غضبٌ قادمٌ لا محالة.. هل تسقط حكومة الخصاونة شعبياً؟
*من يسمع أنين "الناس".. شعار منصات التواصل.
*النواب في سباتٍ عميق.
*القطاع الصناعي يحتضر.
نبأ الأردن-عدي صافي-يبدو أن الحكومة تستقصد استفزاز المواطن الأردني، وتتعمد ضرب الصناعةِ الوطنية، ولا تقرأ التقارير الصحفية المحذرة لحال الشعب، هذا ما يتداوله الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ عصر اليوم.
هذه التساؤلات جاءت بعد قرار الحكومة الذي يقضي برفع أسعار السولار للمرة الثامنة منذ بداية العام، ضاربةً بعرض الحائط الوضع الاقتصادي المتردي لشريحةٍ واسعةٍ من المجتمع الأردني، والصعوبات التي تواجه شتّى القطاعات وأبرزها القطاع الصناعي الذي يتباكى العاملين بهِ ويصرخون من ارتفاع أجور النقل.
بعد أن استرقنا السمع من داخل منازل الأردنيين، وجدنا رجلاً يئن من العَجز أمام أبنائه الباحثين عن الدفئ، وأمّ تدعو الله أن يزيل الكرب، وشابٌ غير قادر على ملئ مركبته بالمحروقات وآخر يقول: "صرنا نشتغل للحكومة؛ بنعبي البكم ديزل بكل شغل اليوم".
الشارع الأردني يغلي؛ وبات ذلك جلياً فيما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن المنصات ضجت منذ اعلان رفع السولار بمنشورات تستنكر توجه الحكومة وتعنتها في ملف الطاقة تحديداً.
وبين نشطاء في حديث لهم أن حكومة بشر الخصاونة ما زالت تستفز الشارع الأردني وكأنها تدعو الناس إلى النزول إلى الشارع، وفق رأيهم.
وأكدوا أن الحكومة ان استمرت بتعنتها وعدم القائها بالاً لمواجع الناس واحتيجاتهم فانها تذهب بنفسها إلى مصيرٍ محتوم ألا وهو الإقالة؛ بسبب ما أسموه غضباً قادماً لا محالة.
*رفع السولار.. القطاع الصناعي يحتضر!
عاملون في القطاع الصناعي أحد أبرز الروافد الاقتصادية للمملكة يتباكون في احاديثهم بعد رفع الأسعار.
يقولون إنه مع ارتفاع كلف الطاقه وخاصة الديزل سيزداد التحدي على الصناعة المحلية وسيقابل ذلك ارتفاع في نسب البطالة.
وبينوا أن كلفة نقل الموظف الواحد ستصل إلى نحو 150 ديناراً وهو ما سيمنعهم من توظيف أبناء المحافظات الذين يحتاجون لوسيلة تقلهم من وإلى مكان العمل.
أحد الصناعيين اشتكى بحرقة على ما يجري في المملكة؛ وبين أن الديزل ارتفع من بداية شهر ايار لنهاية نوفمبر أكثر من 48٪، موضحاً أنه من الصعب تحمل هذه الزيادات في نطاق كلف التوزيع وكذالك كلف المحروقات.
وقال حرفياً:"حسبنا الله ونعم الوكيل، راح الصناعة الاردنية تنافس كثير أمام الصناعات الأخرى".
واقترح صناعيون على الحكومة انشاء صناديق داعمة لا سيما في اثناء وقوع ازمات دولية كالحرب القائمة بين روسيا واوكرانيا وما تبعها من تضخم مالي والركود الاقتصادي الذي يضرب الصناعة.
وقالوا إن كلف الطاقة المتمثلة بالنقل والأجور تعتبر عوامل كبيرة تؤثر على كلف الانتاج وتشكل عائقاً كبيراً أمام المنافسة في الأسواق العالمية.
*تحذيراتٌ في مهبِّ الريح
الخبير في مجال الطاقة المهندس عامر الشوبكي كان قد حذّرَ الحكومة مراراً وتكراراً من الدخول في مواجهةٍ مباشرة مع الفقراء قُبيل دخول الشتاء، ولكن تحذيراته ذهبت في مهبّ الريح.
تقارير صحفية موسعة ركزت على مخاطر رفع اسعار المحروقات، وبينت الانعكاسات السلبية لهذا القرار، سواءً على القطاع الزراعي أم الصناعي، وأيضاً لم تلقي الحكومة لها بالاً،وفق مطلعون.
*السلطة التشريعية في سباتٍ عميق
مجلس النواب ما زال غائباً عن المشهد يقبعُ في سباتٍ شتويٍ عميق حتى اللحظة؛ حيث لم يعلق أي عضوٍ على القرار الحكومي.
ولم يقم أعضاء المجلس بتفعيل دورهم الدستوري بشكله الأصح فيما يتعلق بالرفعات المتكررة للمحروقات على مدار العام الحالي، حيث اكتفى بعض أعضائه بتقديم استجوابات أو أسئلة نيابية أو حديث تحت القبة في بعض الأحيان، كما يقول متتبعون للمشهد النيابي.
وطالب مواطنون أعضاء مجلس النواب بالوقوف في صف الشعب واتخاذ اجراءات دستورية لمحاسبة ومراقبة الحكومة، ومنعها من التغول على قوت الفقراء بقراراتٍ اعتبروها مجحفة.
فهل يتحرك النواب؟ وهل تتراجع الحكومة أو تَسقط شعبياً؟