مدير مستشفى الجامعة يفتح قلبه لـ "نبأ الأردن" : لا "أركن" على سيارة الإسعاف الوحيدة لدينا أن تسير 10 كم!
*ديون "الدولة" لنا تصل الى عشرات الملايين ولا نستطيع تحصيلها
*متبرع قدم لنا 30 ألف دينار لشراء سيارة إسعاف وثمنها 100 الف
*تكلفة بناء مواقف ذكية تصل الى 10 ملايين دينار
*تكلفة السرير الواحد علينا يومياً نحو 100 دينار
*المراجع يضغط علينا حتى ينهي العلاج بربع ساعة متناسياً ما يشاهده بأم عينه
نبأ الأردن - كتب نشأت الحلبي - بعد نشر موقع نبأ الأردن الإخباري لخبر عدم توفر نوعين من أدوية القلب في مستشفى الجامعة الأردنية، وهما "إنترستو" و "بيتالوك"، تواصل مدير المستشفى الدكتور جمال مع موقع نبأ الأردن للتوضيح، بل وليفتح قلبه لنا.
الدكتور ملحم أكد بداية بأن تعذر وجود دواء "انترستو" يعود الى المصدر الذي لم يورد الكمية التي تم طلبها لغاية الآن، وهو الأمر الذي دفع بإدارة المستشفى لتتواصل مع وزير الصحة الذي طلب بدوره من المواطنين، وبكتاب رسمي، التوجه الى المستسفيات الحكومية لتوفر العلاج فيها.
وأكد الدكتور ملحم في تصريحاته لموقع نبأ الأردن الإخباري، أن إدارة المستشفى تتابع، وبشكل يومي مع المصدر لتأمين الكميات التي تم طلبها.
وأما بخصوص الدواء الثاني، وهو "بيتالوك"، فقد أكد بانه متوفر في المستشفى منذ الأسبوع الماضي.
الحديث مع الدكتور ملحم، والذي لا تمتلك إلا أن تكمله حتى النهاية، تجاوز قصة عدم توفر دواءين، الى الحديث عن معاناة مستشفى بأكملها، فالضائقة المالية وصلت الى مناحٍ خطيرة حيث يؤكد الدكتور ملحم في حديثه لنبأ الأردن أنه طال حتى سيارة الإسعاف الوحيدة التي تمتلكها المستشفى.
الدكتور ملحم يقول : لا "أركن" عليها أن تسير 10 كم وليس أن تُحضر حالة طارئة!
وقال إنه تم تغيير ماتور لسيارة الإسعاف بكلفة 3 آلاف دينار، لكنها عادت وتهالكت مرة أخرى.
وأضاف أن أحد المتبرعين قدم 30 الف دينار للمستشفى لشراء سيارة إسعاف جديدة، لكن ثمنها يصل الى 100 الف دينار وقد خاطبنا الحكومة، وحتى مؤسسات دولية، ولكن بدون جدوى.
وتطرق الدكتور ملحم الى الحديث عن المواقف التي تشكل معاناة كبيرة في المستشفى، ويقول : قد يخبرونك أن مركز السكري القريب منا قد شيّد مواقف ذكية وانهى المشكلة، وانا ارد عليهم بالقول إن تكلفة هذه المواقف تصل الى نحو 10 مليون دينار وهو المبلغ الذي لا نملك منه شيئاً الآن!
ويضيف الدكتور ملحم أن مستشفى الجامعة الأردنية هي مؤسسة طبية عريقة يقصدها الأردنيون من كل مكان لراحتهم وثقتهم فيها، وعليه فإنه يقصد العيادات الخارجية يومياً نحو 2000 مراجع، فيما يستقبل قسم الطواريء من 500 إلى 700 مراجع يومياً، وهو ما يزيد من الضغط على مرافق المستشفى وعلى الكوادر الطبية لا سيما مع العدد الكبير من المرافقين مع كل مريض، فالمراجع أحياناً يريد أن ينتهي من العلاج في ربع ساعة فقط متناسياً ما يرى بأم عينه من مراجعين آخرين ومن ما تتطلبه الاجراءات.
وقال إن تكلفة السرير الواحد على المستشفى تصل الى 100 دينار يومياً، مع وجود أعداد كبيرة من الإدخالات.
ويعود الدكتور جمال ملحم الى موضوع الأدوية ليؤكد بأن مستشفى الجامعة الأردنية ليست مؤسسة ربحية، وأنها تعتمد في دخلها على التعاقدات مع الحكومة وغيرها من المؤسسات، فالمواطن الذي يملك تأميناً صحياً حكومياً لا يدفع أية مبالغ إن كان مُحوّلاً من مستشفى حكومية، وإن كان غير ذلك، فإنه يدفع 20% فقط من قيمة الفاتورة العلاجية، وعليه فإن عدم تمكن المستشفى من تحصيل أموالها على الدولة، والتي تصل الى ملايين الدنانير، فإنها لا تتمكن من شراء الأدوية ولا من التطوير.
ويؤكد الدكتور جمال ملحم لموقع نبأ الأردن بأن اسعار بعض الأدوية شهدت ارتفاعاً كبيراً بالأسعار خصوصاً مع جائحة كورونا وحتى حرب أوكرانيا، وضرب مثلاً على ذلك سعر أحد الأدوية لعلاج سرطان الثدي والذي هو - أي الدواء - عبارة عن دواءين يتم خلطهما حيث وصلت تكلفته الى حوالي 6 آلاف دينار ويؤخذ لمدة سنة كاملة.
وعاد الدكتور جمال ملحم ليؤكد أن عدم وجود بعض الادوية يعود الى عدم القدرة المالية على شرائها، وفي الوقت الحالي لا نطرح اي عطاءات لشراء ادوية لأننا لا نستطيع السداد.
وختم الدكتور جمال ملحم حديثه مع نبأ الأردن بالتأكيد على ضرورة الحديث عن معاناة المواطن من أجل العمل على إيجاد الحلول لها، لكن في الوقت عينه لا بد من الحديث عن معاناة المستشفيات.