حُمّى تشكيل الأحزاب .. السردية : "لَمَّة عُرس" .. وأبو سويلم : الشعب مَن يحكم

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن - يتضح أن مرجل تشكيل الأحزاب بدأ بالغليان على نار ليست هادئة في تسارع الإستقطاب والتكوين وذلك منذ بدء تسريبات ما جد من طروحات لجنة الإصلاح مؤخرا وما طرأ عن التوجهات السياسية الأردنية الداخلية في مقبل الأيام وما يتوافق مع آليات الترشح للانتخابات البرلمانية في الدورة المقبلة عقب مصادقة البرلمان الحالي على الإصلاحات التي سلمتها اللجنة إلى الملك مؤخرا والتي شملت أهم القوانين الناظمة للحياة السياسية.
وتدور مشاورات واستمزاجات رأي بين الكثير من الشخصيات الأردنية، ويبرز من بينها شخصيات نيابية وأخرى من مجلس الاعيان وفعاليات أخرى تعتبر وازنة على السطح الأردني العام بغية الخروج بمسميات أحزاب جديدة استعداداً للمرحلة المقبلة.





وفي هذا الوقت، بدأت شخصيات سياسية بالترويج لعدد من الأحزاب التي بدأت بتشيلها في محافظات المملكة، والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو : هل فعلاً أن هذه الأحزاب التي تسير على طريق "الإشهار"، تبحث بحق عن تجويد العمل الحزبي وحمل المسؤولية الوطنية التي يجب أن يطلع به الحزب الذي من المفترض أن يحمل أفكاراً في كافة المجالات تهدف لرفع سوية الأداء الحكومي، وأداء الدولة، أم أن هذه خطوات تأتي استباقاً للوقت الذي تصبح فيه توصيات لجنة تطوير العمل السياسي "واقعاً" بعد أن تمر بكافة طرقها وقنواتها الدستورية، والتي أعطت الفرصة الأكبر للأحزاب لأن تكون الممثل الأكبر في البرلمان.





في هذا الشأن تقول النائب الأسبق ميسر السردية في تصريحات خاصة لموقع نبأ الأردن الإخباري إن ما هوس تشكيل الأحزاب يذكرني بفكرة "اللمة" التي يبادر لها الناس في حالة جمع الدية أو معاونة العريس أو أهل الميت، فما نلحظة من خلال مراقبة آلية التشكيل يصب في هذا التوصيف الشعبي، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن : ما هي الأطر التي تجمع تحويشة المنتسبين الجدد لهذه الأحزاب؟ وهل يجمعهم تنظيم فكري تأطيري أو أيدلوجي أم أنها حشوات منافعية مؤقتة لا علاقة لها بالحرص على تقدم الحياة السياسية بقدر ما تصب في مصالح فئة بعينها لحصد " حقلة" الانتخابات البرلمانية المقبلة عقب ما رشح عن اللجنة الملكية للإصلاح المنظومة السياسية في الأردن.





وتضيف، ومن وجهة نظري فإن هذه الطريقة في تشكيل الأحزاب "على عجل" لن تقدم أو تؤخر في "نضجنا" السياسي على الوجهين بقدر ما تصب في مكاسب خاصة ينتهي مفعولها بانفضاض "سامر" الانتخابات دون لمس مخرجات مضمونها لبقية الشعب غير المتحزب لفلان وعلتان، وفي نهاية المطاف وحسب اعتقادي، تتابع السردية، ما نراه هي أحزاب شخصية وليست ما نأمل ونرجو من تطور حقيقي لا يمكن ضمانه بدون ضمان الحريات العامة حقيقة وبعيدا عن حريات " الميك آب" المستهلكة.





وتختم السردية بالقول، والسؤال الذي يطرح نفسه غصب عنا : لماذا لا تفعل الأحزاب الموجودة على أرض الواقع أصلاً.





من جانبه أوضح النائب الأسبق موسى ابو سويلم صاحب فكرة تأسيس حزب" الأمة"، أن ما دفع العديد من السياسيين للعمل على تشكيل احزاب جديدة في هذه المرحلة، هو بالمقام الأول يعود الى أن الدستور نص على حق الأردنيين في تشكيل الأحزاب ممن لديهم أفكار معينة ويأملون في تنفيذها من خلال حزب معين يسعون لتشكيله.
وأضاف أبو سويلم لـ"نبأ الأردن"، في ظل الظروف والمعطيات الجديدة وربما تَغيُّر الاقطاب وبالتالي تَغيُّر السياسة الداخلية الى حد ما بإعطاء مساحة أوسع للأحزاب والعمل السياسي وتحديداً في ضوء مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وأننا على أبواب مرحلة تستقبل حكومات برلمانية من خلال أحزاب وما يصل منها الى مجلس النواب، عزز جانباً من الأمل لدى الكثير منهم.
وفي تعليقه حول الرأي الذي يقول بأن الهدف من تشكيل الأحزاب هو الإستباق من أجل المصالح الشخصية، أكد على أن في العمل الحزبي من حق كل شخص ممارسة صلاحياته في إطار الدستور والقانون والشعب هو من يحكم في النهاية، اذ أن الأحزاب الموجودة الآن قد يقسمّها الشعب من حيث مصداقيتها وفعاليتها وتأثيرها، إضافة الى مدى جديتها.
وشدد على أنه بما أن الحياة الديمقراطية قد عادت الى طبيعتها في الأردن بناء على جملة معطيات، فالأصل بالأحزاب أن تشكل حكومة بناء على برامج مختلفة، لافتا الى أن الأحزاب القديمة والحديثة أمامها الكثير ليتم التأكد من حقيقة برامجها لدى الشعب .





ونوه أبو سويلم بالقول:" بما بأن جلالة الملك كفل مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنطومة السياسية، وهذا عامل مشجع لأي سياسي ليعود لممارسه عمله ويطرح برنامجه ضمن إطار حزب معين يسعى له، حتى لو لم يحصل على النجاح في الدورة البرلمانية العادية الأولى، فمن الممكن أن يكون بالدورات القادمة".





وقال:" العمل السياسي عمل دؤوب ويحتاج للكثير من الصبر والتحمل والا لا يكون عمل حزبي".


تابعوا نبأ الأردن على