حمادة فراعنة يكتب : الوجه الآخر لشهادة شيرين

{title}
نبأ الأردن -

لم تكن الشهيدة شيرين أبو عاقلة المواطن الأميركي الأول الذي قضى على يد قوات المستعمرة وأجهزتها وأدواتها، فقد سبق وقتل الإسرائيليون أكثر من مواطن أميركي، ومع ذلك لم تتوقف إدارات واشنطن المتعاقبة أمام حكومة المستعمرة لتوجيه أي من مظاهر الإدانة، أو اتخاذ إجراءات نحو المجرمين الإسرائيليين الذين قارفوا عملية القتل للأميركيين، ولم تتقدم واشنطن حتى لإظهار الامتعاض أو الاحتجاج على قتل مواطنيها، على يد أجهزة رسمية إسرائيلية.
سلوك أجهزة المستعمرة الأمنية والعسكرية والشُرطية مع جنازة الشهيدة كان مشيناً محرجاً حتى لأصدقاء المستعمرة في الولايات المتحدة، فالهمجية التي تعاملوا بها مع الجنازة فاق أي سلوك جُرمي حتى القتل، فالقتل سواء كان متعمداً أو غير مقصود لشخص شيرين، بات عادياً وشبه يومي من قبل الإسرائيليين للفلسطينيين، ولكن سلوك أجهزة الأمن مع جنازة شيرين كان مُخزياً كما وصفه صحفي إسرائيلي، وفاق في سلوكه الإجرامي عملية قتل شيرين نفسها.
مظاهر الهمجية الإسرائيلية دفعت 58 نائباً أميركياً للمطالبة في إجراء تحقيق من قبل المؤسسات الأميركية نفسها ودوافعهم في ذلك ما شاهدوه في التعامل الإسرائيلي مع جنازة الصحفية الأميركية، وإذا أصر هؤلاء النواب وتابعوا مطلبهم واهتموا لمعرفة النتيجة، ولم يتراخوا مستقبلاً ويرضخوا على تعويم المطالبة وتمييعها، سيصلون نحو المطالبة في معاقبة من ارتكب الجريمة ومن غطاها، وبذلك تكون هذه الإجراءات أول خطوة جدية من قبل الولايات المتحدة نحو التعامل مع المستعمرة بمسؤولية وجدية.
حكومة المستعمرة، وأجهزتها رفضت علناً إجراء تحقيق، لأنها تعرف أن النتيجة ستؤدي لكشف المجرم وتعرية السياسة التي وجهته، والإجراءات المنهجية المتبعة، والخلفية العنصرية الفوقية التي تحكم سلوك أجهزة المستعمرة مع الفلسطينيين.
مواصفات شيرين استثنائية: امرأة، صحفية، مقدسية، مسيحية، أميركية فلسطينية، فرضت الاهتمام بقضيتها، كعنوان، معبرة عن قضية شعب يواجه الظلم، ويعاني من فقدان حق تقرير المصير، واغتصاب حقوقه، وسرقة ممتلكاته، وطرد نصفه خارج وطنه وتشريدهم، يتعرض للقتل شبه اليومي، من الشباب والصبايا والكهول والأطفال، من الرجال والنساء، على يد الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، بلا أي رادع مادي أو أخلاقي، محلياً أو إقليمياً أو دولياً.
تتمادى أجهزة الاحتلال ومؤسساته القمعية، ومستوطنوه في مواصلة ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، فهل المطالبة الأميركية بإجراء التحقيق في قتل المواطنة الأميركية شيرين أبو عاقلة، تشكل حقاً بداية فعل رادع لسلوك المستعمرة؟؟.
الشيء المؤكد أن مراكمة الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ستؤدي إلى نتيجة حتمية، ضد المستعمرة ولصالح فلسطين، ولكن السؤال إلى متى وكيف يمكن اختزال عوامل الزمن للوصول إلى النتيجة المطلوبة؟؟.
جريمة قتل شيرين خطوة جوهرية على الطريق مهما طال الوقت أو قصر.


تابعوا نبأ الأردن على