عام على رحيل مارادونا.. قضايا وتحقيقات ولماذا دُفن بدون قلبه؟
نبأ الأردن- مر عام على رحيل دييغو مارادونا، فقد توقف قلب أسطورة كرة القدم الأرجنتينية عن الخفقان في 25 نوفمبر 2020، وتوقف العالم للبكاء، ووداع الأسطورة في مشاهد مهيبة ستبقى محفورة في الذاكرة.
يحي العالم اليوم في جميع أنحاء المعمورة، الذكرى الأولى لرحيل الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا، أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق، وأشهر بطل لكأس العالم بقيادته منتخب الأرجنتين للتتويج بلقب نسخة عام 1986.
أثارت مسيرة أسطورة الكرة الأرجنتينية سواء الشخصية أو الكروية جدلا كبيرا قبل وفاته وحتى بعدها، وذلك بعدة أزمات لم تتوقف في الظهور لوسائل الإعلام على مدار سنوات.
رحل دييغو أرماندو مارادونا منذ عام، ولكن الحديث عن خبايا رحيله وأيامه الأخيرة لا يتوقف.
تكريم مارادونا
حظي مارادونا بتكريم واسع النطاق وبأكثر من وسيلة منذ وفاته، فقد استرجع البابا فرنسيس ذكرياته مع الأسطورة الراحل خلال مقابلة نادرة مخصصة للرياضة مع صحيفة "لا غازيتا ديللو سبورت" الإيطالية.
ويتذكر بابا الفاتيكان جيدا ظهور مواطنه مارادونا في نهائي كأس العالم 1986، عندما فازت الأرجنتين على ألمانيا الغربية، حيث كان يدرس وقتها في جامعة فرانكفورت.
وقال البابا للصحيفة الإيطالية: "التقيت بمارادونا خلال مباراة من أجل السلام في 2014 وأتذكر بكل سرور كل ما فعله من أجل مساعدة المحتاجين في العالم".
وأضاف: "على أرض الملعب كان شاعرا، بطلا عظيما قام بإسعاد الملايين من الناس في الأرجنتين ونابولي وكان أيضا رجلا هشا".
وتابع: "لدي ذكرى شخصية مرتبطة بكأس العالم 1986 البطولة التي فازت بها الأرجنتين بفضل مارادونا، كنت في فرانكفورت لتقديم أطروحتي، ولم أشاهد المباراة النهائية، علمت بالنتيجة في اليوم التالي عندما كتبت فتاة يابانية باللغة الألمانية على السبورة تحيا الأرجنتين".
واستكمل: "أتذكرها شخصيا، الأمر كان بمثابة الانتصار على الوحدة، لأنه لم يكن لدي أي شخص أشارك معه فرحة هذا الانتصار الرياضي".
وأما عن وفاة مارادونا قال البابا: "صليت من أجله وأرسلت للعائلة مسبحة ببضع كلمات تعزية شخصية".
بينما ارتدى مواطنه الآخر النجم ليونيل ميسي قائد برشلونة السابق ولاعب باريس سان جيرمان الحالي، في أول لقاء بعد وفاة دييغو قميصا يحمل اسم الأسطورة الأرجنتينية مما تسبب في تعرضه لعقوبة من قبل رابطة الدوري الإسباني.
بينما أطلق نادي نابولي اسم دييغو أرماندو مارادونا على ملعب النادي الذي كان يعرف باسم "سان باولو" وذلك في الرابع من ديسمبر 2020، أي بعد 10 أيام فقط من وفاته.
ولعب مارادونا لنابولي خلال الفترة من 1984 إلى 1991 وحقق مع الفريق إنجازات لم يسبق تحقيقها في تاريخ النادي أبرزها الفوز مرتين بالدوري الإيطالي ومرة بكأس الاتحاد الأوروبي.
وخاض نابولي، خلال الموسم الحالي، مبارياته ضد كل من هيلاس فيرونا، إنتر ميلان، ولاتسيو في الدوري الإيطالي بقميص خاص عليه صورة مارادونا بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته.
وفي اليونان، قام اللاعبون أصحاب الجنسية الأرجنتينية بتخصيص أغنية لتخليد ذكرى دييغو وإهدائها لروحه في قاعة الصالة الموسيقية كعمل خيري.
