مروان العمد يكتب..فضفضة واعتذار

{title}
نبأ الأردن -

سيدي صاحب الجلالة الملك المعظم
سوف اتابع اليوم احاديث الفضفضة التي بدأت بها في الحلقة الماضية ، والتي عبرت فيها عن مدى حبي وخوفي على الاردن ، مما جرى ويجري فيه وحوله من احداث جسام ، و لأوكد ولائي وانتمائي ، لرأس هذا النظام جلالتكم . و انني لم اكن يوما من ركاب سفينة المعارضة ، التي تدر اللبن والعسل على ممتهنيها . و لخوفي من ان يدفع الاردن والنظام ثمن احداث تجري خارجه و داخلة ، لن تتوقف الا بالقضاء على استقرار وامن آخر بلاد الامن والامان في عالمنا العربي . ولذا فأنني سوف اوجه خطابي لكم يا صاحب الجلالة الملك ، ومن وحي تجربتي قبل ان تذروها الرياح او يعلوها التراب .
ولتعذرني سيدي ومولاي بأن اتحدث اليوم معكم واليكم مباشرة وبهذه اللغة والطريقة ، لانقل لكم مشاعر ومعاناة شعبكم كما هي على حقيقتها وبكل صراحة ووضوح ، لا كما ينقلها اليكم بعض المحيطين بكم . وان ابرئ ذمتي من كل عذاب ضمير ، بعد ان اشرفت على السابعة والسبعين من العمر امضيت معظمها في خدمة المغفور له ان شاء الله والدكم وفي وخدمتكم اطال الله في عمركم . وفي خدمة الوطن في جهاز المخابرات الاردنية ولاكثر من اثنان وثلاثين عاماً ، ولغاية عام 2005 ، حيث احلت على التقاعد برتبة لواء ، وعينت مديراً عاماً لدائرة الاحوال المدنية والجوازات ولمدة عشرة اشهر فقط . احلت بعدها على التقاعد من جديد رغم النجاح الكبير الذي حققته خلال هذه الفترة القصيرة في عملي هذا ، والتي يشهد عليها كل العاملين في هذه الدائرة بمن فيهم من لم التقي بهم ، او الذين عينوا بها بعد تقاعدي منها . والتي يشهد عليها جميع من راجع الدائرة خلال هذه المدة القصيرة من الزمن . ويبدوا انني باحالتي على التقاعد قد دفعت ثمن هذا النجاح ، وثمن مقارنة انجاز الآخرين بما انجزته انا . و تبقى قصة احالتي على التقاعد يطول شرحها ، و ليس هذا موضعها . بعد ذلك لم يعد في مطمحي ان احصل على منصب اوجاه ، وخاصة بعد ان اصبحت على بعد امتار قليلية اما عن عجزي او قبري . الا انني جندت نفسي للدفاع عنكم وعن الوطن ، والرد على مؤامرات واكاذيب اعدائه ، من خلال المقالات التي اكتبها ، او من خلال التصدي لكل من يكيد للوطن على وسائل التواصل الاجتماعي ، دون انتظار تكريم لم احصل عليه ، رغم مرور سبعة عشر عاماً على احالتي على التقاعد . بل ان الحرب علي امتدت لتشمل اولادى واللذين لم امتعهم يوما بخيرات وظيفتي ، ولم يتم تعينهم في الوظائف او ابتعاثهم في بعثات ، بل قاموا بكل شيئ بجهودهم الخاصة ، وليتم تعين الفاسدين مكانهم والمعارضين والحاقدين على الوطن ، وربما لكي لا يبقى في الاردن مكاناً للمخلصين ، والناجحين في اعمالهم .
ولتسمح لي يا سيدي ان يكون كلامي صريحاً وصادقاً بقدر حبي واخلاصي لكم ، وانني سوف اقول ما لدي مهما كان الثمن الذي علي ان ادفعه . فبعد ان امضيت حياتي مٌحارباً من قبل مجموعات الفساد الخارجي والداخلي لم اعد ابالي بشيئ . وبعد ان صدرت بحقي العديد من احكام القتل والتصفية من معارضات الخارج ، وانهم سوف يرسلون عناصرهم للاردن لتنفيذ هذه الاحكام بحقي ، والتي رددت عليها متهكماً بأن طلبت منهم ان يبلغوني موعد وصولهم ، لاكون في انتظارهم في المطار لتنفيذ قرار حكمهم هذا ، دون ان اكلفهم عناء البحث عن عنواني ، وكانت تهمتهم لي دائماً بأني سحيج ، واني ادافع عن جلالتكم وجلالة الملكة والوطن . وكان ردي عليهم بأنني افخر بأن اكون سحيجاً للوطن و لجلالتكم ، من ان اكون معارضاً عدمياً . .
