بلال حسن التل يكتب: عن الاعلام ومؤتمراته

{title}
نبأ الأردن -

يزدحم الفضاء الأردني هذه الأيام على وجه الخصوص، بالكثير من المؤتمرات والندوات حول الإعلام وتدريب الإعلاميين ،وبالتدقيق في هذه المؤتمرات والندوات نلاحظ الغياب الرسمي أو الحضور الخجول والمجامل للرسمي في هذه الندوات والمؤتمرات ،بينما تفوح رائحة التمويل الأجنبي من الكثير من هذه المؤتمرات وورش التدريب وهنا مكمن الخطر، ذلك أن الإعلام هو من أهم مكونات القوة الناعمة للدولة أية دولة،وهو كذلك من أهم قنوات حضورها على الساحة الدولية، كم أنه أهم أدوات بناء الرأي والرأي العام وتوجيهه والتحكم به، ويكفي هنا التذكير بأن من أهم أسباب قوة الحركة الصهيونية وسيطرتها على الرأي العام العالمي ومن ثم قرار الكثير من القوى الدولية هو سيطرتها على وسائل لإعلام العالمي وتسخيرها للتأثير على قرارات الدول ومواقفها ،ومن ثم الإنحياز للباطل الصهيوني.
لقد انتبهت دول العالم لأهمية الإعلام فحرصت على أن لا تفرط بإعلامها ولا تسلم قياده لغير المخلصيين من أبنائها،خاصة بعد دخول الإعلام عصر الرقمنة و تعاظم دوره، إلى درجة القدرة على إحداث الفوضى وصولا إلى تغير أنظمة الحكم ،وقد قدم ما سمي بالربيع العربي أكثر من دليل على هذه القدرة للإعلام في أكثر من عاصمة عربية،ونتيجة لتعاظم دور الإعلام وخاصة الرقمي منه ومنه وسائل التواصل الاجتماعي ،التي حولت كل مواطن إلى إعلامي،صار الخبراء الاستراتيجيون يتحدثون عن الجيلين الرابع والخامس من الحروب ،حيث صار الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي من أهم وسائل تدمير المجتمعات وتوهين الدول دون إراقة دماء ،بل من خلال الحرب الإلكترونية التي يتم فيها تحيد دور الجيوش التقليدية،لتحل محلها غرف سوداء تحرك جيوش من الذباب الإلكتروني عبر الإعلام الرقمي لإنهاك الدولة المستهدفة ومجتمعها.
لقد عشنا في الأردن جولة من الحرب الإلكترونية وهي في أساسها حرب قيم ومفاهيم سلاحها الرئيس الإعلام وذخيرتها الإشاعات ،لذلك كله علينا الإنتباه لمنظومة إعلامنا الوطني والرقمي منه بالذات،ومايجري حوله للسيطرة عليه وتوجيهه،من خلال السيطرة على العاملين به وتوجيههم من خلال مؤتمر هنا وورشة عمل هناك،وأشياء آخر في مكان ثالث


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير