حمادة فراعنة يكتب.. تحولات جديدة

{title}
نبأ الأردن -

بصراحة تصرف الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، بندية مرفوع الرأس أمام الرئيس الأميركي الزائر جو بايدن، دلالة تستحق التوقف والانتباه.
استقبال الرئيس الأميركي في المطار تم وفق المعاملة بالمثل، حيث أن رؤساء الولايات المتحدة لا يستقبلون ضيوفهم في المطار، بل تتم المراسم في حديقة ورود البيت الأبيض، وهكذا لم يُستقبل الرئيس الأميركي في مطار جدة من قبل الملك أو من قبل ولي العهد.
في كافة المواقع والمراسم والاجتماعات كان ولي العهد السعودي هو الند للرئيس الأميركي، هو الذي استقبله أمام القصر، وهو الذي رأس المباحثات الثنائية كرئيس للوفد السعودي، والأهم من كل ذلك أنه هو من ألقى كلمة العربية السعودية، وقاد القمة الأميركية العربية المشتركة، وهذا لم يكن متوقعاً لدى أشد المراقبين تفاؤلاً.
قادة العربية السعودية، ومعهم العديد من القيادات العربية، أدركوا ضعف الولايات المتحدة وتراجعها، فالرئيس الأميركي أقبل إلى مؤتمر جدة من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف:
1- تعزيز موقعه الانتخابي ومكانة الحزب الديمقراطي أميركياً، عشية الاستحقاق الدستوري في الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي يوم 3/11/2022.
2- زيادة الانتاج النفطي من بلدان الخليج مع الحفاظ على الأسعار المتداولة بدون زيادة.
3- الحفاظ على مستوى العلاقات والتحالف مع بلدان الخليج العربي وقطع الطريق على أي محاولات صينية أو روسية للتسلل نحو أي موقع أو مكانة لدى العالم العربي.
4- فرض وبقاء التهدئة في العالم العربي: في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا، بهدف بقاء شيطان واحد على المسرح السياسي الدولي، هو روسيا، ومناضل واحد من أجل حقوق الإنسان هو أوكرانيا، وتغييب أي قضية سياسية ملحة.
5- تسويق التطبيع مع المستعمرة الإسرائيلية.
لم يتمكن الرئيس بايدن أخذ ما لا تريده الأطراف العربية المشاركة في قمة جدة، بل تمكن الجانب العربي من فرض ما يريده على الطرف الأميركي، وهو ما لم تستطع فعله 54 دولة إسلامية سبق وأن شاركت في قمة الرياض عام 2017، مع الرئيس الأميركي المهزوم ترامب.
قمة جدة هي النتاج السياسي الأول للحرب في أوكرانيا، وهي دالة على تبديل المعطيات وموازين القوى باتجاه تراجع القطب الواحد، وإنحسار الهيمنة الأميركية المنفردة على مقدرات المشهد السياسي الدولي، فالروس يعملون من أجل إنهاء هزيمتهم، وإلغاء نتائج الحرب الباردة، وهم يسيرون خطوات ويحققون مكاسب تراكمية بهذا الاتجاه، وكل ذلك يرجع نحو تحقيق مكاسب إيجابية في تخلص النظام التقليدي العربي من هيمنة واشنطن وتفردها.
ثمة عامل جديد تتضح معالمه يتمثل بولادة قيادات عربية شابة، تملك القدرة وسعة الأفق وإمكانات مالية تجعلها شريكا لدى صُناع القرار السياسي الدولي، وهذا ما يفسر تنامي علاقاتهم مع روسيا والصين وأوروبا.


تابعوا نبأ الأردن على