الذكرى العاشرة لوفاة الشيخ لطفي الحوامدة

تصادف الإثنين الذكرى لوفاة المربي الفاضل، الشيخ لطفي الحوامدة (أبو صخر). من هو الشيخ لطفي الحوامدة؟ كتب الباحث يوسف المرافي في زاوية خصصها لشخصيات من محافظة الطفيلة، بعنوان: أعلام من الطفيلة: عن المرحوم الشيخ المناضل لطفي الحوامدة رحمه الله، وتاليا ما كتبه: خبرني - تصادف الإثنين الذكرى لوفاة المربي الفاضل، الشيخ لطفي الحوامدة (أبو صخر). من هو الشيخ لطفي الحوامدة؟ كتب الباحث يوسف المرافي في زاوية خصصها لشخصيات من محافظة الطفيلة، بعنوان: أعلام من الطفيلة: عن المرحوم الشيخ المناضل لطفي الحوامدة رحمه الله، وتاليا ما كتبه:
قائد صنديد ، كيس العقل ، حصيف المال ،كبير القوم، غزير المعاني، حكيم الموقف ،سديد الرأي ذات شخصية متزنة، صابرة على الظلم حليمة عند الشدائد، مترفعة عن صغائر الأمور و سفاسفها ، فلا تثيره جعجة القوم و لا قلة حشمة من يحدثونه ، يلبي طلب الصغير و الكبير ، فلا يرد أحدا يطلبه و لا ينحاز لقريب ليخدمه ، إنما ينحاز إلى الأمة العربية ، يقف مع الجميع على مسافة واحدة لا تغيره الظروف وأسودادها و لا تحبط من عزائمه نوائب الدهر و منغصات الحياه ، لا يفتر نشاطه و لا يخبت أنواره و لا يذبل نواره ، مضيئا في مدرسته ، يحن على طلابه و يعاملهم كمعاملة الأب الحنون لأبنائه و يشار له بأطراف البنان .
هو عملة نادرة ما احتوته سيرته من درر ، ومجوهرات، ولآلئ، فهو صعب عن بعد ، سهل عن قرب ، عندما تراه من بعد يعطيك احساسا بالقسوة ، وعندما تقترب منه يتدفق الحنان و العطف و اللطف منه ، و سهولة تلبية الطلب دون تمييز ، و يعطيك شعورا بهيبة هذه الشخصية و عظمتها ، ظاهرها توحي بصعوبة التعامل معها ، و في باطنها الرقة والدفء و اللين و الود حين التعامل معها، يا لها من شخصية عظيمة ! كما أن سيرته تشعرك بأنه مهيبٌ مجيدٌ ومناضلٌ عروبيٌ ومكافحٌ وطنيٌ و موسوعي في ثقافته يداوم على القراءة بإستمرار و يعرف بسعة الإطلاع في مختلف المجالات .
وصف بالشيخ الحكيم ذات البصيرة النافذة و التواضع الجٌم و الحِلم الكبير ، المعروف في حكمته و شجاعته و صبره في المواقف الصعبة و تحمل الأذى بما يوجه إليه، ينطبق عليه بيت الشعر القائل : كنْ كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا يُرمى بصخرٍ فيُلقي أَطيبَ الثمرِ
يعتبره البعض بشخصية ذات خبرة كبيرة في مختلف المجالات ، لخبرته الواسعة في الإدارة و التعليم ؛ كونه واحد من أقدم مدراء المدارس في الطفيلة ، صاحب فكر سياسي من الطراز الرفيع للغاية ؛ كونه من مؤسسي حزب البعث العربي الإشتراكي في الطفيلة، ذا الصيت الذائع في إصلاح ذات البين ، كونه شيخٌا مفوها ذا هيبة و وقار ،يرأس مجلس عشائر الحوامدة في الطفيلة و خارجها ، فقد كان يترأس جاهات الصلح في الطفيلة و خارجها ، كونه يعسوبُ في قومه من الرعيل الأول القديم جدا ، و أحد أبرز أعلام الطفيلة القدامى ممن يمتلكون لسانا دافئا لا يضع الكلمة إلا في نصابها ، يزنها قبل أن تتهادى من فيه ، يستمع للكبير وللصغير فلا يرد أحدا يسأله و لا مستغيثٌ يطلبه .
يصنفه البعض بقامة تربوية وطنية عشائرية حزبية إجتماعية تطوعية من النسق الفخم ، تجمع ما بين القيادة العشائرية و القيادة السياسية ، تميزت بالمثابرة و الجهد في العمل الوطني و العمل العشائري ، من المستوى الرفيع للغاية ، يجيد في صيد جواهرها و يعسوبُ في رحيق معانيها و تنوع فروعها ، تميز بشخصيته الوطنية ذات البعد الإجتماعي و التربوي والسياسي . درس في دار المعلمين في رام الله ، عين عام ( ١٩٥٥ ) في الشوبك / جنوب الأردن قرية مخطوب معلما ، أي قبل زهاء ( ٦٨ ) عاما وهو من مواليد عام ( ١٩٣٧ ) وله من الأبناء( ٤) والبنات (٧) صخر ،معاوية ،أمية ،صفوان ، سمر ، سحر، سناء ،وفاء ،صفاء ضياء ، دعاء ، حيث توفي عام ( ٢٠١٢ ) و تزامنت وفاته مع وفاة الشيخ عبدالله العوران- رحمهما الله - حيث شهد ذلك اليوم أجواء غريبة من غبرة و تغير في الطقس و أمطار غزيرة و كأنها تشارك الحزن على فراقهما، و الله تعالى أعلم .
يقال بأنه كان يذهب إلى مدرسة صنفحة الإبتدائية مشيا على الأقدام عندما كان معلما في قضاء الطفيلة التابع للواء الكرك آنذاك ، برفقه التربوي الراحل ابراهيم القطاطشة رحمهما الله ، فقد كان يعامل الطلبة كمعاملة الأب لابناءه حريصا عليهم ، يحثهم على الدراسة شديد في مواقف الشدة ، ولينٌ في أوقات اللين ، فهو ليس بالصلب فيكسر وليس باللين فيعصر ، بينما كان يذهب إلى الشوبك و القادسية و السلع راكبا على فرسه في عمله في قطاع التربية .
كان يطلب منه من أبناء عشيرة الحوامدة من هم متواجدون في محافظات إربد و جرش و الكرك و المفرق و ذيبان و ناعور لترأس و المشاركة في كثير من جاهات الصلح بحكم أنه كبير عشيرة الحوامدة في الأردن ، و رجل تربوي مخضرم ، تشهد له ميادين التربية والتعليم في الأردن و خارجها ، فهو قدوة يحتذى في الإخلاص و التفاني ، و صاحب مقام عالٍ رفيع في الطفيلة و خارجها ؛ فهو يحظى بإحترامهم و تقديرهم ، مما جعله يكون أحد أعمدة عشائر محافظة الطفيلة البارزين ممن تركوا تاريخا مشرفا تذكره الأجيال بأنه قامة عشائرية معروفة على مستوى الوطن و شيوخ العشائر في الأردن و سياسي محنك من النسق الفخم ؛ كونه حزبي قومي عربي معروف من مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي ابتداءً من عام ( ١٩٥٤ ) حتى عام ( ٢٠١٢ ) .
عاش معظم حياته متطوعا في العمل السياسي و العشائري و الإجتماعي ، فقد كان يترأس أغلب جاهات الإصلاح في الطفيلة و خارجها ، نظرا للسمعة الطيبة التي يحظى بها في الأردن و خارجه .
كان حكيما مفوها ،و علما جريئا ، عاش بداية حياته في ظل ظروف تربوية و سياسية و معيشية صعبة كانت تعيشها الطفيلة في تلك الحقبة .
إنتسب لحزب البعث العربي الإشتراكي عام ( ١٩٥٤ ) و كرس حياته للعمل التطوعي و الإجتماعي و السياسي و العشائري و لكنه لم يسع في يوم من الأيام أن يكون له موقعا وظيفيا في الحزب ، و دائما ما يشرف على تنظيم المجموعات الحزبية ، و لا يطلب أكثر من ذلك ، فقد كان متواضعا ، حيث يتصف بالإيثار؛ و يعني تفضيل غيره على نفسه ، حيث كان دقيقا في عمله، و يستمع إلى أدق الملاحظات و أي نصائح و لو كانت من أصغر الناس سنا وقدرا ، فقد كان يعمل و كأنه عسكري محنك .
كان مكتب الحزب لا يستطيع دفع أجرة مراسل في المكتب ، فكان الراحل