بشير المومني يكتب: استعدوا لحكم .. ( الاسلاميون ) ..

{title}
نبأ الأردن -





لدينا نظام يمكننا وصفه ( بالداهية ) فهو سليل مدرسة تاريخية وليس وليد صدفة ويعرف تماما ما الذي يريده .. من أين تؤكل الكتف .. يعمل اليوم على توسيع نطاق ( الهوامش ) التي اتيحت للعب التنظيمات لتنتقل الى مفهوم ( المشاركة ) .. بالسابق كانت تقوم مؤسسات وشخصيات ضمن مفهوم ( المكونات الاجتماعية ) بهذا العبء ( المشاركة ) واليوم سيتم تغيير احجار الشطرنج باتجاه ( المكونات السياسية ) .. تاريخيا لم يمارس الهاشميون فن الحكم كغيرهم .. مارسوا فن القيادة وهم بذلك ( قادة لا ملوك ) .. اصلا هم لا يحتاجون الى الحكم فلقد قدموا انفسهم تاريخيا بمفهوم ( القادة ) .. القائد لا ينحدر لمستوى الصراع ولا يجوز ان يكون جزء منه .. لكنه بالتأكيد يتفاعل معه .. و .. يوجهه ! البعض يريدهم كذلك .. جزء من الصراع ..





الاسلاميون تحديدا .. خير من يلتقط الاشارة .. مبكرا .. وكتنظيم دولي هم خير من قدم نفسه تاريخيا كبيدق ورضي ان يكون ضمن نطاق رقعة الشطرنج .. يفهم قواعد اللعبة وما هو مطلوب ويؤدي الدور بحرفية .. حتى انهم يعرفون تماما انهم في مرحلة ما سيُستهلكون ويسقطون ! .. مشكلتهم التاريخية ليست في تحقيق الشعبية ولا اكتساح الجماهير .. تأليبها على الانظمة .. ولا حتى في الوصول لمستويات القرار .. ابدا .. بل في المحافظة على موقع اتخاذ القرار .. في الاردن يريدون تجربة مختلفة .. تقوم على فكرة المشاركة لا المغالبة .. صناعة حلفاء التجربة ومرحلة العبء .. والمشروع .. هل الذهنية والنفسية وانماط التفكير الدوغماستئصالية سيكون لها رأي مختلف !!؟؟ لا أدري .. لكن ارجح ذلك .. هذه العقلية والانماط والنفسية هي التي صعدت بهم للحكم في اكثر من دولة .. هي نفسها لا غيرها ما اسقطهم .. هل ستكون التجربة الاردنية فريدة !!؟؟ على اي حال من يريد ان يحكم عليه ان يقدم اوراق اعتماده ..





منظومة ( التحمل التاريخي ) من مؤسسات راسخة لدينا تقرر لها التراجع خطوة الى الخلف لافساح المجال للمكونات السياسية .. حتى انه جرى تحصينها وتحويطها دستوريا من تأثيرات اقتحام الحزبي للمشهد .. على الجهة المقابلة هنالك مجموعة من البسطاء لا زالوا بالشارع او .. سيبقون بالشارع .. لا يهم .. لكن دائما هنالك ساذج ما له وظيفة محددة هو نفسه .. قد .. لا يعرفها !! .. وظيفة هؤلاء ( الاحرار .. المناضلون .. النشطاء .. السوشاليون .. سمهم ما شئت ) في صناعة المشهد القادم هو معارضة المعارضة التي ستحمل وتتحمل شعبيا مشهد اتخاذ القرار من الرابع .. المؤسسات الراسخة لدينا تعمل بعبقرية استراتيجية .. نفس من احترف الهتاف .. الصياح بالشارع .. سيصيح ويهتف غدا .. لقد تشكلت ثقافات الاسقاط بالحدود المرسومة لها .. التحول من ملكية كلاسيكية الى ملكية حزبية مهمة شاقة عالية المحاذير .. يسقط فيها تاليا من لا يستطيع تحقيق مفهوم الملكية الشعبية وتطبيق البرامج ..





على الجانب الاخر من الصدع الأردني .. تحت الرصد .. المتابعة .. التحليل .. والاجراء .. محيط عدائي .. يدرك ما يحصل وسيحصل في الاردن من تغيرات .. لا يريد لهذه الانماط أن تتسرب الى المنسوب الشعبي لديه .. او المستوى السياسي من لزوم مرور اجباري في نفق التعامل مع حكومة .. اخوانية مثلا .. تقود المشهد في دولة حساسة جيوسياسيا .. هنا نفهم لماذا لم يتم حظر تنظيم الاخوان لدينا .. عبر التاريخ .. دائما .. اي تغيير في الأدوات الاردنية لمنظومة اتخاذ القرار كان ينظر اليها بعين الشك .. القلق .. والرعب ايضا .. هم محقون في ذلك .. سيتأثرون .. لذلك .. هم الآن يعملون على محاولة التدخل والتأثير .. في أي مرحلة انتقالية بين مشروعي حكم ينشأ سلسلة اختلالات .. يريدون تحويلها لفوضى .. في عملية اسقاط مبكرة للمشروع الجديد الذي يشعرون بتهديداته .. او حتى الشراكة فيه وصناعة محتواهم ودعم تنظيماتهم .. هنا .. نفهم شراسة الاجهزة عند اللزوم .. برسالة مفادها .. سنمرر مشروعنا ..





على الهامش .. اصاب بالذهول .. عندما اقرأ لبعض الكتّاب وارى تصريحات النخبويين !!! لا اعتقد ان وظيفتهم تسطيح المشهد او تسخيف المرحلة .. هم ببساطة .. اخفقوا في عمليات الادراك والتحليل .. قد نتقبل فكرة إشغال بعض المجاميع في التفاصيل البسيطة ونثريات الحاجة .. لكن ان ينشغل سياسي حزبي محترف او نخبوي مثقف او كاتب متابع في هذه المرحلة بجزئية من جزئية تعميه عن الصورة الكلية .. هذا خلل بنيوي في التفكير يتوجب اعادة برمجته .. منظومة السيطرة والقيادة قامت بحرق المرحلة .. لقد انتهت بكل ما فيها .. لا اريد الدخول في تفاصيل غير منتجة وغير مفيدة لكن اعطي خلاصات .. ( السيستم ) صنع الادوات .. الاسلاميون سيلتقطونها .. هذه مهمتهم .. وهذا ما يبرعون به .. لكن هنا نستطيع فهم رعبهم من امكانية انقطاع سلسلة التزويد المالي والبشري لديهم من جمعيات ومراكز .. قانون حقوق الطفل .. جمعيات تحفيظ القرآن .. جمعية المركز الاسلامي .. هي نماذج .. حية .. تسعى .. ومن ثم .. كيف تجري المفاوضات .. العميقة .. للبقاء الوجودي .. الآن .. وبجميع الاحوال .. لم يعد منتجا ترديد اسطوانة الفساد والاستبداد فلقد ادت هذه الاسطوانة مهمتها .. لقد اصبح ذلك طرحا سطحيا .. لقد جرى الانتقال للدور التالي .. ان تبقى عالقا في نطاق هذه الاسطوانة .. التي اصبحت من الماضي .. هذه مشكلتك .. الآن هنالك من التقط مفردات ومتطلبات المرحلة .. وبقيت انت محشورا عالقا بالماضي !! .. شئت أم أبيت .. أينما اصطففت .. انت الآن جزء من المنظومة .. فاختر مكانك فيها ..






تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير