الروابدة: مؤتمرو أم قيس اتحدوا في وجه التآمر والخذلان
نبأ الأردن- استذكر متحدثون في حفل احياء مؤتمر أم قيس الذي عقد عام 1920 تضحيات الرعيل الاول من بناة الدولة الاردنية ويقظتهم وحسهم السياسي المتقدم بمخرجات المؤتمر الذي مثل حالة تقدمية اسست اركان الدولة الاردنية ووضعت نهجا للدفاع عن فلسطين والاسهام بثورات احرار الامة.
وقال راعي الاحتفال الذي نظمته مؤسسة اعمار اربد بالتعاون مع مديريتي الثقافة والسياحة الإثنين في حوش أم قيس الذي احتضن المؤتمر رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة رئيس مجلس ادارة المؤسسة ان مؤتمر أم قيس ورجالاته اثبتوا ان الاردنيين يمتلكون من الوعي السياسي لما يدور حولهم والارادة الحرة ما يكفي لبناء دولة وصوغ مقومات العمل النضالي القومي والعروبي.
وأضاف الروابدة إن أحرار الامة الذين اجتمعوا في أم قيس عام 1920 ثاروا مع امتهم فكان اردنهم ميدان الثورة ومستودعها ومعسكرها حين شاركوا في صياغة الدولة العربية كانوا من اعز اركانها، وعندما تكّشف لهم تآمر الحليف صمدوا واتحدوا ووقفوا كالطود في وجه التآمر والخذلان فكتبوا اتفاقية تعجز عنها دساتير العلماء والفقهاء وادعياء الثورة.
وزاد الروابدة” وعندما ادعى البعض أن الاردن لم يكن فيه قيادات سياسية فاثبت المؤتمرون في أم قيس انهم من دهاة السياسة الذين لم تخرجهم جامعات ولكن خرجتهم دواوين تربوا فيها على الرجولة والبسالة وحب الوطن والامة فشكلوا القدوة والنموذج وكانوا خير البناة عند نشأة الدولة الحديثة “.
وقال أمين سر مجلس مؤسسة اعمار اربد المهندس منذر البطاينة، إن رجالات مؤتمر ام قيس شكلوا حالة وعي وادراك سياسي قادة الامة واستذكر دور رجالات الاردن واحراره في مسيرة بناء الدولة الاردنية بقيادة ال هاشم واتفاق احرار العرب والاردن من حولهم فكان مؤتمر ام قيس نموذجا يعتد به في مواجهة التحديات والخطوب والتعاطي مع الاحداث الجسام فكانت الكرامة نهجهم والايثار والمصلحة العربية والوطنية العليا ديدنهم ليبقى الاردن وطن المحبة والامان والخير متمسكين بالثوابت القومية والعربية.
وأشار البطاينة الى أن تصدي مؤسسة اعمار اربد بالتعاون مع شركائها في انجاز هذه الاحتفالية يأتي تجسيدا لدورها في استذكار تضحيات وجهود الاجداد والاباء لتكون زادا للابناء وفي رحلة العمل والبناء لرفعة الوطن، لافتا الى انه سيصار الى توثيق الاحتفال واصدار كتاب خاص عن مؤتمر ام قيس يوثق الظروف التي كانت سائدة قبل واثناء وبعد المؤتمر، مؤكدا ان المؤتمر اسهم آنذاك بالتمهيد لتأسيس وبناء الدولة الاردنية.
وقال مدير ثقافة اربد عاقل الخوالدة إن المؤتمرين في ام قيس عام 1920 رسموا خارطة طريق بالبنادق والخيول ليقولوا ان هذه البلاد عربية حرة ابية يفخر بها الابناء والاحفاد وهي تمضي في معارج الرقي والتقدم حاملة ارث الرجال والبناة الاوائل الذين مضوا مع بني هاشم جيلا فجيلا حتى غدا الاردن يباهي العالم بانجازاته على الصعد كافة رغم شح الامكانات وتواضع الموارد.
وقالت مديرة سياحة اربد الدكتورة مشاعل الخصاونة : لان الاحتفال بتوثيق مؤتمر ام قيس يعني التوثيق للدور الكبير الذي قام به الهاشميون مع ابناء وطنهم وامتهم في بناء اردن الانجاز والتقدم منذ عهد جلالة الملك المؤسس عبدالله الاول وحتى عهد جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني لتبقى منارة تهتدي فيها الاجيال، مشيرة الى أن انجازات قطاع السياحة والاثار في المئوية الاولى من عمر الدولة الاردنية.
ونوه المؤرخ الدكتور احمد الزعبي، الى ان استذكار المؤتمر يهدف الى ربط التاريخ بالجغرافيا والدور النضالي لأحرار الامة في سياق الظروف التي سبقت انعقاد المؤتمر ومخرجات المؤتمرات المماثلة التي عقدت في تلك الفترة كمؤتمر قم ومعركة تل الثعالب ومعركة ميسلون وغيرها من الاحداث التي استوجبت التقاء احرار الامة والطلب من ملك الحجاز الشريف الحسين بن علي ارسال احد ابنائه لقيادة الامة التي لم تجتمع على قيادة غير قيادة بني هاشم فكان مؤتمر ام قيس داعما للثوار وموردا للسلاح ومحطة للتزود بالعتاد والذخيرة.
من جهته قال المؤرخ والباحث الدكتور علي المحافظة، إن مؤتمر أم قيس يذكرنا ببدايات نشوء الدولة والكيان السياسي الأردني الذي صاغه شيوخ ورجالات اجتمعوا في ام قيس وجمعهم ذكاء ووعي سياسي كبير لوضع تصورات للدولة التي يريدون وفق كيانات سياسية قابلة للحياة على الارض ولها ادارة سياسية تتمثل بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وجيش يحميها قادر على فرض سيادتها على ارضها فكان الاردن ملجأ للثوار واللاجئين والسياسيين دون اي عوائق، مضيفا أنه وفي هذه الحقبة كان على رأس الدولة امير عربي هاشمي لتبدأ مع ذلك قصة النشوء الى جانب دور المؤتمر في دعم الثوار وحمايتهم ومدهم بالسلاح والعتاد.
وفي ختام الحفل الذي حضره محافظ اربد رضوان العتوم وعدد من المسؤولين تم تكريم ابناء واحفاد من شاركوا بمؤتمر ام قيس.