الروابدة والبوات يلتقون مزارعي غور الصافي لبحث تداعيات مشروع سكة الحديد

 احمد قدورة - التقى النائبان باسم الروابدة وفتحي البوات، بحضور المحامي محمد عيادات، بعدد من مزارعي الأغوار الجنوبية من أصحاب الوحدات الزراعية في منطقة غور الصافي، التي من المقرر أن تمر عبرها سكة الحديد الجديدة، وذلك للاستماع إلى ملاحظاتهم ومخاوفهم حول تداعيات المشروع.

وجاء اللقاء في إطار الوقوف على أثر مشروع سكة الحديد على الأراضي الزراعية، حيث عرض المزارعون جملة من الإشكاليات المرتبطة بالاستملاكات المتوقعة، مؤكدين أن مساحات واسعة من أراضيهم ستتأثر بتنفيذ المشروع، ما يهدد مصدر رزقهم الوحيد ويُلحق ضررًا مباشرًا بالقطاع الزراعي في المنطقة.

وأوضح النائب باسم الروابدة أنه كان قد تقدم بسؤال نيابي إلى الحكومة تضمن 27 نقطة استيضاح حول مشروع السكة، الذي تعود ملكيته لوزارة النقل، وسيتم تنفيذه من قبل شركة قطارات الاتحاد الإماراتية، مشيرًا إلى أن الردود التي وردت حتى الآن اقتصرت على وزارتي المياه والبيئة، فيما لم ترد باقي الوزارات المعنية.

وخلال الحوار، عبّر المزارعون عن استيائهم من طريقة التعامل معهم، مؤكدين أنهم قضوا سنوات طويلة في استصلاح هذه الأراضي والعمل فيها، وأنهم يواجهون أعباءً مالية وديونًا مترتبة لشركات الكهرباء والمياه ومحال الأسمدة والمبيدات، محذرين من أن أي تعويضات محتملة عن الاستملاك ستذهب لسداد الديون دون أن تحقق لهم أي استفادة حقيقية.

وطرح المزارعون عدة تساؤلات جوهرية، قام النواب بتدوينها لرفعها إلى الجهات المختصة، من أبرزها:

سبب استملاك مساحات واسعة من الأراضي خارج نطاق مسار السكة.

لماذا يصل عرض المساحات المستملكة إلى نحو 900 متر، في حين أن المساحة الفنية المطلوبة لا تتجاوز 50 إلى 60 مترًا.

أسباب رفض منح تصاريح للعمال لتمكين المزارعين من الاستمرار بزراعة أراضيهم حتى موعد الاستملاك، رغم أن المدة الزمنية للمشروع تمتد حتى عام 2030.

غياب التشاور المسبق مع المزارعين للوصول إلى حلول توافقية تخدم المصلحة الوطنية.

التساؤل حول إمكانية جعل مسار السكة محاذيًا للشارع العام لتجنب التعدي على الوحدات الزراعية وحماية الأمن الغذائي.

وأكد المزارعون، في شبه إجماع، تمسكهم بأراضيهم ورفضهم التخلي عنها، مطالبين بإيجاد حلول عادلة تراعي حقوقهم وتوازن بين متطلبات التنمية وحماية القطاع الزراعي.

يُشار إلى أن مشروع سكة حديد البوتاس في الأردن يُعد جزءًا من مشروع وطني أوسع لربط مناطق التعدين بميناء العقبة، حيث يمتد خط رئيسي من ميناء العقبة الصناعي باتجاه الشيدية لنقل الفوسفات، وفرع آخر يصل إلى غور الصافي لنقل البوتاس عبر وادي اليتم ووادي عربة.