لماذا أختير العروبي أبوغزاله عضوًا في “المجلس الاستشاري العربي” بصفته الشخصية

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الاردن





محمد شريف الجيوسي





انتخب البرلمان العربي الدكتور طلال أبوغزاله؛ المفكر العروبي؛ رئيس ومؤسس مجموعة “طلال أبوغزاله العالمية”، عضوًا في المجلس الاستشاري العربي؛ المنبثق عن البرلمان؛ الذي يضم 8 شخصيات، يتم ترشيح 7 منهم من قبل الحكومات العربية الأعضاء في البرلمان، أما العضو الثامن، فيتم ترشيحه بصفته الشخصية من قبل البرلمان العربي ذاته، فكان الدكتور أبوغزاله هو مرشحه، وذلك بعد تعديل اللائحة المنظمة لعمل المجلس، بما يسمح بإضافة عضو جديد يرشحه البرلمان.





ويتشكل أعضاء المجلس، وفقًا للائحة المنظمة لعمله، من القيادات العربية في مختلف المجالات والتخصصات والخبرات العربية التنفيذية والتشريعية ومن القامات العربية المؤثرة للنخب المتميزة من القيادات والخبرات والمفكرين العرب، ومن أصحاب الخبرة والرأي الراجح والمشهود لهم في العالم العربي بالقبول في الدول العربية؛ كافة، على أن لا تقل درجة المرشح من أحد الدول العربية عن درجة وزير.





ولكن، ماذا يعني انتخاب أبوغزاله؛ بصفته الشخصية عضوًا في المجلس الإستشاري للبرلمان؛ وهو المجلس الذي قال رئيس البرلمان العربي؛ عادل بن عبدالرحمن العسومي، عنه، لدى دعوته للدكتور أبوغزاله للانضمام إليه، أن هدفه تنظيم وإدارة ملتقى الحوار العربي كآلية لمناقشة الهموم العربية وطرح حلول غير تقليدية لمعالجتها في إطار عربي.. وبأن ضم أبوغزاله إليه، سيثري عمل ودور المجلس في خدمة العمل العربي المشترك في ضوء ما يتمتع به من خبرة عريقة على المستويين العربي والدولي.





من جهته أعرب أبوغزاله، عن الأمل بأن يحقق المجلس من خلال أعضائه رفعة الوطن العربي وتطوره.





وحيث أن من شروط العضوية في المجلس، بحسب ما نص عليه نظام البرلمان أن يكون العضو من أصحاب الخبرة والرأي الراجح و”المشهود لهم في العالم العربي بالقبول في الدول العربية؛ كافة”، ما يؤهله (بحسب النصوص) لتنظيم ملتقى لإدارة حوار عربي عربي كآلية لمناقشة الهموم العربية وطرح حلول غير تقليدية لمعالجتها في إطار عربي.. وحيث أن أبوغزاله لم ينتخب من أية دولة عربية، فإن إنتخابه من قبل البرلمان؛ المعبّر عن برلمانات الدول العربية الأعضاء فيه، ضمن شروط العضوية آنفة الذكر، يعني أنه مشهود له بالقبول عربيًا.. وحيث أن الهدف من تشكيل (الإستشاري) إدارة حوار عربي عربي (لمناقشة الهموم العربية وطرح حلول غير تقليدية لمعالجتها في إطار عربي..) وحيث أن أبوغزاله يطرح في المعتاد أفكارًا عروبية عميقة جريئة وشجاعة؛ قابلة للتطبيق، غير شعبوية غالبًا، لكنها طروحات إستراتيجية قابلة للتطبيق عربيًا، في حال توفرت الإرادة السياسة واتخذت القرارات المحققة للإرادة.





