د.إدريس علي يدعو لخلق بيئة إبداعية تستقطب الكفاءات وتُقلل هجرة الأدمغة
نبأ الأردن - كتبت خولة خمري -
صحفية وباحثة أكاديمية في قضايا حوار الحضارات والأديان
Khaoula.khamri@hotmail.com
في لقائه مع الصحفية خولة خمري صرح الدكتور الجزائري إدريس علي المختص في العلوم السياسية والمحاضر بجامعة سيدي الجيلالي ليابس بمدينة سيدي بلعباس العريقة أنه يتعين على الحكومات العربية وضع خطط إستراتيجية للخروج من الركود الاقتصادي الذي تعاني منه أغلب الدول العربية خاصة في الفترة الراهنة نتيجة الأزمة العالمية التي سببها فيروس كورونا هذا وللباحث الجزائري العديد من الأبحاث والدراسات التي تدور حول سبل الاستفادة من الطاقات الشبابية المبدعة سواء بمجال العلاقات الدولية أو غيرها من المجالات هذه الطاقات التي تتمتع بها مختلف الدول العربية وقد صرح الخبير السياسي إدريس علي قائلا : أنا مستعد لتقديم خطط إستراتيجية حول التنمية المستدامة للحكومات العربية من خلال استغلال الطاقات الشبابية المبدعة من أجل النهوض بالاقتصاد العربي وإحداث النقلة النوعية للاقتصاد العربي الذي يعاني بشكل كبير وكذلك توثيق العلاقات السياسية بين الدول العربية" وذلك في إطار سلسلة برامجه لهذه السنة.
وقد استهل الباحث حديثه مع الصحفية خولة خمري عن الإشكاليات السياسية و الاقتصادية التي تنتج عن تهميش القطاعات الرئيسية الحساسة وعلاقتها بالمنظومة السياسية عامة خاصة قطاع السياسة التي تنتهجها الدول العربية في علاقتها مع الدول الغربية وتبعات ذلك على المنظومة السياسية والاقتصادية العربية مقدما العديد من الاقتراحات كونه خبيرا في إدارة العلاقات السياسية داعيا إلى تبني سياسة القوة الناعمة لجلب الاستثمارات والترويج أكثر للسياحة وبالتالي الجمع بين مختلف الثقافات ولعل تركيا نموذجا واضحا حيث نجحت بشكل كبير باستغلال ما يطلق عليه بالقوة الناعمة وكذلك دعا الدكتور إدريس علي إلى الاستثمار في التجارة الالكترونية للترويج للمنتجات المحلية واستقطاب السياح في إطار الترويج للمناطق السياحية التي تزخر بها الدول العربية وذلك لما تتمتع به الكثير من الدول العربية من أماكن سياحية دينية جد متميزة باعتبار هذا المجال وجهة الشباب حاليا للعمل الحر حيث صرح قائلا "إن الاستثمار في السياحة أمر مهم وضروري لإنعاش الاقتصاد العربي ولابد من دفع الشباب الواعد نحو هذا المجال خاصة عبر ما يسمى بالتجارة الالكترونية فقد ألزمت جائحة كورونا كبرى الشركات العالمية على العمل عن بعد وهو ما فتح آفاقا جديدة للشباب رواد الأعمال على ولوج عالم العمل أون لاين والتعريف ببلدانهم ومدى جمالها وتمتعها بمناظر طبيعية خلابة وهي فرصة ثمينة للدول العربية على فتح آفاق جديدة للشباب الذي أثبت جدارته في هذا المجال".
كما أكد الدكتور الجزائري إدريس علي على ضرورة وعي الشعوب العربية بمدى أهمية وسائل الإعلام الجديد لتفعيل القوة الناعمة هذه الوسائل المختلفة التي أصبحت وجهة الشباب اليوم للترويج لأفكارهم ومنتجاتهم لكسب المال ونتائج ذلك على انتعاش الاقتصاد فقد أثبتت جائحة كورنا العالمية بضرورة إقامة صمام أمان تجاه النتائج المترتبة عن هذه الجائحة والباحث في رؤيته الاستشرافية لعالم ما بعد كورونا أكد على أن الخارطة السياسية للعالم ستتغير بشكل كبير في عالم ما بعد كورونا حيث سنشهد تغيرات جذرية لنمط الحياة وستعتمد الدول بشكل كبير على وسائل الإعلام الجديد ودورها في إنعاش مختلف القطاعات خاصة القطاع السياحي لذلك صرح الباحث قائلا: " وجب علينا الاستعداد لهذا العالم قبل فوات الأوان خاصة أن هناك العديد من الدول حققت قفزات نوعية في التقنيات الجديدة التي ظهرت وتطورت أكثر مع فترة الحجر الصحي الذي سببه فيروس كورونا كبروز تقنيات البلوك تشين التي سهلت كثيرا التعاملات بين المؤسسات وعملائها خاصة التعاملات المالية".
هذا وقد دعا الدكتور إدريس علي المؤسسات إلى ضرورة الاقتداء بالتجارب الناجحة في مجال العلوم السياسية والاقتصادية مقدما خالص شكره للشباب العربي الواعي بمدى أهمية خلق الأفكار الإبداعية في دفع عجلة التنمية كما عرج على الظاهرة الجديدة التي توجه لها الشباب العربي وهي التجارة الالكترونية التي نمت بشكل كبير في ظل جائحة كورونا حيث ثمن الباحث ذلك كثيرا مشيدا بمدى وعي الشباب العربي بأهمية الاستعداد للمتغيرات السياسية والاقتصادية القادمة وفي هذا الإطار الدكتور الجزائري إدريس علي صرح أنه مستعد لتقديم ورشات علمية ودورات تعمل على وضع ميكانزمات على أرض الواقع توجه الشباب العربي لنجاح مشاريعهم المختلفة كما دعا مختلف منظمات المجتمع المدني إلى دعم الشباب نفسيا و ماديا لدفع عجلة التنمية.
وكما صرح الدكتور في نهاية حديثه بأنه مستعد لقبول دعوة أي مؤسسة تود منه توضيح بعض الإشكاليات المتعلقة بخبايا عالم السياسة والاقتصادية وسبل الاستفادة من التطورات الأخيرة التي وصلت لها هذه العلوم وذلك من خلال تقديمه لخطط إستراتيجية للمؤسسات والحكومات كونه خبيرا بهذا المجال، وقد وعد الباحث الطلبة المتعطشين لمعرفة سبل نشر ثقافة الابتكار والإبداع في العلوم السياسية والاقتصادية أنه سيقدم المزيد من المحاضرات حول هذه القضايا المثيرة للجدل وغيرها من القضايا المهمة والحساسة وذلك في قادم الأيام.