سيدي جلالة الملك . بالرغم من اهتماماتي السياسية منذ نعومة اظفاري ، الا انني لم اكن اهتم باسماء من يشغلون المناصب الوزارية والسيادية ، ولم اكن من مناصري تغيير الوزرات ، لأنني كنت اعلم ان ظروف الاردن الاقتصادية والمالية والسياسة صعبة جداً ، وان الثبات في تشكيلة الحكومات يزيدها خبرة ومقدرة على التغلب على هذه الصعوبات . ولكن ما حدث خلال السنوات الماضية هو كثرة التعديلات والتغيرات الوزارية بشكل ملفت للنظر . حتى ان الوزير وقبل ان يحفظ اسماء موظفي مكتبة ، كان يتم تغيره ، وقبل ان يكسب اي خبرة من عمله ، وخاصة ان تعينه في وزارته لم يكن يعتمد على مقدار خبرته وكفاءته لمنصبه ، ولكن على وضعه الاجتماعي والمناطقي والعشائري . وعلى العلاقة الشخصية التي تربطه بدولة الرئيس ، او من لهم تأثير على دولة الرئيس . مما كان يجعل الفشل مصير هذه الحكومات وعدم مقدرتها على تحقيق برنامجها السياسي ، والذي تكونون جلالتكم قد تكرمتم بوضعه لهم من اليوم الاول لتشكيل الوزارة ، لانهم لا يملكون اي برنامج عمل ولا سياسات . مما كان يدفع جلالتكم لحل هذه الحكومات وتشكيل غيرها عند عدم تنفيذها . ولكن للاسف كنا نجد ان الذين يتم تعينهم هم من نفس الاسماء التي اقيلت لفشلها في القيام بعملها ، وان التغيير فقط ينصب على المسمى الوزاري فقط . لا بل ان بعضهم لم يعرف مسماه الوزاري الا لحظة ادائه القسم القانوني امام جلالتكم . فكيف لوزير فشل في مكان ما ، ان ينجح بمكان آخر ؟ . وسمعت قصة لا ادري مدى صحتها بأن احد الرؤساء المكلفين كان يجلس في مكتبه يراجع التشكيلة المقترحة ، عندما دخل عليه مدير مكتبه وسأله فيما اذا اكتملت التشكيلة ، فأخبره بأنه لا يزال هناك منصبا فارغاً ، فطلب منه ان يعينه فيه ، فرد عليه ابشر وتم اضافة اسمة للقائمة الوزارية
ومن خلال عملي ومسؤولياتي التي توليتها ، تعرفت على وزراء ومسؤولين غير مؤهلين للقيام بعملهم رغم الشهادات العليا التي يحملونها . واعرف احد المسؤولين استلم الوزارات وعضوية مجلسي النواب والاعيان سبعة عشر مرة . فاذا كان ناجحاً في عمله لماذا كان يتم تغييره ؟ ، واذا كان غير ناجح لماذا كان يتم اعادة تعينه ؟
وفي غمرة انشغال جلالتكم بالعمل السياسي والدفاع عن القضايا العربية والاردنية والفلسطينية ، انسل الى مواقع المسؤولية الوزارية اشخاص ثبت انهم غير اكفياء . وللتغطية على عدم كفاءتهم فقد كانوا يحيطون انفسهم باشخاص اقل كفاءة منهم ، ويعملون على التخلص من اصحاب الاختصاص والخبرة . كما اخترق هذه التشكيلات اشخاص ممن امتهنوا المعارضة العدمية ، والتي اصبحت وسيلة اسكات اصواتهم هي تعينهم بالمناصب العليا .حتى اصبح هذا عرفاً متداولاً عندنا ، وانه ولكي يصبح الشخص وزيرا ومسؤولاً ، فانه يجب ان يركب مركب المعارضة ، وينشط بالهجوم على الحكومات ، وان يشارك في الوقفات الاحتجاجية ، وان يرفع الشعارات ويحمل اللافتات التي تعارض سياسات النظام . ومن المفضل ان يحصل على ضربة على الرأس او الكتف خلالها . ومن بعدها سيجد نفسه مسؤولاً او وزيراً ، وتتغير بعدها كل اقواله ومواقفه وخطبه . وما عليه الا ان صبح معارضاً قبل ذلك . وان من يريد ان يستلم سلطة ما ، فما عليه الا ان يهاجم هذه السلطة و النظام والوطن والشعب ايضاً . وسوف نجد ان اول انجازات هذا المسؤول الذي هبط على وظيفته بالبرشوت ، هي التخلص من كل اصحاب المؤهلات والتخصصات في مكان تعينه ،كي لا يظهر ضعفه وعجزه على العلن ، ولكي لا تبقى هذه الخبرات خطراً على استمرار وجوده وتكشف فشله ، حتى لو كانوا من اصحاب الولاء والانتماء الحقيقي الغير مدفوع الاجر . وهكذا اصبحت هذا التصرفات سلم يصعد عليه الفاسدون ليوصلهم للتعيينات والترفيعات لهم ولابنائهم من بعدهم . الامر الذي مع الاسف اصبح يدفع بعض اصحاب الولاء والانتماء لسلوك هذه الوسيلة للحصول على حصتهم من المناصب والعطايا والتكريم . فيما اصبح اصحاب الولاء الحقيقي محرومين من كل تعيين وتكريم هم وابناؤهم باعتبارهم اصحاب الولاء المجاني والمضمون .
لهذا سيدي ظهر لدينا المسؤولين المرتجفين ، العاجزين عن القيام بواجبات وظيفتهم . ولهذا ظهرت التصريحات والقرارات المتناقضة من قبل بعضهم . فلماذا تصدر تصريحات عن عدد منهم عن النية لتحصيل اجور على استخدام الطرق الرئيسية والدائرية ، وتأكيد هذه التصريحات عدة مرات ، في وقت بلغت القلوب الحناجر ، نتيجة ارتفاع اسعار الوقود والكهربا والمواد التموينية والغذائية وكل شيئ ، والتي اصبح المواطن عاجزاً عن توفير حدها الادنى . ثم وبعد الضجة التي اثيرت حول هذا الامر ، خرج علينا نفس المسؤولين ليتراجعوا عما قالوه ورددوه عدة مرات ، وهم يشرحونه على الخرائط والمجسمات . وليقولوا ان هذا مشروع قديم ومنذ سنوات طويلة ومقدم من شركة اجنبية . ويحتاج قبل تنفيذه الى دراسات وموافقات قد تمتد الى اكثر من عشر سنوات وبعد توفير المخصصات اللازمة لذلك . اذن ما المقصود من الاعلان عن ذلك الآن وفي هذه الظروف ؟ . اليس الهدف منه اثارة الشعب على النظام في هذا الوقت الذي لم يعد الشعب يتحمل المزيد ؟ او ان ذلك المشروع كان لخدمة مصالح واهداف معينة تم التراجع عنها بعد الضجة التي اثارها . ثم لماذا يخرج علينا وزير المياه في هذه الايام ليبشرنا بجفاف السدود في الاردن ، وعدم كفاية المياه لحاجاتنا ، وعن احتمال ارتفاع اسعار المياه في العام القادم . ونحن وفي كل يوم نسمع عن اعتداءات وبكميات كبيرة على خطوط المياة الرئيسية ، واستغلالها وبيعها ، وفي نفس الوقت لا نسمع عن اي حماية على تلك الخطوط بحجة امتدادها لمسافات طويلة ، وصعوبة مراقبتها ، في حين ان من يفعلون ذلك معروفين ويكررون فعلتهم من نفس الاماكن دائماً ، وانهم من اصحاب الحظوة والنفوذ . ولماذا تم تفريغ السدود في نهاية شتاء العام الماضي ، بحجة توقع قدوم امطار لم تهطل ، وفي مخالفة لتوصيات آخرين بعدم تفريغها ، ودون اي محاسبة لمن اتخذ هذه القرارات الغير المدروسة . و ليتكرر هذا الامر في هذا العام ، وليتم الاعلان عن جفاف عدد من السدود وان امامنا صيفاً صعباً ، بالرغم من ان موسم المطر في هذا العام اعتدى ولمدة طويلة على فصل الربيع وحتى على فصل الصيف في امطاره ، لدرجة ظننا انه سيتواصل مع فصل امطار العام القادم . هل المقصود من تفريغ سدودنا ان نقوم بشراء مياهنا المنهوبة لثلاث سنوات قادمات ، وبمعدل خمسين مليون متر مكعب سنوياً ؟ والتي قد تكون اقل من المياة التي تم تهريبها من احد سدودنا ؟ . ام انهم كانوا بذلك يسعون الى ارغام الشعب على تقبل المياه المحلاة من الطرف الآخر ، مقابل الطاقة الشمسية من صحارينا الذي تم توقيع اتفاق نوايا على تنفيذه في هذا العام ؟ ام انهم ومن خلال تكرار الشكوى من شح المياه ، مع الرفض الشعبي لشرائها من الطرف الآخر ، يمهدون لزيادة تقنين المياه علينا وزيادة اسعارها
وقبل ان انهي فضفضاتي لهذا اليوم ، لا يسعني الا ان اتقدم باجمل التهاني والتبريك لدولة السيد عبدالله النسور والذي يبلغ من العمر 83 عاماً . ولدولة السيد عبد السلام المجالي والذي يبلغ من العمر 97 عاماً على تعينهما كرئيسا لمجلسي امناء جامعة الزيتونة وجامعة العقبة للتكنولوجيا مع مطلع المؤية الثانية للدولة الاردنية . متمنياً لهما المناصب الارفع و الاعلا خلال المؤية الثانية ، مثلما كانت لهما خلال المؤية الاولى ،مقرونة بتقديري واحترامي الشديد لشخصيهما والخدمات التي قدماها للاردن ولا يزالان .وعاش الاردن نظاماً وشعباً و وطنا ، وحفظه الله


تابعوا نبأ الأردن على