حمادة فراعنة يكتب: نعم هي فلسطين

{title}
نبأ الأردن -

نعم هي فلسطين، كما هي سوريا ولبنان والعراق وتونس والجزائر، وهي ليست بلا هوية، بلا عنوان، بل لها هوية قبل أن تعمل المستعمرة على تغيير اسمها، وبعد أن حاولت، انصفها المجتمع الدولي بأغلبية 138 دولة اعترفوا باسم فلسطين، ودولة فلسطين، وقبولها دولة مراقب يوم 29/11/2012، من خلال قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد اعترض على القرار ورفضه 10 دول، تصوروا 10 دول فقط برئاسة الولايات المتحدة والمستعمرة اعترضوا من بين 193 دولة عدد أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة.





هي فلسطين كانت وستبقى، بعد أن حاولوا تغيير اسمها و سعوا إلى تغييبها عن الخارطة الدولية، ولكن نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته وقيادته منظمة التحرير، أعادت للفلسطينيين حضورهم السياسي على خارطة المشهد الدولي، وتعززت في خطوة الرئيس الراحل ياسر عرفات، اعتماداً على نتائج الانتفاضة الأولى 1987، واتفاق أوسلو 1993، بنقل العنوان الفلسطيني من المنفى إلى الوطن، وولادة السلطة كمقدمة لقيام الدولة المستقلة على جزء من الوطن الفلسطيني.





شارون أعاد احتلال المدن الفلسطينية في آذار 2002، التي سبق وانحسر عنها الاحتلال باستثناء القدس والخليل، وعادت سلطة الاحتلال إلى فرض سيطرتها وتسلطها على كامل خارطة فلسطين ومدنها، وتم إحباط الخطوات التدريجية المتفق عليها لإنحسار الاحتلال عن أراضي فلسطين المحتلة عام 1967، وهكذا تم إفشال مشروع التسوية، والوصول إلى الطريق المسدود، وإغلاق الأفق السياسي نحو أي تسوية واقعية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بسبب : أولاً ضعف أداء وفعل الفصائل الكفاحي، وهيمنة سياسة الاستئثار لدى الفصيلين فتح وحماس، بما يتوفر لديهما من سلطة، وثانيا بسبب هيمنة اليمين واليمين الإسرائيلي المتطرف على مؤسسات المستعمرة وتمسكهم الصارم بـ: 1- القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، 2- وان الضفة الفلسطينية، ليست فلسطينية، ليست أردنية، ليست عربية، ليست محتلة، بل هي يهودا والسامرة كجزء من خارطة المستعمرة، تم تحريرها عام 1967.





فلسطين قضية الفلسطينيين، كما هي لبنان قضية اللبنانيين، والسودان للسودانيين، والكويت للكويتيين، والاردن قضيتنا كأردنيين، و هذا لا يلغي دعم العرب كل العرب، والمسلمين كل المسلمين، والمسيحيين كل المسيحيين، وجميع مؤيدي الحرية والكرامة في العالم، لا يلغي دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني نحو استعادة كامل حقوقه في العودة والاستقلال، على أرض وطنه فلسطين.





ليس مفهوماً، وليس ضرورة، وليس مطلوباً إلغاء هوية النضال الوطني الفلسطيني بإطلاق أوصاف قومية أو إسلامية أو مسيحية، على القضية الفلسطينية، حتى ينخرط العرب والمسلمون والمسيحيون، بالنضال أو بالدعم المباشر للشعب الفلسطيني حتى ينتصر.





الجزائريون لم يلغوا هويتهم حتى ينتصروا، والفيتناميون لم يتنازلوا عن هويتهم حتى تدعمهم الصين وروسيا وينتصروا، بل تمسكوا بهوياتهم الوطنية وحققوا الانتصار على أعداء أوطانهم وشعوبهم.





المغاربة في موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس، من أكثر الشعوب إنحيازاً لفلسطين وهم من العرب والأمازيغ، وشعوب البلدان الإسلامية ماليزيا واندونيسيا ونيجيريا والباكستان، لا يقلوا إنحيازاً ودعماً سياسياً ومبدئياً للشعب الفلسطيني، بدون أن يتنازل الفلسطينيون عن هويتهم الوطنية، لأن نقيض المستعمرة ومشروعها، هو الشعب الفلسطيني وسيبقى، حتى يندحر مشروع المستعمرة وتتم هزيمته ، وينتصر الشعب الفلسطيني وقضيته.


تابعوا نبأ الأردن على