ميسر السردية تكتب: الحمد لله أنني لست أبو أحمد

{title}
نبأ الأردن -


ما أن انطلقت تكسي ابو أحمد الذي ظلل ناحيته بقطعة كرتون صغيرة حتى بدأ فحيح الحم يلهب وجهي.. شايفه شلون الجو.. هاليومين لما أفضى ناوي أصلح الكندشن.. لا عادي ليش طول عمرنا عايشين بكندشنات.. ولا يهمك..أدري أنه يخرج من الصباح يلتقط رزقته و أن لا مجال لإصلاح الكندشن، الجاي على قد اللي رايح، وملحوق كمان ..قد لا يصدق زبائن المواصلات أن أبا أحمد - بعدما توفيت زوجته- يقوم بتنظيف البيت والطهي لأولاده عندما يعود ليلا ، مرات عديدة طرقت شباكه وكان قد غلبته غفوة أثناء دخولي مكان ما وهو ينتظر عودتي كي نكمل المشوار.
كنت افكر والتكسي تصعد وتهبط الطرقات مارة بإساكانات جديدة قيد الإنشاء بهولاء العمال الذين يعتلون أسطحها تحت وقر الحر.. مالذي سينقص أو يزيد لو أن المقاول منحهم إجازة لثلاثة أيام حتى تمر موجة ارتفاع الحرارة هذه؟!
سينقص بالتأكيد خبز عيالهم، فلن تكون الإجازة مدفوعة الإجر، سينقص الوقت الذي يتسابق معه المقاول كي ينتقل لبناء إسكانات جديدة تضيف لهذه المدينة التي تحولت إلى كبسولة بشرية مشوهة الملامح بحيث بدأت أقرب ما يكون لبُكس بولسترين متناثرة في كل الإتجاهات.
فكرت بنعمة الله الذي خلقني أنثى.. سأعود بعد قليل إلى البيت، بعد هذا المشوار الطارىء.. الحمد لله أنني لست رجلا.. لو كان ذلك، فقد تجبرني الظروف لأعمل في البناء صيفاً شتاءً.. أو قد أقَود حافلة من طلعة الشمس لمغيبها.. أو غيرها مما لن أحتمل.. الحمد لله أنني لست أبو أحمد…


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير