حمادة فراعنة يكتب...تغيير الواقع

{title}
نبأ الأردن -









تراهن المستعمرة الإسرائيلية على قوتها العسكرية في استمرار خطفها واحتلالها لكامل خارطة فلسطين، ومواصلة اضطهاد الشعب الفلسطيني وتغييبه عن أرض وطنه، سواء 1- بفرض الغطرسة والهيمنة والتمييز العنصري والاستيطان والاستعمار على نصف الشعب الفلسطيني داخل وطنه، 2- طرد وتشريد نصفه الآخر ومنع عودة اللاجئين وأهل المخيمات.
تراهن المستعمرة على قوتها الأحادية، كأساس لمواصلة عنجهيتها وتبجحها وعدم استجابتها لقرارات الأمم المتحدة، ولأي من الحلول الوسطية الواقعية، ولا أقول العادلة، فالعدالة الحقيقية مفقودة، وهي ترفض كافة الاقتراحات والمبادرات التي يُطلق عليها أنها واقعية حتى تلك المقدمة من الولايات المتحدة أو أوروبا، أو النظام العربي، فالحل بالنسبة لقادة المستعمرة هو ذاك الذي يؤدي إلى بسط سيطرة جيش الاحتلال وأدواته، على الأرض، سواء في فلسطين أو الجولان السوري أو جنوب لبنان.
تراهن المستعمرة على امتلاكها الدائم للقوة والتفوق، ولا تتعلم من التاريخ، ونتائج إنهيار دول كبرى وانحسارها، كما حصل لكافة بلدان الاستعمار الأوروبي، ونهاية المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي، وهزيمة الولايات المتحدة وقبلها فرنسا وبريطانيا على خلفية الاحتلال والتوسع وعدم احترام حق تقرير المصير للشعوب الضعيفة الفقيرة.
الذين لم يشهدوا ولم يشاركوا جنازة الكركي الراحل سعد المجالي، ولم يحضروا بيت العزاء في ديوان أهل الكرك، لن يفهموا موقف الأردنيين، فقد شارك بتشييع جثمان الراحل المئات، وأّمَ بيت العزاء الآف الذوات من كافة الشرائح الأردنية عائلياً وجغرافياً وجهوياً ومهنياً، وربما العدد الأوسع لا يعرفون سعد شخصياً، ولكنهم قدروا وإنحازوا وعبروا عما يسكن أعماقهم للقضية التي عمل من أجلها الراحل مما يدلل مدى الوفاء الأردني لفلسطين، وإلا لما كان هذا الحشد في التشييع وفي تقديم واجبات العزاء من الذين حضروا، وماذا بشأن الذين لم يتمكنوا من المشاركة في بيت العزاء ليوم واحد، فلو كان لأكثر من يوم، كيف سيكون الحضور؟؟.
ما صنعته شيرين أبو عاقلة في فلسطين، وما عبر عنه الأردنيون من إنحياز للقضية التي إنشغل بها سعد المجالي ألا يدلل ذلك على مصداقية الموقف وأين تقف أولويات الفلسطينيين ومن بعدهم ومعهم الأردنيون؟؟ وماذا بشأن مظاهرات أوروبا والولايات المتحدة التي تتسع تدريجياً تضامناً مع فلسطين وشعبها؟؟.
يتوهم قادة المستعمرة أنهم يملكون القدرة على مواصلة فرض التطبيع المجاني، وأن موازين القوى ستبقى لصالح المستعمرة، وان تفوقها سيتواصل، وان فلسطين وشعبها ومعهم العرب والمسلمون والمسيحيون سيبقون في الموقع الأضعف إلى الأبد.


تابعوا نبأ الأردن على