#عاجل| تعرف على أبرز عمليات الهروب الفلسطينية الناجحة من السجون ..
يُشكّل الهروب من السجن إحدى الأساليب الدفاعية والنضالية التي يستخدمها الأسرى لمواجهة السجان الإسرائيلي، إلى جانب أساليب أخرى جماعية أو فردية، تبدأ بمعارك الأمعاء الخاوية وتنتهي بطعن السجان، مرورًا بالتثقيف والتنظيم السياسي والتمرّد على الأوامر.
لكن تبقى عمليات الهروب من السجن إحدى أقوى الوسائل النضالية، وتُعد تحدياً صريحاً للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، إذ يجنّد الأسرى كل معلوماتهم وابتكاراتهم لإنجاح المحاولة وكسر هيبة الأمن الإسرائيلي.
ورصدت وكالة "صفا" الفلسطينية أهم محاولات الأسرى للهروب من سجون الاحتلال مستخدمين عدة وسائل وطرق.
أساليب مختلفة
وهرب الأسير ناصر عيسى حامد من مبنى المحكمة في 27/1/1983، مستغلا المواجهات التي اندلعت بين مجموعة من الأسرى وقوات الاحتلال، فخرج من بوابة مقر المحكمة العسكرية بالتحايل.
كما استغل الشهيد صالح طحاينة من سيلة الحارثية، إعادة انتشار قوات الاحتلال بعد اتفاقيات "أوسلو" ونقل الأسرى إلى الداخل المحتل، لينتحل شخصية أسير آخر، وتم نقله في العام 1996 من سجن جنيد إلى سجن النقب، بدلًا من سجن نفحة.
وكان طحاينة محكومًا بالسجن 33 عاما، وبعد انتقاله إلى سجن النقب، انتحل شخصية الأسير عامر زيود وتم الإفراج عنه بدلًا عن الأخير.
وهرب الأسير الشهيد عمر النايف في العام 1990، عندما كان في مستشفى في بيت لحم، بعد تدهور وضعه الصحي بسبب الإضراب عن الطعام.
وخلال عمليات الهروب الجماعية، استخدم الأسرى أساليب مختلفة، منها حفر الأنفاق من غرفة في السجن إلى الخارج، أو قص قضبان نافذة في الغرفة والتسلل منها إلى الخارج، أو الجمع بين عدة أساليب كما فعل ثلاثة أسرى، خليل مسعود الراعي وشوقي أبو نصيرة وكمال عبد النبي، في العام 1987، الذين هربوا من سجن نفحة، وكان الهروب من سجن غزة المركزي شجعهم على مواصلة التفكير بالهروب والتحضير له.
الهروب الكبير
ويعتبر الهروب من سجن غزة المركزي، يوم 17/5/1987، من أجرأ عمليات الهروب التي حصلت في السجون الإسرائيلية، ولاسيما أنها شملت ستة أسرى، معظمهم محكوم بالمؤبد، وكانت بقيادة الشهيد مصباح الصوري، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الذي كان هرب سابقا من السجن وكان أعلن أنه سيهرب مرة أخرى، كما فعل حمزة يونس قبله.
وكان أبطالُ عملية الهروب الكبير تلك ستةً، هم بالإضافة إلى الصوري، صالح اشتيوي، وسامي الشيخ خليل، ومحمد الجمل، وعماد الصفطاوي، وخالد صالح.
الوسيلة الأخرى للهروب تجسّدت في حفر الأنفاق، من الغرفة في السجن إلى الخارج، ونفذتها عدة مجموعات حاولت الهروب، من سجون مختلفة.
في العام 1996، اجتمع 16 أسيرا من حركة حماس في غرفة واحدة في سجن عسقلان، بقيادة الأسرى الخمسة المحكومين بالمؤبد، محمود عيسى ومحمود عطون وموسى عكاري وعبد الناصر عيسى وماجد أبو قطيش، للعمل من أجل الهروب.
وقرّر الأسرى حفر نفق من غرفتهم إلى خارج السجن، وعملوا ليلا نهارا طيلة أسابيع ووصلوا إلى حفر 17 مترا، وكادوا أن يصلوا إلى خارج السجن، لكن اكتشفت مصلحة السجون النفق، بسبب الرمال التي أغلقت شبكة المجاري.
ورغم فشل المحاولة، ابتكر الأسرى عدة وسائل للحفر والتهوية والتمويه، ما يدلّ على قوة إرادتهم وتصميمهم.
في العام نفسه، خطّط الأسيران غسان مهداوي وتوفيق الزبن لعملية الهروب من سجن كفريونا.
وكان الأسير غسان مهداوي نُقل من سجن جنيد إلى سجن كفريونا وفقا للترتيبات المتعلقة باتفاقيات أوسلو.
وحفر الأسيران نفقا من السجن إلى الخارج، وبعد 4 أشهر من العمل الشاق، تحرّرا في يوم 4/8/1996.
وأحدثت عملية الهروب صدمة كبيرة في كيان الاحتلال، وهزّت منظومته الأمنية الخاصة بالسجون بحيث عنونت الصحافة الإسرائيلية "المخربون يسخرون من السجانين".
وحاول 24 أسيرًا من حركة حماس الهروب من سجن شطة في أيار من العام 1998، عبر حفر نفق طوله 20 مترًا، استمر الحفر فيه 77 يومًا.
وفي صباح يوم 12 أيار من العام 2003، تمكّن الشهيد رياض خليفة والأسير المحرر أمجد الديك والشهيد خالد شنايطة من حفر نفق يخترق جدران سجن عوفر، في الضفة الغربية.
وذكر الأسير المحرر أمجد الديك أنهم حفروا النفق بالملاعق وأظافرهم على مدار 17 يوما، وكان طوله 15 مترا.
هروب جلبوع
وكشفت مصادر عبرية، صباح اليوم الإثنين، تفاصيل عن عملية تمكّن خلالها ستة أسرى من الهروب من سجن جلبوع، شديد الحراسة.
وذكرت قناة 12 العبرية التي وصفت العملية بـ"الخطيرة"، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن موظفي مصلحة سجون الاحتلال اكتشفوا فقدان عدد من الأسرى الساعة 01:00 بعد منتصف الليل.
وأشارت إلى أن حفر النفق كان من غرفة المرحاض، وتمكن الأسرى من الخروج عبر خط الصرف الصحي.
وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها نحو 4850 أسيرًا، بينهم نحو 40 أسيرة، و225 طفلا، و540 معتقلا إداريا، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.