فيصل الخزاعي الفريحات يكتب:قطر الشقيقة قلبها مفتوح للجميع

{title}
نبأ الأردن -

تبقى الحقيقة تقول بأن دولة قطر الشقيقة قد كانت على موعد في العشرين من شهر نوفمبر / تشرين الثاني لعام 2022 مع عرس عالمي كبير ومجد وتاريخ أصيل من خلال فعاليات إفتتاح بطولة كأس العالم الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم العربي أجمع ، حيث نجحت قطر الشقيقة في إبراز هويتها الثقافية ، كما نجحت على مدار 30 دقيقة ، في إبهار العالم بأسره من خلال حفل إفتتاح ذي طابع عربي خليجي إسلامي يتناسب في الوقت نفسه مع كل الثقافات الشرقية والغربية ، وكل دول العالم ومجتمعاتها وتقاليدها المختلفة ، وكان حقاً ملتقى حضارات وثقافات وفرصة للتخاطب بين هذه الحضارات والثقافات المختلفة بلغة واحدة تحمل شعارات الوحدة والأمن والإستقرار والسلام المجتمعي ، وكانت الشعوب العربية في لحمة فريدة من نوعها وهي تخاطب تلك الثقافات المتنوعة بلغة واحدة ، بدليل أن كلمة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر التي رحب فيها بالحضور قائلا : من قطر من بلاد العرب نرحب بالمشاركين في كأس العالم ، لها تأثير قوي لدى الحضور الذين أطلقوا صرخة الإعجاب بلغة الجماهير المعروفة واعتلت الأبتسامات على وجوه الحاضرين من الملوك والأمراء والرؤساء الضيوف واستطرد سموه وقال : لتكن أياماً ملهمة بالخير والأمل ، وأهلاً وسهلاً بالعالم في دوحة الجميع ، حيث كانت قد لاقت هذه الكلمات الإعجاب لكل من سمعها من مليارات المشاهدين الذين حضروا الحفل من خلف الشاشات ، كما أنها قد حملت هذه الكلمات الكثير من الرسائل السامية والراقية والمباشرة ، والحافلة بالمعاني الإنسانية النبيلة ، ومن أهمها هو التقاء الشعوب والحضارات المختلفة نحو هدف واحد وهو روح التنافس الرياضي الشريف والتحلي بالأخلاق السامية والتسامح والتقارب بين الديانات والثقافات والطوائف المختلفة ، كما كان أيضا لمكان الإحتفال وهو إستاد البيت معنى آخر وهو الملعب الذي يعبر عن كرم وحفاوة القطريين في إستقبال ضيوفهم والترحيب بهم إقتداء بعاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية الأصيلة ، وهو قد جعل الجميع يشهد بأن حفل الإفتتاح لبطولة كأس العالم قطر 2022 كان أسطورياً بإمتياز ، وجمع بين عبق الشرق بنكهة قطرية خليجية مميزة إلى جانب عروضه المبهرة ومعانيه وقيمه السامية التي ركزت على الوحدة والتعايش والأحترام المتبادل وغيرها من القيم المشتركة بين الشعوب ، ستظل فقرات الإفتتاح عالقة لسنوات طويلة في أذهان الكثير من الذين شاهدوا فقراته الفريدة من نوعها ، وزادت العرب فخراً بأن دولهم قادرة على تقديم الأفضل في تنظيم أي محفل أو مهرجان أو تجمع عالمي ، لذا أقول وبكل صراحة بأن الشعب القطري قد عمل الكثير من أجل أن تكون هذه التظاهرة الرياضية العالمية من أنجح البطولات ، حيث أن هذا الشعب السخي العريق المعطاء والكريم قام بالجهد الكبير واستثمر في الخير للإنسانية جمعاء ، واستطاع الوصول إلى يوم الأفتتاح بخطى واثقة ، اليوم الذي إنتظرته الشعوب العربية وكل شعوب العالم بشغف وبفارغ الصبر ، حيث أجتمع الناس على إختلاف أجناسهم وجنسياتهم ودياناتهم وطوائفهم وعقائدهم وتوجهاتهم في قطر الشقيقة ، مما يجعلنا نقول ما أجمل أن يضع الناس ما يفرقهم جانباً ، لكي يحتفلوا بتنوعهم وما يجمعهم في الوقت ذاته ، وستعود إستضافة بطولة كأس العالم في قطر بالنفع لجميع دول المنطقة ، وليس على دولة قطر الشقيقة وشعبها العظيم فقط ، وكونها أول بطولة تقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي وعلى أراضي عربية ، تبرز فرصة فريدة من نوعها لتغيير الصورة النمطية عن العالم العربي والإسلامي والمنطقة التي تتصدر الأخبار بأنها منطقة مليئة بالصراعات والحروب ، ولتعريف العالم بالثقافة العربية وإظهار قيم التعايش وأحترام الآخر ، وهذا ما حدث من خلال إستضافة بطولات سابقة ، إذ إستطاعة كوريا الجنوبية تعريف العالم على الثقافة الكورية ، مما ساهم في غزو الثقافة الكورية للعالم لاحقاً بعد البطولة التي أقيمت على أراضيها بالاشتراك مع اليابان عام 2002 ، بالإضافة إلى ذلك ، فإن نجاح دولة قطر الشقيقة في تنظيم البطولة سيفتح المجال لأستضافة فعاليات عالمية في المنطقة الأوسع ، وستساهم هذه البطولة في تحسين العلاقات بين الدول الخليجية نفسها حيث كانت قد ساهمت بطولة كأس العالم لعام 2002 في تعزيز العلاقات الكورية واليابانية والصينية بشكل لافت ، وحتى في الجانب الأقتصادي ، فإن قطاعات الفنادق والطيران والخدمات السياحية على أختلاف أنواعها ونشاطاتها في المنطقة ستشهد زيادة ملحوظة وذلك لأجل إستقبال جماهير كأس العالم ، وستنطلق رحلات يومية إضافية ومكثفة بين الدوحة والمدن الخليجية ، وتبقى الحقيقة بأن مونديال العرب التي تستضيفه دولة قطر الشقيقة هذا المونديال الذي كان قبل تاريخ 2 أكتوبر / تشرين الأول لعام 2010 حلما من سابع المستحيلات ، بعد أن كان قد ظل حتى النسخة 21 مرتبط بدول لا تنطق العربية ، حتى جاءت دولة قطر الشقيقة ، الدولة العربية بعد أن كانت قد تسلحت بالثقة وبالإيمان في أن الخطوة الأولى لا تبدو صعبة حينما يكون كل المطلوب هو ملف الترشح وأن يكون بمقدورها أن تفي بها كاملة وبالفعل تقدمت بهذه الخطوة وهي موقنة بإيمانها بالله ثم بنفسها وشعبها وعلى ثقة بأن قدراتها يمكن أن تعينها على ما ضمنته ملفها وفازت فعلا بالأستضافة في يوم كانت قد تفجرت قطر في كل مدنها وقراها وأحيائها وشوارعها فرحا وسعادة وفخراً بأنها هي بلد الإستضافة لعام كان يفصلها عنه مسافة 12 عاما ، وجاء العام واليوم المنشود وها هم العرب في اليوم الخامس من المونديال حيث تعيش قطر الشقيقة وكل العالم العربي عيد إستفاضة هذه النهائيات أغلى كأس في العالم ولا تنتهي هذه الفرحة إلى حين موعد المونديال القادم في كندا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وهي الدول التي سوف تستضيف كأس العالم القادم في نسخته 23 عام 2026 إن شاء الله ، وتبقى الحقيقة تقول بأنه لم يكن لأي أحد أن يتوقع أن تكون أيام المونديال بهذه الصورة الرائعة والجميلة التي نراها اليوم خاصة وأن الدولة المستضيفة لهذا التظاهرة الرياضية العالمية قد إستطاعت أن تحافظ على ثقافتها والتزامها بها لا سيما في القرارات التي كانت بموافقة الفيفا وأهمها منع تناول وتداول وبيع المشروبات الكحولية داخل الملاعب أو حولها وأن عملية شرائها وتناولها سوف يكون من خلال أماكن مخصصة ناهيكم عما تقوم به قوات الأمن وأمن الملاعب من عمل منظم بدقة متناهية ودؤوب من أجل الحفاظ على هوية هذه البلاد دون المساس بالحريات العامة أو التدخل في الميول والأهواء لمئات الآلاف من المشجعين الذين يبدو هم أيضا ملتزمون بثقافة وقانون هذا البلد وتبدو عليهم سعادة عارمة وهم يتجولون في أنحاء قطر وأماكن الفعاليات ومراكز السياحة وسعيدون أكثر بالتطبع بطبائع وزي أهل قطر الرسمي وأعتقد بأن المشاهد المتداولة هنا وهناك وباتت أوسع على نطاق عالمي بأن الثوب القطري والعقال والعتره باتو هم اللباس اليومي في أزياء المشجعين وهذا كله إنما يعطي إنطباعاً مضاعفاً بأن البطولة لم تنجح على مستوى التنظيم وإقامة المباريات ونجاح الخدمات اللوجستية فقط ، بل إن أكبر وأكثر من هذا هو ما يُرسم على خريطة مونديال 2022 في قطر في إقبال مئات الآلاف من كل أنحاء العالم على التعرف على هذه الدولة شعباً ومشهداً وأرضاً وبحراً وبراً وهذه كانت من غايات هذه البطولة التي عرّفت بصورة كبيرة عن قطر وأنها عكس ما يقال عنها في إعلام بعض الدول الغربية ألتي صورت العرب والخليجيين على أنهم متبجحين بنفطهم وثرائهم الأعمى لا يسهمون في رقي بلادهم وربما سكن أغنياؤهم قصوراً وسكن فقيرهم الخيام البالية والصحراء المقفرة لكن قطر اليوم ومعها دول الخليج أثبتوا للعالم بأن العرب فعلاً أغنياء بأخلاقهم أولاً وببشاشة وجوهم وسعة صدورهم وكرمهم ، وأنهم يمتلكون السيارات والإبل معاً ، والبيوت المريحة والخيام وبيوت الشعر معاً ، ويسكنون في المدن ويجدون راحتهم في الصحراء معاً بعد أن كانت صحفهم السوداء غبية لدرجة أن تصور لهم ما يرونه اليوم منافياً عن الصورة التي التصقت بعقولهم ، لذا فأن مونديال 2022 كان الفرصة الأكثر ثراءً بكل ما تنافى مع الصورة الخاطئة التي رسمها الكارهون للعرب ، أما بالنسبة للمشاركة العربية في هذه المنافسة فستشارك في هذه النهائيات لكأس العالم قطر 2022 أربع دول عربية في مونديال قطر من بينها الدولة المنظمة لهذا العرس الكروي العالمي ، إلى جانب السعودية ، المغرب وتونس .
قطر الشقيقة وقيادتها الحكيمة وشعبها العظيم نقول لكم حماكم الله وحفظكم وسدد على طريق الخير خطاكم المباركة .





المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات


تابعوا نبأ الأردن على