مطالب بمهارب نجاة في نزول العدسية
نبأ الأردن- رغم المطالب المستمرة منذ سنوات بإنشاء مهارب نجاة على طريق العدسية البحر الميت، إلا أن تلك المطالب لم تلق استجابة حتى الآن، ليبقى الطريق الذي يتميز بانحدار شديد، شاهدا على تكرار حوادث مرورية كارثية، أودت بحياة العشرات وخلفت مئات الإصابات بين مواطنين وسائقين.
الطريق شهد خلال الأسبوع الماضي حادثي تدهور لشاحنتين، إحداهما محملة بالعصير والأخرى بالأخشاب، وتسببتا بأضرار كبيرة بالطريق وإغلاقه لفترة بينما لم تسجل أي إصابات، في حين شهد نزول العدسية خلال السنوات الماضية حوادث كارثية أهمها تدهور باص المعتمرين عام 2014 والذي أودى بحياة 17 معتمرا وإصابة العشرات وغيره من الحوادث المرورية المروعة.
ويبين عدد من سائقي الشاحنات ان طريق العدسية البحر الميت يعتبر الشريان الرئيس للنقل بين الأردن وفلسطين ومعظمها حمولات ثقيلة، لافتين إلى ان الانحدار الشديد للمسرب المتجه من عمان إلى الاغوار يشكل مصدر قلق ورعبا للسائقين، خوفا من فقدانهم للكوابح أو السيطرة على المركبة، الامر الذي قد يؤدي إلى حوادث كارثية.
ويبين السائق خالد النواجي أن الطريق يضم عددا من المنعطفات والمنحدرات الخطرة التي تسببت بعشرات الحوادث الكارثية على مدى السنوات الماضية، موضحا أن غالبية هذه الحوادث ناتجة عن فقدان المركبات للكوابح نتيجة تسارعها اثناء نزولها هذه المنحدرات، الأمر الذي يتسبب بفقدان السائقين السيطرة عليها.
ويضيف أن سائقي هذه الشاحنات لا يجدون أي مفر من الاصطدام بالمركبات التي أمامهم أو بالجزيرة الوسطية وأعمدة الانارة خاصة وأن الطريق يحده واد سحيق قبل الوصول إلى نقطة سطح البحر، مشيرين إلى أن غالبية الحوادث يمكن تفاديها بعد هذه النقطة بوجود مناطق رملية مفتوحة يمكن للسائقين توجيه مركباتهم إليها وفقا ليومية الغد .
ويؤكد السائق محمد علي أن الطريق من منطقة ناعور وحتى مفترق الشونة الجنوبية يشكل خطورة بالغة على مستخدميه لخلوه من المهارب التي يلجأ إليها سائقو الشاحنات، في حال فقدان السيطرة على مركباتهم، مبينا أن معظم جوانب الطريق عبارة عن أودية سحيقة وبعضها الآخر مناطق وعرة.
ويضيف “رغم ان معظم السائقين من ذوي الخبرة والمعرفة بالطريق إلا أن جغرافية المنطقة وانحدارها تثير الخوف والفزع في نفوسهم”، لافتا إلى “أن الخطورة تكمن في أن بعض سائقي الشاحنات وخاصة حديثي الخبرة يقومون باستخدام كوابح السيارة بصورة متكررة ما يؤدي إلى فقدان الكوابح وتسارع السيارة بصورة جنونية يصعب ايقافها او التخفيف من سرعتها ما يضطرهم إلى الاصطدام بأي شيء في محاولة لإيقافها”.
ويؤكد سائق الشاحنة احمد يوسف “أنه لا يوجد خيارات أمام السائقين الذين يفقدون السيطرة على مركباتهم نتيجة فقدان كوابح الشاحنة أو زيادة تسارع حركتها اثناء النزول ما يضطرهم في بعض الاحيان إلى المجازفة بتحول مسارها إلى المسرب الاخر أو القفز منها وفي كلتا الحالتين فانه لا يمكن تخيل ما قد يحدث”.
ويوجه سائقون انتقادات للجهات المعنية لعدم استجابتها حتى الآن بإنشاء مهارب نجاة رغم المطالبات المتكررة والحوادث المريعة التي تحدث بشكل مستمر كل عام، ورغم ان خطورة الوضع لا تخفى على أحد من مستخدمي الطريق الذي تستخدمه آلاف الشاحنات يوميا، مؤكدين أن معظم هذه الحوادث يمكن استدراكها بوجود مهارب نجاة