مدير "الآثار" : أخذنا الاحتياطات لحماية المنطقة الأثرية بوسط البلد من "الانجراف"

{title}
نبأ الأردن -
عليان : ننتظر توصيات اللجنة الفنية بخصوص العبارة حتى نتخذ قرار الخطوة اللاحقة



*في الأردن "كنوز" من الآثار لكن الإمكانيات "ضعيفة"





نبأ الأردن - أكد مدير عام دائرة الآثار العامة يزيد عليان أنه تم وضع حمايات وشوادر في المنطقة الأثرية التي تم اكتشافها مؤخراً أثناء الحفريات في وسط البلد بعمان، مشيراً ألى أن هذه المنطقة مبنية أساسا من الحجر المتماسك ولن تتأثر بعد الإجراءات التي اتخذت، إن شاء الله، بمياه الأمطار، حيث تم التنسيق مع مدير العاصمة من أجل اتخاذ الإجراءات الكافية من حمايات وسواتر وشوادر.





وأضاف في تصريحات خاصة لموقع نبأ الأردن الإخباري بأن المنطقة ليست كبيرة حتى تتضرر، فمساحتها تبلغ عرض 3 أمتار وطول 4 أمتار فقط، وهي عبارة عن أقبية "مرصوصة"، ولذلك نتوقع، إن شاء الله أن لا تتأثر.





وأكد أنه رغم عدم معرفة كمية الأمطار التي ستهطل، وأين ستصب، لكننا كدائرة آثار، أخذنا الاحتياطات اللازمة لحماية المنطقة الأثرية بشكل جيد.





وحول احتمال اكتشاف المزيد من الآثار غير التي أعلن عنها في ذات المنطقة، قال عليان إنه إذا ما تم تحويل مسار العبارة في تلك المنطقة، فإننا سنكتفي بهذا القدر، لكن إذا كان من الصعوبة بمكان تحويل مسار العبارة حسب اللجان الفنية، فإننا لا نستطيع الحديث الآن لأننا ننتظر قرار اللجنة الفنية خلال يومين، فمن المعروف أن دائرة الآثار تتمسك بالآثار، لكن هناك حاجات المدينة والتوازن بين مصلحة عمان ومنع الفيضانات، وبين حماية الآثار، فهناك معادلة يجب حسابها بشكل جيد، وعلى ضوء توصيات اللجنة الفنية المكونة من خبراء هندسيين وآثاريين سنرى ما هي الخطوة القادمة، فإذا كانت التوصية باستمرار الحفر، فبالتأكيد أننا سنكتشف المزيد من الآثار، فمن المعروف أن عمان مثل جرش وهي مليئة بالزخارف والحجارة والأرصفة والشوارع المعمدة.





وقال إن عمان التي نشاهدها، هي غير ما هو موجود تحت الأرض، فهي مشابهة لجرش، فأين ما تحفر ستجد نوافير وأقبية وجسور وعبارات مياه، مشيراً إلى أنه عندما تم سقف "سقف الستيل" في الستينيات في العام 1964، لم يكن هناك من يوثق ماذا كان يوجد تحت الرصيف الذي تم سقفه، لكن كل الدلائل تشير إلى أنه يوجد آثار تحت الأرض.





وحول إمكانية تشييد متحف في الأردن على مستوى مرموق وعالمي لعرض آثار عمان والأردن بشكل عام واستغلالها كرافد سياحي، قال عليان إن إمكانيات الأردن ضعيفة لكن آثاره كبيرة، فلدينا في الآردن 100 ألف موقع أثري منها 15 ألف موقع مسجلة على قاعدة البيانات، ولدينا مئات الألوف من القطع الأثرية في المخازن والمستودعات، فمساحتنا صغيرة لكنها غنية جداً وفيها آثار مهمة ومتنوعة، ففي كل دول العالم تجد لون أو لونين من الآثار، أو حضارة حضارتين، لكن الأردن لديه من العصر الحجري مروراً بالعصر النحاسي والبرونزي والحديدي والهيلينسكي والفارسي واليوناني والروماني والبيزنطي والإسلامي، ولكل هذه الحضارات يوجد عندنا منها آثار، فآثارنا غنية.





وأضاف أن لدينا في الأردن قيم أثرية كثيرة منها 20 قيمة أثرية لا يوجد مثيل لها في العالم، فلدينا مثلا برج وحيد في العالم وهو الذي كانوا يتعبدون فيه خلال الفترة البيزنطية وهو برج أم الرصاص، وكذلك البتراء، وحقول دولمنز التي لا يوجد مثلها في العالم، وكذلك أقدم كنيسة والمغطس، واللوحات الفسيفسائية في مادبا، وأقدم تماثيل في العالم، وأقدم مدينة في العالم، وكذلك أقدم نفق مائي في العالم بأم قيس والذي يصل حد سوريا والاكتشافات والإثباتات موجودة لتثبت ذلك حيث يبلغ طوله نحو 140 كم، فهذه الأشياء معجزات من العمارة الأثرية الموجودة في الأردن، وبالتالي فإن الآثار الموجودة لدينا نادرة جدا، ولكن نحتاج لإمكانيات أكثر حتى نبرزها أكثر للعالم مما سيجعل لدينا نفط إسمه "نفط الآثار والسياحة"، مؤكداً أن هذا مستقبل الأردن





وأكد عليان أن العبئ على دائرة الآثار العامة كبير، مع الأسف الشديد، فيما إمكانياتها المادية ضعيفة، لكن الدولة انتبهت الآن لدائرة الآثار ويحاولون أن يدعموها قدر الإمكان، وتوجيهات الوزير الآن بدعم دائرة الآثار العامة حتى تستطيع أن تقوم بدورها وتخدم 15 ألف موقع أثري منتشر في كل الأردن ومن كافة العصور.





ونوه عليان الى ضرورة عدم "جلد" الدائرة لأن إمكانياتها ضعيفة في الوقت الذي تقوم فيه بدور كبير جدا فيما يتعلق بالآثار الكثيرة جدا بالنسبة لحجم الأردن، فتلك معادلة صعبة عندما نتحدث عن 15 ألف موقع أثري يحميها فقط 300 حارس، فهذه دائرة تحمي تراث الأردن المكتوب أساساً من خلال المواقع الأثرية، فما بالنا إن تشوهت هذه الآثار، في الوقت الذي نخوض فيها صراعاً حضارياً مع جهات تحاول أن تعمل على تشويه تاريخنا، فهذا الآثار بالتالي هي الحامية لتاريخ الأردن وهي الحامية لتصحيح قصة المكان في الأردن والذي يحاولون تشويهه، لكن الحقيقة أن الدائرة تقف لهم بالمرصاد، والحمدلله أن الأمور مطمئنة.






تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير