بايدن يلقي خطابا حول الانسحاب من أفغانستان
نبأ الأردن-يتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الأميركيين، الثلاثاء، بشأن خروج الولايات المتحدة من أفغانستان بعد حرب فاشلة استمرت 20 عاما كان تعهد إنهائها لكن أيامها الأخيرة تلقي بظلالها على رئاسته.
وأعلن البيت الأبيض أنه من المقرر أن يلقي الرئيس الديمقراطي خطابه الساعة 14:54 (18,45 ت غ)، في تأجيل عن التوقيت المعلن سابقا.
كان وضع حد لهذه "الحرب التي لا تنتهي" أحد أكبر وعود بايدن أثناء حملته الانتخابية، وكانت الفكرة تحظى بشعبية واسعة.
بعد مقتل 2356 عسكريا أميركيا وجرح عدة آلاف آخرين، وإنفاق ما يقدر بنحو 2.3 تريليون دولار في مسعى للانتصار على طالبان، عاد المتمردون إلى السلطة مع فقدان الأميركيين الاهتمام بالحرب.
لكن الانسحاب الذي انتهى بمغادرة آخر القوات والدبلوماسيين جوا عند منتصف الليل من كابل، اعتبره كثيرون في الولايات المتحدة هزيمة نكراء.
ويجد بايدن الذي يتحمل تلك الهزيمة، نفسه الآن في وضع سياسي هشّ.
بعد رحلات إجلاء استمرت أسبوعين، وهي عملية ضخمة شابها هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 13 جنديا أميركيا وعشرات الأفغان، ترك بايدن للبنتاغون ووزارة الخارجية مسؤولية إصدار إعلان إتمام الانسحاب الاثنين.
وكان الرئيس الأميركي حضر الأحد وصول النعوش التي تحوي رفات القتلى العسكريين الثلاثة عشر إلى الأراضي الأميركية، وهم آخر عسكريين أميركيين يموتون في حرب لم يعد الرأي العام يدعمها منذ فترة طويلة.
ظهر بايدن علنا لفترة وجيزة الإثنين لعقد لقاء عبر تقنية الفيديو مع مسؤولين محليين في ولاية لويزيانا لمناقشة الاستجابة لإعصار أيدا، لكنه لم يجب على أسئلة الصحافيين.
ومع إعلان البنتاغون مغادرة الطائرة الأخيرة بسلام، أصدر بايدن بيانا مكتوبا يحثّ على "صلاة الشكر".
وستتاح لبايدن فرصة لشرح رؤيته خلال الخطاب الذي يلقيه من البيت الأبيض.
ويصور الجمهوريون بقيادة سلفه دونالد ترامب، الانسحاب على أنه فشل مذل وهزيمة تفوق حتى إجلاء عام 1975 من سايغون، وإشارة للعالم بأن الولايات المتحدة استسلمت.
من المرجح أن يقدم بايدن حجة مختلفة تماما، مفادها أن إنهاء حرب على الجانب الآخر من العالم لم يكن يتوقع أن يكون سهلا وأنه أول رئيس منذ 20 عاما تحلى بالشجاعة للإقدام على ما كان الجميع يعلم أنه حتمي.
نصر أم هزيمة؟
رغم أن فكرة مغادرة أفغانستان كانت تحظى بشعبية، إلا أن طريقة الخروج صدمت الأميركيين.
بدأت الفوضى مع الانهيار المفاجئ للجيش الأفغاني الذي نصبته الولايات المتحدة، ما سمح لطالبان بالانتشار في أنحاء البلاد من دون مقاومة تقريبا.
أدى ذلك التغير المفاجئ في ميزان القوى إلى إنشاء جسر جوي استثنائي استمر أسبوعين، أجلي عبره نحو 120 ألف شخص معظمهم من الحلفاء الأفغان إلى خارج البلاد.
ولم تسلم طريقة تنفيذ العملية من الانتقاد الحاد، إذ يقال إن ما يصل إلى 200 مواطن أميركي تقطعت بهم السبل في أفغانستان ولم يتمكنوا من الوصول إلى مطار كابل.
واتسم التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة 13 عسكريا بالوحشية، لا سيما وأن خمسة من الضحايا الأميركيين كانوا في العشرين من العمر، وكانوا بالكاد ولدوا عندما بدأت الحرب.
وما زاد الطين بلة هو أن عملية الإجلاء بأكملها حدثت فقط لأن طالبان سمحت بها.
لكن بايدن يعتبر ما حدث انتصارا.
وقال جو بايدن في بيانه الاثنين إن "الأيام الـ17 الماضية شهدت قيام قواتنا بتنفيذ أكبر جسر جوي في تاريخ الولايات المتحدة، إذ قامت بإجلاء أكثر من 120 ألف مواطن أميركي ومواطنين لدول حليفة وحلفاء أفغان للولايات المتحدة".
وأضاف "لقد فعلت ذلك بشجاعة ومهنية وتصميم لا تضاهى".
وكرر الرئيس الديمقراطي في بيانه تطمينات مسؤولين أميركيين ودوليين بأن طالبان وافقت على السماح لأشخاص لا يزالون عالقين في أفغانستان بالمغادرة.
بالنسبة له، لا يعد ما حصل إخفاقا، بل هروبا جريئا من كابوس.
يمكن أن يكون للصراع حول تفسير الانسحاب تأثير كبير على مصير ولاية الرئيس الديموقراطي برمتها، وسيكون خطاب الثلاثاء في البيت الأبيض فرصته للدفاع عن رؤيته.