بشير المومني يكتب: قليل كلام كثير افعال
ليس من عادتي ابدا ان اتحدث عن اي مسؤول اردني او اشيد بما قدمه او يقدمه باعتبار ذلك يقع تحت بند ( الواجب ) وقد وصلنا الى مرحلة يعتبر ( التقصير ) فيه جريمة بحق الاردن اما مجاملات المسؤول والنفخ فيه اعلاميا لا يليق بكل حر يسعى لرفعة الوطن ويتتبع التحديات التي تعترض مسيرة الدولة وما تحتاجه من عمليات انضاج لخدمة المواطن باعتباره الهدف الاساسي من المسؤولية ومناط التكليف فيها وجوهر المساءلة امام الله والشعب ومؤسسته والملك ..
احد وزراء الوزارات السيادية المهمة لديه ميزات نتمنى توافرها في كل مسؤول اردني فهو يتابع بنفسه ما يستجد من قضايا وملاحظات واخطاء يتم التنبيه اليها على وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ويقوم بدراستها وفي حال التثبت من حقيقتها يقوم بمعالجتها .. الامر الثاني الذي يميزه هو سهولة الوصول اليه وتبنيه سياسة الباب المفتوح واستقباله لاصحاب المظالم ورعاية قضاياهم ووضع ملاحظات بخط يده على مكتبه بشأنها .. الامر الثالث وهو الاهم انه مستمع جيد ولا يتعامل مع قضية فردية بوصفها حالة خاصة بل يربطها ويفكر فيها بوصفها حالة عامة ليعالج كل مثيلاتها من القضايا ..
وزير الداخلية مازن الفراية حالة تستحق الدراسة والتعميم إن امكن .. التقيته قبل شهر تقريبا بسبب موقوف اداري زادت مدة توقيفه على حدود المعقول .. كنت مصدوما من وجود حالة كهذه في بلدنا لا يعرف عنها احد .. تأملت كل طعطعات ( السوشلجية والتنظيرية ) الاردنية والتي تساقطت امام مظلومية حقيقية لاردني في السجن ( لا يعلم به احد او لا يريد ان يعلم به احد ) تحدثت الى الفراية والذي قال لي انه ( ليس الوحيد وانه سيدرس كافة الحالات الشبيهة ) وتحدثنا عن حقوق الانسان واهمية سيادة القانون ونزاهة التطبيق المدروس باضيق الحدود لقانون منع الجرائم وعدم الاستخدام للنص القانوني بتعسف او مزاجية وضرورة وضع ضوابط وتعليمات واسس تغطي قصور النص .. الخ .. النتيجة كانت قبل ايام صدور قرار بالافراج عن 466 موقوف اداري واعطائهم فرصة لتقويم الذات بكفالة اهاليهم ..
ازيدكم من الشعر بيتا .. وقعت قبل مدة جريمة كبيرة نكراء معقدة التفاصيل يقف خلفها تنظيم اجرامي من وراء الحدود استخدم فيها وسائل تكنولوجية معقدة وكانت حياة اردني على المحك فجرى تمرير المعلومات لتحط على مكتب الفراية والذي تابعها شخصيا وبهمة رجال الامن العام كانت المفاجأة بالقاء القبض على العصابة وتم حماية الارواح والممتلكات .. كانت قضية معقدة جدا ولم يتأمل احد ان يتم كشف هذا التنظيم الجرمي لكن الفضل لله اولا ولمتابعة مسؤول اردني معني بحماية الانسان وحياته وامواله ولابداع ودقة مؤسساتنا واجهزتنا الامنية المحترفة جرى كشف كامل خيوط الجريمة لتحقيق مبتغى قول الله عزوجل ( ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ) ..
على هامش الاحتكاك بالفراية وجدت فيه خصلة ايجابية جدا تستحق الاشادة فلم يتوقف نشاطه على نطاق وزارة الداخلية وواجباتها .. الرجل يبحث في كل زاوية حتى غير المنظورة عمن لديه منتج فكري او مقترح او مشروع لخدمة الاردن ليقوم بتبنيه وتقديمه لدولة الرئيس بموجب شروحات وافيه واجمل ما في الامر ان هنالك توافق وانسجام تام ما بين الرجلين لوقوعهما على قلب ونمط وتفكير رجل واحد في خدمة الاردن فيحظى الفراية بدعم مباشر من الرئيس الخصاونة والاستجابة لاي مقترح مدروس يسهم ويدعم المبدعين الاردنيين ومشاريعهم الشباب منهم خاصة .. حقيقة وزير يستحق الاشارة الى تجربته .. يهتم ويتابع كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة .. يستمع للاخرين ويقرأ بشغف ويتحرك بسرعة .. يقود بنفسه .. والاهم انه وزير مبادر ويحاول ان يدعم وياخذ بيد من يستحق .. رجل في خدمة الاردن قليل كلام كثير افعال .. وهذا واجبه