د. ماجد الخواجا يكتب: قطر حين تتجلى الأماني

{title}
نبأ الأردن -

بعيداً عن حبائل السياسة وعن تشابكات العلاقات وعن كل التحالفات والاختلافات بين الدول، وقريباً من تأملات لمشهد إنساني مفعم بالفخر والرؤية الحصيفة التي رسمت من التحديات فرصاً واعدةً وأرست على أرض الواقع مشروعاً إنسانياً حضارياً متقدماً.





هذه قطر تتجلى في أبهى حللها وأزهى مشاهدها وأعظم إنجازاتها التي تباهي العالم بها، قطر التي جعلت من صحراء شبه الجزيرة البسيطة الموغلة في الخليج العربي، مجمعاً حضارياً وبساطاً أخضر كأنها قطعة من الزمرد الخالص، تشعر بأن كل شيءٍ في مكانه الصحيح، وأن لكل شيءٍ دوره المحدد في إكمال اللوحة الوطنية الزاهية، كأنها قطعة بل لوحة فنية رسمت بحرفية عالية متمكنة من أدواتها وشغفها ومتجهة نحو غايتها برؤية واضحة لا ريبة فيها.





ليس من المبالغة القول بأن قطر راهنت على أن تحطم أية أرقام قياسية، وأن تضع بصمةً لا تمحى في كافة ما تم تنفيذه من ملاعب خيالية بالغة الدهشة والإعجاب حدّ الذهول، من بنية تحتية تضاهي فيها أرقى الدول تصنيفاً، من إعادة بناء الوعي والثقافة والسلوك لدى كل أبنائها لا بل والعاملين فيها، كأنهم نغمات لسيمفونية مجدٍ واحدة، من تسهيلات توفر للضيوف كافة أسباب الرفاهية والراحة، من استغلال أمثل للتكنولوجيا بحيث أصبح بإمكان أي كان القدوم والمغادرة عبر مطار الدوحة دون الحاجة للتعامل البشري المباشر سواء لختم جوازات السفر أو لتحديد المسارات أو لركوب السيارات أو لأية خدمات يريدها الفرد بشكل إلكتروني.





هي قطر التي استطاعت أن تعيد بناء الأرض والحجر والبشر في فترةٍ قياسيةٍ كي تقدم ما يذهل العالم بأسره، الحديث عن 220 مليار دولار تم صرفها على ما يخدم إقامة كأس العالم هو رقم غير مسبوق في تاريخ دورات كأس العالم، وربما سيفوق الرقم النهائي للإنفاق هذا بحيث تعتني قطر وتسهر على أن تحدث فرقاً وتميّزاً لا يجارى ولا يبارى.





نعم قطر خير من قدّم صورةً زاهيةً للعرب، قدمت حكايةً ترويها الأجيال بأن العزيمة والإرادة إذا ما اقترنتا بالموارد والرؤية الحصيفة، سينتج عنها أجمل الروايات والحكايات الخالدة.





لحظات وتبدأ أغلى وأجمل وأروع دورات كأس العالم لكرة القادم في قطر 2022، سنشاهد جماليات ساحرة تأسر القلوب والوجدان والعقول، سنشاهد ملاعب خارقة للمألوف في فخامتها وجودتها وروعة تفاصيلها. سنشاهد لوحات فنية في كل مباراة وكأنها تسطّر جداريات من فرح.





لحظات ونشاهد أن كل من في قطر يقوم بدورٍ محددٍ بحبٍّ له، قطر يليق بها أن نطلق عليها ساحرة العرب.





الحديث عن احتمالية توافد 1,200 مليون زائر إلى قطر أثناء دورة كأس العالم، لكن الحقيقة تؤكد أن 8 مليارات من البشر ستكون قلوبهم ومشاعرهم وإعجاباتهم متجهة إلى قطر. نبارك ونفتخر ونزهو بإنجازات قطر 2022.


تابعوا نبأ الأردن على