دراسة : هذه عوامل العنف الرياضي
نبأ الأردن-
في العوامل الاجتماعية والرياضية غير النفسية تتشابه مفردات الحرب مع مفردات الرياضة: ففي الجيش يوجد دفاع وهجوم ، وحراسة ،وجناح أيسر وآخر أيمن! وهناك دفاع متقدم وهناك هجوم متراجع، وهناك تسلّل خلف خطوط العدو، وهناك إصابات وخداع، وهناك وطن وعلم…الخ! أليست هذه مفردات الملعب نفسها؟ ألا يسمّون الفريق بكتيبة المدرب؟ألم يربطوا الكرامة الوطنية وعلم الوطن ونشيده بأداء اللاعبين؟وليقل اي أحدٌ كيف نفسر فوز الفريق وخسارته بالكرامة الوطنية؟
في الدراسات السيكولوجية غير الشائعة لدى الإعلام الرياضي أو اللاعبين أو رؤساء الأندية إنّ عوامل العنف تزداد وتتناقص وفق المتغيرات الآتية:
المسافة، حيث تقل الاحتكاكات بين اللاعبين إذا زادت المسافة، وتباعد اللاعبون، ففي كرة الطاولة، والطائرة والريشة يندر العنف! ، بينما يزداد في المصارعة والملاكمة والتحامات كرة القدم الأميركية والعالمية.انفصال اللاعبين تمامًا ينهي إمكان وجود العنف، ففي السباحة لكل سابحٍ مسار، وفي الجمباز يحتل المتسابق المضمار وحده، كذلك في ألعاب القوى والجولف ، بينما يزداد العنف بتشابك اللاعبين. فالألعاب المنفصلة أو المتمايزة لا تعطي اللاعب فرصة لممارسة العنف.وجود أدوات بيد اللاعب تقلل فرص العنف، فالمصارع يلعب بجسمه وبيديه دون أداة، وكذلك الملاكم، ولاعب الكراتية وسائر ألعاب"الدفاع عن النفس" حيث العدوان مشروع! بينما تقلل وجود الأداة كثيرًا من العنف! فوجود الكرة مثلًا تبعد اللاعب عن استخدام جسمه في النزال، فهو متوجِّهٌ نحو الكرة أو الأداة، فالكرة أداة رمزية، أما وجود السيف في المبارزة ،حيث السيف أداة"شبه حقيقية فإن العنف أقل ممّا لو كان السيف حقيقيًا، و لذلك نقول وجود الأداة يقلل العنف من عدم وجودها.المدة من العوامل المؤثرة أيضًا، ففي المباريات الطويلة يشعر اللاعبون بالإنهاك وتضعف مهاراتهم، فيلجأون إلى العنف، كما يحدث في مباريات كرة القدم في نهايتها أو عند تمديدها. وقد يكون قصر المدة سببًا في العنف حيث يفرض الوقت نفسه على اللاعب ويلجأ للعنف من أجل فوز سريع، وهذا ما يفسر رغبة الملاكمين بالفوز بالضربة القاضية!بينما يقل العنف في المباريات غير الطويلة وغير القصيرة: كرة الطاولة ، السلة، كرة اليد!يتأثر العنف بحجم أداة اللعب'، ففي كرة الريشة وكرة الطاولة، وكرة التنس يقل العنف كثيرًا عن اللعب بالأداة الكبيرة مثل كرة السلة وكرة القدم، والسيف.ويزداد العنف بنقص المسافة بين اللاعبين، فأي التحام قد يغري اللاعب القوي بإلحاق الأذى بالأضعف. ففي كرة القدم تؤثر مساحة الملعب على تقليل الالتحام بين اللاعبين!ويتأثر العنف بوضع اللاعب، فاللاعب الجالس أقل عنفًا من اللاعب المتحرك! كما أن اللاعب السابح يكون في حالة نقصان الوزن فيقل ميله للعنف.
هذه عوامل لم أسمعها من رياضيين! وسمعت بعضها من د. بلال جيوسي في ورقة بحثية قدمها إلى مؤتمر العنف سنة 2000م، الذي عقدته وزارة الشباب حين كان لدينا وزارة، وبالتعاون مع اللجنة الأولمبية حين كنا نهتم .
ملاحظة:
كتبت خمس مقالات عن العنف وكتب غيري، لكنني لم ألاحظ مشروعات من الهيئات المسؤولة! ربما لأنهم يرون عدم وجود عنف إلّا فئة قليلة مندسِّة، أو ربما أنهم يرون الحل أمنيًا!!