نتائج تؤكد أن تناول الوجبات الخفيفة قبل النوم قد يكون مفيدا بالفعل لبعض الأشخاص.
وقال إيان كاتزنلسون، أخصائي طب النوم، إنه يوصي بتناول وجبات خفيفة لأطعمة غنية بالتريبتوفان أو الميلاتونين أو الكربوهيدرات المعقدة. إذ ثبت على سبيل المثال أن أنواع الجبن الخالية من الدهون وغيرها من منتجات الألبان قد تساعد في واقع الأمر على سرعة الانخراط في النوم بفضل احتوائها على نسبة عالية من الميلاتونين، الذي يوجد أيضا في الأرز الأسود، الفراولة، الكرز، العنب، الفلفل، البذور وغيرها من الأطعمة الشائعة.
أما التريبتوفان فيقوم من الناحية الأخرى بتحفيز إفراز السيروتونين، الذي ينظم النوم والحالة المزاجية. وأثبتت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا حبوب غنية بمادة التريبتوفان في وجبتي الإفطار والعشاء استمتعوا بتجربة نوم أفضل لساعات أطول خلال الليل.
علما بأن تلك المادة، التي تعتبر من الأحماض الأمينية، توجد بشكل طبيعي في أطعمة مثل الحليب، الجبن، الديك الرومي وبذور اليقطين، ولهذا ينصح الباحثون بالتركيز عليها للاستفادة منها.
ومع هذا، فقد نبّه الباحثون في الأخير إلى أن الوجبات الخفيفة ليلا ليست ضمانا على تعزيز جودة نومك، لأن هناك عوامل أخرى متحكمة في الأمر، فمثلا لو كنت مصابة بحرقة في المعدة أو بوجع في البطن، فربما الأفضل لك في تلك الحالة هو تناول العشاء في وقت مبكر.