تفاصيل صادمة.. دُفن مارادونا بدون قلبه!
كشف الطبيب والصحفي، نيلسون كاسترو، تفاصيل سرية من سجلات النجم الراحل دييغو أرماندو مارادونا، بعد وفاته، تتضمن حقائق ومعلومات طبية صادمة متعلقة بصحة الأسطورة.
ونشر كاسترو كتابا بعنوان "صحة مارادونا.. قصة حقيقية"، للأسطورة مارادونا آخر من قاد منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم في مونديال المكسيك 1986، وذلك بعد مرور نحو عام على وفاته بتاريخ 25 نوفمبر 2020، في بوينس آيرس عن عمر ناهز 60 عاما.
وأجاب الطبيب عن سؤال، خلال ظهوره في مقابلة تلفزيونية للحديث عن كتابه، بشأن تعرض قلب مارادونا للسرقة بعد وفاته، قائلا: "كان هناك مشجعون متطرفون ينوون انتزاع قلب مارادونا (من داخل ضريحه)، لكن ذلك لم يحدث. الأطباء أخرجوا قلب مارادونا من جسده لأنه كان مهما جدا للتحقيق في ظروف وفاته".
وأضاف الطبيب الذي حصل على تفاصيل سرية من سجلات مارادونا الطبية واستمع إلى شهود لم يتحدثوا حتى الآن: "مارادونا مدفون بدون قلب! كان وزن قلبه نصف كيلوغرام، في العادة، يزن القلب 300 غرام، لكن قلب مارادونا كان كبيرا جدا، ويعود السبب إلى قصور فيه إلى جانب أنه كان لاعب كرة قدم".
وقال نيلسون إن مارادونا: "كان مدمنا بشكل مخيف على كل شيء ضار، أي شخص آخر غيره كان سيموت في سن أقل بكثير، لكنه كان يملك جسدا له قدرة خاصة على المقاومة"، مشيرا إلى أن مارادونا كان من الممكن أن يحظى بصحة أفضل، ولكن "مشكلته أنه لم يسع مطلقا للحصول على علاج فعال".
ويعتقد ماتياس مورلا، محامي دييغو مارادونا، أن سوء الرعاية الطبية قد يكون السبب المحتمل لوفاة الأسطورة.
ابنتا مارادونا
ولم تتوقف المشاكل عقب وفاة مارادونا عند ذلك الحد، بل أن كلوديا فيلافاني زوجة مارادونا السابقة اتهمت محاميه، مورلا باختطافه لمنع ابنته جيانينا من مراعاته صحياً في آخر أيامه.
تقول طليقة مارادونا: "يريدون إظهاري في صورة الشخص الشرير، والحقيقة أن المحامي هو الشرير، لقد اختطف دييجو، لا يمكنني أن أستمر في الاستماع لتلك الفظائع".
تجدر الإشارة إلى أن فيلافاني تزوجت مارادونا في 7 نوفمبر عام 1989، في زيجة استمرت 15 عاماً، حتى حدث الطلاق في 2004 وأسفر الزواج عن إنجاب ابنتي الأسطورة دالما نيريا وجيانينا دينورا، الزوجة السابقة لسيرجيو أجويرو مهاجم برشلونة الحالي.
ونفت فيلافاني وجود أي خلافات شخصية مع دييغو رغم حقيقة دخولهما في صراع قضائي لأسباب مالية، مضيفة: "كنت غاضبة بسبب أمر معين، ولكني بعدها التقيت دييغو ورقصنا معاً واحتضنني، لقد عدت للحديث معه رغم أن ذلك لم يظهر في العلن".
وأكملت: "كانت هناك نزاعات قضائية بيننا، ولكن كنا نعرف كيف نفصل الأمور جيداً".
الممتلكات والسيارات.. والديون
أشارت صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية، إلى أن بعد وفاة مارادونا، بعام بدأ الإعلان عن الممتلكات والكنوز المختلفة التي احتفظ بها الأسطورة الأرجنتينية، مع الخلاف حول ميراثه، وتم الكشف عن 500 مليون دولار تم إنفاقها على سلع وممتلكات مختلفة ظهرت شيئا فشيئا.
وأوضحت الصحيفة أنه بهذه الطريقة، ليس من السهل حساب المبلغ الحقيقي الذي كان يملكه مارادونا عند وفاته، لكن ذلك لم يحرم الورثة من بدء معركة لأخذ نصيبهم، وبعد التحقيقات الأولى، أكد القضاء الأرجنتيني أنه لم يكن لديه سوى 6 ملايين يورو من بين جميع الحسابات التي كانت لديه في دبي وسويسرا وبيلاروس وإيطاليا والمكسيك والأرجنتين.
ومع ذلك، أشارت الجهات القضائية الأرجنتينية إلى أن دييغو يمكن أن يراكم أصولا بقيمة 100 مليون دولار يضاف إليها مبلغ ضخم من المال قد يصل إلى 80 مليونا يديره محاميه السابق ماتياس مورلا، الذي يعتبر قلب أهم جزء من تراث مارادونا، حيث إنه يدير علامته التجارية الشخصية، وهذا التراث غير المادي، من ناحية أخرى، هو الأكثر قيمة والأكثر دخلا بفضل كل ما كان يولده منذ وفاته.
واتهم أبناء مارادونا الخمسة، المحامي مورلا في مناسبات عديدة بتهمة الاستيلاء على حقوق والدهم. وهكذا، رفعت دلما وجيانينا دعوى قضائية بتهمة الاحتيال والاستيلاء وطلبتا من القاضي منع محامي والدهما السابق من "تخصيص أو بيع أو نقل أو التصرف بأي شكل من الأشكال في جميع العلامات التجارية مارادونا التي استولى عليها أو استولى عليها بشكل غير قانوني" .
أنفق مارادونا الأموال طوال حياته على العقارات والسيارات والاستثمارات والأهواء الأخرى. من بين أشهرها، شققه في بوينس آيرس، والتي انتهى بها الأمر إلى أن تكون مكانا يأتي إليه الزوار لزيارته بعد وفاته، أي أنه تحول لمزار سياحي.
كما أثارت ممتلكاته العقارية جدلا في زيجاته، مثل مع كلوديا فيلافيني، التي كانت مسؤولة عن 80 مليون بيزو، يزعم أنه أنفقها على ستة عقارات في الولايات المتحدة، أخيرا بعد عدة عمليات بقي منزلين فقط.
كما أن مارادونا من أشد المعجبين بالسيارات الفاخرة ولديه مجموعة واسعة منتشرة حول العالم، مثل "Rolls Royce" في دبي أو "4x4" برمائي في بيلاروس، إضافة إلى مجموعة "Ferraris".
إلى كل هذه المشتريات من الأرجنتين، تضاف الهدايا التي تلقاها على مر السنوات، تم اكتشاف العديد منها بعد أسابيع قليلة من وفاته في غرفة تخزين في الأرجنتين: رسالة من فيدل كاسترو، الجيتار الذي قام به أندريس كالامارو بتأليف أغنية مارادونا.
مزادات مارادونا
كان هناك الكثير من الأشياء التي يمكن بيعها في المزادات للاعب مثل مارادونا لجلب ملايين الأموال، ولكن رغم رفض الفكرة في البداية إلا أن الديون التي لاحقت ورثته أجبرتهم على عرض بعض مقتنياته في مزادات.
وفي شهر أبريل الماضي، تم الإعلان عن بيع أول قميص شارك به مارادونا في كأس العالم في لقاء ضد بلجيكا يوم 13 يونيو 1982، وخسرته الأرجنتين 0-1.
الغريب أن من عرض القميص للبيع ليس عائلة دييغو، لكن الصحفي الذي حصل على القميص من مدرب الأرجنتين وقتها سيزار لويس ميونتي، ولكن بعد ذلك تم الاتفاق على عرض مقتنيات دييغو للبيع في مزاد.
وبعد نحو عام من وفاته، قرر أبناء مارادونا الـ5، دييغو وجيانا ودلما وجانا ودييغو فرناندو، إقامة مزاد يحمل اسم "مزاد صاحب القميص رقم 10"، لبيع بعض المتعلقات غير العاطفية للنجم الأرجنتيني الراحل.
وسيعرض المزاد الذي يُعقد في 19 ديسمبر المقبل على الإنترنت، منزلا أهداه مارادونا لوالديه، وسيارتي "بي إم دبليو"، بالإضافة إلى رسالة من الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو.