مروان العمد يكتب: فضفضة / الحلقة العاشرة

{title}
نبأ الأردن -

وصلت في نهاية الحلقة السابقة الى ما قاله الرئيس الامريكي جو بايدن عشية سفره الى للسعودية ( ان زيارتي هذه لا تتعلق بالطاقة او النفط ، وانما تتعلق بالامن القومي الإسرائيلي ) .





قد يكون قال ذلك لتبرير زيارته للسعودية ، بعد هجومه الشديد عليها ، وعلى ولي عهدها على خلفية مصرع الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول ، حيث قال ان السعودية يجب ان تكون دولة منبوذة ، وموجهاً اتهاماته لولي العهد السعودي بأنه هو من كان يقف وراء عملية الاغتيال هذه ، وانه من امر بتنفيذها ، متعهداً بعدم وضع يده في يده .





ولكن هل يبرر ذلك ان يقول وبكل تلك الصراحة بأن زيارته تتعلق بالامن القومي الإسرائيلي ؟





وان يكون ذلك عشية زيارته للضفة الغربية ،وللمملكة العربية السعودية ، و قبل انعقاد قمة جدة التي حضرها بايدن بنفسه بالاضافة الى زعماء دول الخليج الست ، والاردن ومصر والعراق ، والتي عقدت في سياق استراتيجية امريكية هدفها انهاء الحروب في المنطقة عن طريق الدبلوماسية وتحقيق الاستقرار و السلام فيها ، والتي اشيع انه الهدف منها تشكيل ناتو عربي او شرق اوسطي ، وعلى غرار حلف شمال الاطلسي / الناتو .





وما قيل عن تشكيل منظومة صاروخية جوية إسرائيلية عربية ، وتوقيع اتفاق دفاع مشترك يجمع هذه الدول مع إسرائيل ، وذلك بحجة التصدي للخطر الايراني ؟. وياليت الامر توقف عند ذلك الحد .





فقد قال بايدن غداة وصوله الى اسرائيل في يوم الاربعاء الموافق 13 / 7 / 2022 بانه شعر وكأنه عاد الى بلده .





وبانه صهيوني وانه ليس من الضروري ان يكون يهوديا حتى يكون صهيونياً .





وتعهد بايدن بضمان امن إسرائيل كدولة يهودية ، واكد انه لا تراجع عن الاعتراف بالقدس كعاصمة موحدة وتاريخية وابدية للشعب اليهودي ، ( كما منحها لهم الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر ).





كما وعد بتعزيز العلاقات مع إسرائيل على نحو اكبر .





وأكد التزام اميركا بأمن إسرائيل ومواصلة العمل معها من اجل تعزيز منظومتها الدفاعية ، بما في ذلك القبة الحديدية ، وضمان تفوق إسرائيل على جميع الدول العربية .





وتعهد بمواصلة العمل المشترك من اجل مكافحة معاداة السامية .





كما قال ان الولايات المتحدة ستعود الى الشرق الاوسط لان الفراغ الذي تركته بانسحابها منه اعاد الصين وروسيا الى المنطقة .





كما قال انني قادم من اجل دمج إسرائيل امنياً واستخباراتياً في الاقليم .





وقال ان الاتفاق المرتقب مع إسرائيل سيوسع العلاقات الامنية طويلة المدى معها ، ويضمن عدم السماح لايران في امتلاك سلاح نووي والتصدي لانشطتها المزعزعة للاستقرار وخاصة ضد إسرائيل .





ورحب بقرار السعودية بفتح مجالها الجوي امام جميع الدول بما فيها إسرائيل .





وقال ان الاردن سوف يستمر باعمال الوصاية على المقدسات الدينية في القدس . واننا ندعم اتفاقات إبراهام ، لانها ترسخ وجود إسرائيل وان تبقى دولة يهودية مستقلة لحماية يهود العالم .





وفي اليوم التالي ، الخميس الموافق 14 / 7 / 2022 وقع الرئيس الامريكي ، و رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد اعلان القدس بشأن الشراكة بينهما . وسوف استعرض هذا الاعلان بشكل موسع لاهميته ، ولما تضمنه من نقاط تبين اهداف زيارة بايدن لإسرائيل والمنطقة .





وفي بداية الاعلان ، اكد الطرفان على الروابط غير القابلة للكسر بينهما والتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل . كما اكد البلدان ان الشراكة الإستراتيجية بينهما تقوم على اساس متين من القيم المشتركة ، وان هذه القيم المشتركة هي التزام ثابت بالديمقراطية وسيادة القانون .





وانه وتماشياً مع هذه العلاقة تؤكد الولايات المتحدة الالتزام الراسخ بأمن إسرائيل والحفاظ على تقدمها العسكري النوعي ، كما تؤكد الولايات المتحدة على التزامها الثابت بالحفاظ على قدرة إسرائيل على ردع اعدائها وتعزيزها للدفاع عن نفسها ضد اي تهديد .





وتؤكد الولايات المتحدة بأن هذه الالتزامات مقدسة من الحزبين ، وانها ليست التزامات اخلاقية فحسب ، بل هي التزامات استراتيجية ذات اهمية حيوية للامن القومي للولايات المتحدة .





كما ورد في الاعلان ان الولايات المتحدة تؤكد الالتزام بعدم السماح لايران مطلقاً بامتلاك السلاح النووي ، وانها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان ذلك .





كم تؤكد التزامهما بالعمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة الخطر الإيراني والتنظيمات الارهابية المدفوعة منها مثل حركة حماس والجهاد الإسلامي ، وانه لا يوجد افضل من الدعم الثابت للولايات المتحدة لامن إسرائيل من مذكرات التفاهم غير المسبوقة بشأن المساعدات الامنية التي وقعتها الادارات الاميركية المتعاقبة على مدى العقود الماضية .





وجاء في الاعلان ان الولايات المتحدة تدعم وبقوة تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التاريخية المالية والبالغة 38 مليار دولار لإسرائيل .





بالاضافة لتقديم مساعدة دفاعية صاروخية اضافية تتجاوز مستوى مذكرة التفاهم ، بسبب الاعمال العدائية التي تقوم بها حركة حماس ، وعلى تقديم مليار دولار اضافي لهذه الغاية .





علاوة على ذلك تعرب الدولتان عن حماسهما للمضي في الشراكة الدفاعية بينهما من خلال التعاون في تقنيات الدفاع المتطورة ، مثل انظمة اسلحة الليزر عالية الطاقة ، للدفاع عن سماء إسرائيل .





وتشكر إسرائيل الولايات المتحدة على دعمها المستمر والواسع لتعميق وتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية وتؤكد الدولتان أن اتفاقات السلام والتطبيع التي ابرمتها إسرائيل مع دولة الامارات والبحرين والمغرب تشكل إضافة مهمة لمعاهدات السلام بين إسرائيل ومصر والاردن .





وانها كلها مهمة للاستقرار والازدهار في المنطقة .





كما اشاد الاعلان بقمة النقب التاريخية والتي جمعت وزراء خارجية مصر ودولة الإمارات ومملكة البحرين والمغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، واجتماع المنامة الذي سبقها .





كما رحب الاعلان بزيارة بايدن لإسرائيل ، وزيارته المرتقبة للملكة العربية السعودية بهدف بناء هيكل إقليمي قوي لتعميق العلاقات بين إسرائيل وجميع شركائها الإقليميين ، ودفع التكامل الإقليمي لإسرائيل وتوسيع دائرة السلام لتشمل المزيد من الدول العربية والاسلامية .





وتؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل انهما سوف يواصلان جهودهما لمحاربة الدعوات لمقاطعة إسرائيل أو نزع الشرعية عنها ،. او انكار حقها في الدفاع عن نفسها .





وسوف يستخدمان الادوات المتاحة لمحاربة كل مصدر لمعاداة السامية ، ويعربان عن قلقهما ازاء التصاعد العالمي لمعاداة السامية . وانهما سوف يستخدمان كل امكانياتهما لمحاربة ذلك .





وجاء في الاعلان يأن الولايات المتحدة تفخر بالوقوف الى جانب إسرائيل اليهودية والديمقراطية ، ومع شعبها الذي تعد شجاعته الغير مألوفة ، ومرونته وروح الابتكار عنده ، مصدر الهام للكثيرين في العالم .





وجاء في نهاية الاعلان أن الولايات المتحدة ملتزمة بمواصلة مناقشة التحديات والفرص في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية .





وانها تدين سلسلة الهجمات الإرهابية المؤسفة ضد المواطنين الإسرائيليين في الاشهر الاخيرة ، وضرورة مواجهة القوى المتطرفة مثل حركة حماس التي تسعى إلى تأجيج التوتر والتحريض على العنف والارهاب .





ونص البيان على تأكيد بايدن على حل الدولتين وان الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية لتحقيق هذا الهدف ، والالتزام بالمبادرات التي تعزز الاقتصاد الفلسطيني ، وتحسين حياة الفلسطينيين .





الا انه لم يتحدث عن حق الفلسطينيين بالعودة او التعويض . هذا ما قاله بايدن خلال زيارته لإسرائيل وما اعلن عنه ومن دون تعليق ولا تحليل ولا تفسير ، فالمفسر لا يفسر ، فهل يمكن بعد ذلك ان يلعب دور الوسيط النزيه بين إسرائيل والفلسطينيين ؟ او بينها وبين الدول العربية ؟ ثم ماذا عما قاله واعلن عنه لدى زيارته للضفة الغربية .





مروان العمد


تابعوا نبأ الأردن على