بهذا المعنى أيضًا، فإن إنتخاب أبوغزاله من قبل البرلمان العربي (التابع لجامعة الدول العربية) والذي يضم 4 نواب عن كل برلمان من برلماناتها ألـ 22 إلا مجلس شعب الجمهورية العربية السورية، بعد إستبعادها عن الجامعة في قرار غير حصيف ولا حكيم ولا منصف ولا ينسجم مع نظام وأهداف البرلمان ذاته؛ الذي يفترض أنه يسعى ويعمل لجمع الشمل لا المشاركة في تشتيته.





لكن قرار البرلمان العربي الأخير بتشكيل المجلس الإستشاري، بحسب ما أشرنا إليه وإنتخاب العروبي أبوغزاله على نحو ما أسبقنا، والذي يحظى فيما يحظى به، بعلاقات طيبة مع سورية وله فيها مكتبًا عاملاً (وكذلك الحال مع الدول العربية)، وقد إستضافته أكثر من وسيلة إعلام سورية وغير سورية، لحوارات عميقة ممتدة شفافة، يحمل معه (أي الإختيار) مؤشرًا إيجابيًا، برغبة مأمولة في تصويب المسار مع سورية، عبر المجلس الإستِشاري، وهو في ظني ما أدركه أبوغزاله، ما دعاه لقبول المهمة، لإصلاح ما أفسد تجاه سورية وغيرها، واستعادة الصلة معها وتكريس دورها، وهو المثقل بإستحقاقات مجموعته ومكاتبه ألـ 120، ومسؤولياته خارج نطاق المجموعة.. واتصالات وسائل الإعلام الراغبة بمحاورته حول قضايا خلافية واتفاقية، إستراتيجية وراهنة.





وأفهم من هذا الإنتخاب، مقدمة لإستدارة عربية، للتصويب والخلاص من ذاك الوهن والعمى الذي غشى وعشى الحال العربي قبل 12 سنة حسوما، وما زال الحال على حاله؛ إلى حدٍ بعيد، وهو ما أصاب الجميع، بمن فيهم من دعوا وسعوا إليه ومولوه وغطوه.. وتكشف لهم ذلك ببعض ألسنتهم، وتقارير مراكز الدراسات والبحوث الغربية، واعترافات من صحوا من الجماعات الإرهابية أو تساقط منهم أو إختلف معهم لسبب أو لآخر، وما تكشف لبيئات حاضة تبين لها بعد لأي؛ حقيقة ما تورطت به بعض وقت، فراجعت نفسها وسلكت الصواب.





لقد بات أكثر من ضروري إعادة مراجعة الحال العربي بعيون بصيرة غير مكابرة، وعقول منفتحة حكيمة، فالعالم يتغير، وهو مقبل على تحولات عميقة ممتدة زمانيًا ومكانيًا، سياسيًا وإقتصاديًا ونظامًا عالميًا، وتنميات مستدامة متباينة عما سبق، بآفاق رقمية وذكاء معرفي، وتموضعات غير مسبوقة، مما يستوجب أن يتموضع العروبيون الحقيقيون. غير المأخوذين بثارات داحس والغبراء، والإصطفافات الغبية الغربية. حيث يليق بهم أن يكونوا، لا حيث يزج بهم لدمارهم وخرابهم واستدامة تخلفهم وفرقتهم ونزاعاتهم، بل إستعادة الدور، وامتلاك عناصر المعرفة بكل معطياتها.





لا أخال أبوغزاله خالي الذهن عن ذلك وأكثر، وأخاله سينجح في المهمة الجديدة الصعبة الشاقة بإمتياز؛ حيث أختير لها بصفته الشخصية دون سواه، ما يجعله نسيج رؤاه وأفكاره، وفي ظني أن البرلمان عندما إختاره كان يعلم جيدًا أهمية المهمة وصعوبتها، فحجم قامات الأمة من حيث صلابتها ولينها وما تتمتع به من مزايا تجاوزت عقودًا من الإمتحانات والتجارب والعاتيات والظروف؛ السهل منها والصعب. فلم يجد أجدر منه لها، كموقع ينتظر منه الكثير من الإنجاز.





إيميل : m.sh.jayousi@jhotmail.co.uk


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير