د. ماجد الخواجا يكتب : عمان حيث صناعة المكان والزمان

{title}
نبأ الأردن -

رغم كل الملاحظات والانتقادات التي وصلت إلى درجة التهكم أو اليأس من استكمال مشروع الباص سريع التردد، وهي ملاحظات قد نتفق مع جزء لا بأس به منها نتيجة مرور عقد وأكثر من الزمان على بداية الفكرة قبل أن تأخذ طريقها للتنفيذ منذ سنوات ثلاث.





     أقول رغم تلك الملاحظات، إلا أننا سعداء حقاً في الجهد والمنجز الحضاري الذي سيغيّر وجه عمان ومشهدها الجمالي، وذلك عبر تنفيذ مشروع الباص السريع، حيث ظهرت عمان في حلّةٍ زاهية مع الإفتتاح للمحطة الثانية للمشروع في منطقة طارق بشكلٍ هندسي جذاب، ونتمنى أن تكون فعاليته بقدر جماليته التي أضفاها على الموقع والمنطقة بأسرها.





    والمقصود بالفعالية ضمان قيام المحطة بأداء المطلوب منها وتحرّي عدم الفوضى أو الإزدحام أو التداخل في السير أو تشكيل عائق للمرور الانسيابي للمركبات.





     وتبقى ملاحظات موجعة تتمثل في ارتفاع أو هبوط منسوب المناهل في مختلف شوارع العاصمة، فلا تكاد تمرّ على منهل إلا وتجده أعلى أو أدنى من منسوب الشارع.





     نعم هي جهود نباركها ونحتفي بها ونتمنى أن تترافق مع إعادة مراجعة شاملة لنظام النقل في العاصمة من أجل أن تصبح أو أن تعود أكثر حناناً ودفئاً.





    أيضاً هناك ملاحظات على ألوان واجهة محطة صويلح حيث الشكل الرمادي الكئيب، الذي يتطلب إعادة صبغها بألوان زاهية.





    وأيضاً ثمة مشكلة واضحة تتعلق بالوقوف على مسرب الشارع المجاور للرصيف والذي يفترض أنه مسرب للسيارات المتحركة، بما ليس فقط يعيق الحركة بل يؤدي إلى إزدحامات وإلى تداخل المركبات وربما إلى حوادث بينها.





     لنعترف بمحبة أن وجه عمان الحضاري يزداد ألقاً لكنه أيضا بحاجة إلى فضاءات عبر استغلال كافة المساحات المتاحة بزراعتها أو تهيئتها كساحات عامة أو فضاءات صالحة لممارسة المشي عليها.





     لقد تعبت عمان لكثرة من يقطنوها أو يعبروها، وامتدت في مختلف الاتجاهات حتى وصل العمران إلى تخوم الصحراء وما تبقى غرباً من العرق الأخضر، لقد طغى الحجر على الشجر.





      لا أنسى أولئك الزائرين للعاصمة من الإخوة العرب الذين كانوا ينبهرون في جبال عمان وتلافيفها وحواريها وأدراجها ووسطها العابق تاريخاً، كانوا يقولون أنهم لم يشاهدوا مدينة نظيفة نظافة عمان.





     عمان ستبقى درّة العواصم، وتاج المدن. عمان ستبقى السهل المنبسط عشقاً لكل مريد.





      نعم تعبت عمان، لكنها الحارسة الواقفة على بوابات التاريخ لتؤكد أن العشق هنا، والمحبة هنا، والدفء هنا، والحميّة هنا، النخوة والكرامة والشهامة هنا. 


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير