د. ماجد الخواجا يكتب: حرب على أوكار المخدرات وجحورييها

{title}
نبأ الأردن -

تعتبر مكافحة المخدرات هي الحرب الوحيدة المتفق عليها بين الدول والشعوب، فهي حرب على أقذر تجارة سوداء يمكن أن يتخيلها عقل إنسان، حرب على من ليس فقط يفسدون الحرث والنسل، بل يقتلون كل قيمة ومعنى إنساني، حرب على أكبر تحالف للشر في العالم عابر للحدود والسيادة والدول.
ووفقاً لتقرير المخدرات العالمي الصادر في شهر أذار 2022 ، فقد تبين أن 275 مليون إنسان تعاطوا المخدرات ويشكلون ما نسبته 5% من عدد السكان تقريباً، وبزيادة 22% عما كانت عليه في سنة 2010، مع زيادة أكبر في الدول النامية، فيما كان القنب هو الأكثر تداولا وتعاطيا حيث هناك 200 مليون شخص يتناول هذا المخدر، وزاد عدد الوفيات بسبب التعاطي بنسبة 41%.
إن الإتجار بالمخدرات يرتبط عضويا في التدفقات المالية غير المشروعة حيث استفادت هذه التجارة من التكنولوجيا واستخدام الإنترنت والبطاقات الذكية في التحويلات المالية وحركة المال غير المشروع.
تعتبر تجارة المخدرات بمثابة دورة اقتصادية متكاملة، تبدأ بالزراعة والإنتاج والصنع والنقل والتوزيع والبيع وإعادة تدوير الإيرادات، وقد ساهمت جائحة كوفيد – 19 في زيادة حجم التجارة والترويج والتعاطي للمخدرات، كما أن الفساد الإداري في عديد من دول العالم ساهم وما زال في تسهيل عمليات الدورة الإقتصادية للمخدرات. وهناك استنزاف للموارد المالية للدول النامية حيث تغادر مئات البلايين من الدولارات تلك البلدان في دورة المخدرات الاقتصادية.
لقد عانى الأردن من تنامي ظاهرة الإتجار والترويج والتعاطي في السنين القليلة الماضية، ولم يعد كما كنا نتغنى أنه دولة ممر لا دولة مقر، وهذا يعود للحروب الدائرة في محيط الأردن وعدم ضبط الحدود من طرف الدول المجاورة، لا بل هناك أقوال أن ما يجري يتم تحت عين وربما رضا الميليشيات التي تتحكم في الجغرافيا هناك.
حين زرنا قبل فترة إدارة مكافحة المخدرات والتقينا لساعات بمديرها العقيد إحسان القضاة وكوادرها النشامى، هالنا ما سمعناه من أرقام وإحصائيات تبين حجم وطبيعة التحدي الواقع على أكتاف هذه الدائرة التي تواصل الليل بالنهار في سبيل الحد من انتشار المخدرات والترويج والإتجار بها، لأنه لم يثبت لدولة في العالم أنها تمكنت من القضاء تماما على المخدرات، لا بل هناك دول في أوروبا سمحت بتقنين تعاطي الحشيش ضمن محددات خاصة ومن أجل الحد من فكرة التهريب لها.
أقول حين تجولنا في مخازن المحرزات من المخدرات وطرق تهريبها إلى الأردن، شعرنا كم هي تجارة خطيرة وقوية ولها امتداداتها وتحالفاتها التي تجعل من التعاون والتنسيق بين الدول قضية ليست ترفية بل ضرورة وحاجة ماسة، وأنواع المخدرات تشمل : الحشيش، الماريجوانا، البانجو، الأفيون، المورفين، الهيروين.، الكبتاجون والكريستال ميث ( الأميفتامين )، الفودو، الاستروكس، ليريكا وليرولين ( بريجابالين )، الترامادول والتامول ( مسكنات عصبية)، والخمور ( الكحوليات).
إن الحرب على أوكار تجار ومروجي المخدرات هي أنبل وأشرف حرب إنسانية ينبغي أن نتكاتف خلفها وندعم أبطالها الذين يجابهون الموت بأجسادهم وأرواحهم، فتحية محبة وتقدير لكل الجهود الوطنية التي تبذل من أجل وقف نزيف وتلف أجيال بتعاطيها المخدرات المهلكة للبدن والعقل والمشاعر والمال. حيا الله رجال النخوة رجال الأمن العام والقوات المسلحة الباسلة.


تابعوا نبأ الأردن على