المحامي بشير المومني يكتب : الشراكة والإنقاذ مجدداً
في بداية تموز كتبت مقالا عن هذا الحزب وقد لاقى استحسان كوادره وجرى مشاركته على الحسابات الشخصية والحزبية للكوادر كونه اعتبر بمثابة حالة من الفهم والتشخيص المنصف ولمسة ترويجية جرى ( سركلتها ) على نطاق تنظيمي واسع ولقي المقال شكلا او اكثر من الاهتمام ( التحليلي ) لما تضمنه من افكار حتى خارج نطاق الحزب نفسه ومنتسبيه لكن اليوم اتساءل هل سيقوم نفس من قام بمشاركة المقال السابق هذه المرة بمشاركة هذا المقال لا سيما انه ينقد سلوك وتفكير الحزب !!؟؟ هذا يعتمد على مقدار وعمق الوعي التنظيمي ..
منذ اكثر من خمسة وثلاثين عاما وعميقا في بواكير الوعي اخالط البيئة السياسية والتنظيمية من اقصى اليمين لاقصى اليسار مرورا بالوسط وقد كانت تجربة ثرية بالفعل اطلعت فيها على العديد من التجارب والادبيات والافكار والاستراتيجيات والتكتيكات التنظيمية واعلم تماما طبيعة انماط التفكير الراسخة من عهد ايام العمل السري ورغم كل محاولات التمرد الذاتية التي يحاول ان ينتجها الشراكة والانقاذ الا ان لادبيات الماضي الراسخة قول اخر فلا تزال فكرة ( الأمني ) مهيمنة معششة في عقول وانماط الجيل القديم ..
انظروا جيدا .. مؤتمر صحفي يعقد في العاصمة عمان ( لادانة التدخل الامني ) في العمل الحزبي وليعلن عن تحدي هذا الأمني بعد كيل الاتهامات والقصص والروايات أما في بند ( الخبرة ) فهي روايات كما روينا من قبل لا نريد ان نكذبها لكن بالتأكيد لا نصدقها لان الحقيقة تبقى حبيسة غرف التحقيق المزعومة والتي يؤكد نفس المؤتمر الصحفي انها ( ليست تحقيقات ) بل ( استضافة ) وحديث ( ناعم ) وشكل من اشكال ( الحوار ) مع الكوادر التي تقدم روايات ما تعرضت له من ( ضغوط ) !!! لذلك كله يمكن تصنيف الروايات تحت بند ( الترويج الحزبي ) والبروباغندا السياسية وصولا لترسيخ مرحلة ( الدلع الديمقراطي ) ..
اجمل ما في المؤتمر الصحفي انه عقد بكل ( حرية ) لادانة الانتهاكات التي يتعرض لها ( الاحرار ) بسبب مواقفهم ( الحرة ) وليقرر ان اجهزة الامن لدينا ( مستبدة ) وانه لا وجود لحريات تعبير سياسي في الاردن !!! عجيبة جدا هذه المفارقة وسر جمالها مفارقاتها فمن قلب عمان هنالك تعبير حر بارادة حرة بلا معقب قانوني ولتطلق كل اصناف واشكال التعبير لتنتهي الى استخراج معادلة تتناقض مع المؤتمر نفسه حول استبداد سلطة الحكم وتعسف الاجهزة الامنية نتيجة لممارسة مخابرات عربية غريبة نوعا ما لم تعهدها شعوبنا لشكل من اشكال الحوار والدلع الديمقراطي واستضافة احد الكوادر على فنجان من القهوة فيما يبدو انه عملية تجنيد ..
من الواضح ان الحزب لديه مشكلة عميقة في الاستقطاب ولعل نمطية التمرد نفسها والخطاب الحاد وراديكالية الطرح قد انتهت مدتها شعبيا فكانت قبل عشر سنوات محل واداة جذب وانتهت الى اشباع سلبي وبات الناس يعزفون عن هذا النوع من الخطاب وقد اعتادوا عليه حد الملل .. مشكلة الحزب يبدو انها تقع خلافا لفلسفة النشأة المتمردة ومنظومة الاستجابة في فكرة الشراكة وصولا الى الانقاذ وقد حاولت مرارا وتكرارا محاورة بعض الكوادر والقول لهم بوضوح السؤال ومدعاة القلق الوطني (( أين مشروعكم )) !!؟؟ عدم القدرة على ( الشراكة ) مع الاخرين وصولا ( لانقاذ ) الذات من متطلبات قانون الاحزاب على وجه الحقيقة هو ما دفع للمؤتمر الصحفي اليوم .. حتى القوى والجهات التي اصطف معها الحزب مثل المعلمين والحراكات الشعبية لم يستطع الحزب استقطابها .. هذا ليس مؤتمر صحفي للحديث عن التدخل المخابراتي في مسيرة الحزب بل بمثابة اعلان حل طوعي لعدم القدرة على المشاركة مع الغير والانقاذ للذات ..

























